لم تكن فرحة راين غيغز عادية وهو يحتفل بهدفه أول من أمس في مرمى نوريتش سيتي في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم. فرحة كانت ستكون كبيرة وبتلك الصورة لمجرد تسجيل هذا النجم الويلزي هدفاً في الوقت القاتل مانحاً فريقه 3 نقاط ثمينة في الصراع على اللقب، بيد أن غيغز أطلق فرحته تلك احتفاءً بهدف سجله في مباراته الرقم 900 بقميص «الشياطين الحمر». يا لهذا الرقم المذهل! يا لهذا النجم الذي لا يشيخ أبداً! يا لتلك الإرادة الصلبة التي يتحلى بها صاحب الـ 38 عاماً! بالأمس البعيد وقبل 7666 يوماً، وتحديداً في اليوم الثاني من شهر آذار من عام 1991 كان غيغز شاباً يافعاً لا يعرفه أحد عندما زجّ به «مكتشفه» المدرب الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون في المباراة أمام إفرتون، على ملعب «أولد ترافورد»، بعد اصابة المدافع الايرلندي دينيس إيروين.
وقتذاك كانت علامات التعجّب بادية على محيا جماهير «الشياطين الحمر». من هو هذا اللاعب؟ لا شك تساءلوا، لكن هذا النجم استطاع أن يحوّل ذلك التعجب الى ابتسامات وأفراح ملأت أرجاء «اولد ترافورد» طيلة السنوات اللاحقة. بمثابرته وبالطبع من خلال موهبته وفنياته استطاع أن يتحول غيغز الى «أسطورة» في مانشستر. أصبح رمزاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
كان يكفي «السير» أن يقوم عام 1987 بزيارة خاطفة الى مركز الإعداد الخاص بالغريم مانشستر سيتي لتكتشف عيناه الثاقبتان هذا الشابّ البالغ حينها 14 عاماً فعاد به الى فريق الناشئين في يونايتد. عاد فيرغيسون بهذا الفتى اليافع ليتبين في ما بعد بأنه عاد بأحلى هدية لجماهير «الشياطين الحمر».
يصعب سرد الإنجازات التي سطّرها غيغز مع مانشستر، فناهيك عن مبارياته الـ 900 معه وأهدافه الـ 163 بقميصه وتحقيقه لكل الألقاب الممكنة محلياً وأوروبياً في صفوفه، فإن غيغز استطاع أن يصبح أول لاعب يحقق 12 لقباً في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو اللاعب الوحيد الذي استطاع التسجيل في جميع المواسم، منذ اعتماد الـ «برميير ليغ» عام 1992، وهو اللاعب الأكثر حصولاً على الألقاب مع مانشستر بـ 32 لقباً، والثاني في التاريخ خلف البرتغالي فيتور بايا (33 لقباً) (يتوقع أن يكسر غيغز هذا الرقم)، وهو اللاعب الأكبر سناً الذي استطاع التسجيل في مسابقة دوري أبطال أوروبا عن عمر 37 عاماً و289 يوماً، والأهم أنه الأكثر خوضاً للمباريات مع مانشستر بـ 900 مباراة، وقد تخطى في ايار 2008 رقم النجم السابق بوبي تشارلتون (758 مباراة).
من هذا المنطلق، لم يكن مستغرباً أن يلجأ فيرغيسون الى تمديد عقد لاعبه عاماً إضافياً، بعدما كان الجميع يعتقد أن الأخير سيعتزل مع نهاية هذا الموسم، لكن يبدو أن رياضة الـ «يوغا» التي يمارسها غيغز لا تزال تعطيه الدافع للبقاء، على حدّ ما يعتقد هو.
«إنها لحظة استثنائية»، هذا ما قاله فيرغيسون بعد هدف الفوز لغيغز أول من أمس في مباراته الـ 900 مع مانشستر. كان يجدر بالـ «سير» أن يضيف «إنه (أي غيغز) نجم استثنائي».



يوم رائع

عبّر راين غيغز عن فرحته بالتسجيل في مباراته الـ 900 مع مانشستر يونايتد، أمام نوريتش سيتي، قائلاً: «المشاركة في 900 مباراة مع النادي الذي نشأت، وأنا أشجعه، شيء رائع. إنه يوم رائع بالنسبة إليّ، وأنا متأكد من أنه لا تزال هناك منعطفات كثيرة في الطريق نحو لقب هذا الموسم، وأتوقع المزيد من الإثارة والأهداف الحاسمة».