هل يعيد التاريخ نفسه؟ سؤال تردد أمس بعد القرارات التي اتخذها الاتحاد اللبناني لكرة القدم التي تتعلق ببطولة الدرجة الثانية، حيث تساوى الظالم والمظلوم في قضايا «التلاعب والتعليب والتساهل» في مباريات الدرجة الثانية في مفارقة مشابهة لما حصل عام 2001 في الدرجة الأولى. وتفاعلت قرارات الاتحاد أمس بين أندية الدرجة الثانية، حيث رأى عدد منهم أن الأندية المدانة بالتلاعب هي المستفيدة. وأعلن نادي الخيول بشخص رئيسه ميثم قماطي أن النادي ضد القرارات بالمطلق؛ لأنها منافية للقوانين والأنظمة، وغير شرعية وغير أخلاقية، داعياً الاتحاد إلى التراجع عن هذه القرارات وتطبيق القانون بحذافيره، كاشفاً أنه في حال عدم تراجع الاتحاد، فإن عدداً كبيراً من أندية الدرجة الثانية ستصعّد من احتجاجها إلى حدّ الانسحاب من البطولة، حيث ستلتئم الأندية قريباً جداً وتعلن موقفها النهائي في مؤتمر صحافي يعقد الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم في مطعم «فانتازي وورلد» على طريق المطار.

ورأى رئيس نادي السلام زغرتا، الأب أسطفان فرنجية، أن القرارات التي اتخذت هي أفضل الممكن، وهي اعتراف من الاتحاد بثبوت التلاعب، وأنه كان يتمنى على إدارة اللعبة تطبيق القانون، لكن «الكحل أفضل من العمى».
وأشار «عراب» فريق الحكمة، المدرب الوطني إميل رستم، إلى أن القرارات معيبة ولا تليق بمن اتخذها، وكان حريّاً بالاتحاد أن يسمي المذنب والمتلاعب ويطبق القانون ليكون عبرة للباقين، وذلك انطلاقاً من مبدأ عمل الاتحاد بالتمييز بين الصواب والخطأ.

وتقاربت وجهة نظر نادي الإرشاد مع الخيول؛ إذ كشف مدير النادي علي جابر، أن فريقه سينسحب من البطولة وسيصعّد في حال عدم التراجع عن هذا القرار الجائر والظالم بحسب رأيه، الذي دمر معنويات النادي ومادياته أيضاً. واعتقد جابر أن هذه القرارات غير القانونية هي من أجل حسابات سياسية وانتخابية وخدمة لمصالح البعض في الاتحاد، وهي محاولة لفرط عقده، مستغرباً كيفية تثبيت النتائج ثم إلغائها من دون أي تحقيق أو استماع لرأي الأندية.
ومن الأندية التي عُدَّت ضالعة بالقضية، الاجتماعي طرابلس؛ فإن رئيس النادي عبد الله النابلسي، رأى أن القرارات لا تستند إلى أية أدلة، طالباً إنزال فريقه إلى الدرجة الثالثة إن كان هناك أي شيء يدينه. وأسف النابلسي للوصول إلى هذا القحط في الاتحاد، حيث إن مشاكل أعضاء اللجنة العليا باتت تتحملها الأندية، ملمحاً إلى أن كل العملية هي تصفية حسابات ليس إلا. وأردف النابلسي قائلاً: «تعرض لخيول لظلامة فادحة في الموسم الماضي، فلماذا لم يعيدوا المباراة؟».
وشدد رئيس نادي المودة طرابلس على ضرورة اتخاذ أقسى العقوبات بحق المتلاعبين، ورأى أن الاتحاد أراد ان يأخذ موقف «بطولي»؛ لأن لجنة التحقيق لم تصل إلى أي نتيجة، وهذه القرارات هي إنقاذ لماء وجهها، مشاركاً رأي الغالبية في أن هذه القرارات غير قانونية ويجب العودة عنها؛ لأن معركة أعضاء اللجنة العليا ليست من مسؤولية الأندية، مشيراً إلى أن قرار ناديه سيكون مسانداً لقرار الغالبية.
ولم يخرج نادي الفجر عربصاليم عن إجماع الغالبية برفض القرارات التي عدّها مجحفة بحق فريقه ومنافية للقانون، وهو لن يشارك في إعادة مرحلة الإياب؛ لكونه حلّ الفريق ولا يمكن إعادة جمعه. وطالب بإعادة البطولة بكاملها وإطلاقها من جديد.
وأمسك رئيس نادي الأهلي النبطية محمد بيطار العصا من الوسط، مشيراً إلى أن فريقه سيكون جاهزاً لكل الاحتمالات ولن يعارض قرار «أبو الأندية» أي الاتحاد، وأضاف: «نحن لا نؤيد الانسحاب».
كذلك، تساءل عدد من المعنيين عن التعامل مع حادثة ملعب الصفاء، وتحديداً قصة اللاعب علي السعدي التي لم يتخذ فيها أي قرار ولم يأت الاتحاد على ذكرها، فيما كان قد أُوقف عدد من اللاعبين لسنوات، لقيامهم بحوادث مماثلة في الماضي.
(الأخبار)