قلّة هم الذين يعرفون أن زلاتان إبراهيموفيتش لم يلعب بطولة دوري الا وفاز بها منذ تركه فريقه الأم مالمو السويدي عام 2001 للالتحاق بأياكس أمستردام الهولندي، الذي فاز معه باللقب مرتين، قبل أن يرحل الى يوفنتوس الايطالي في 2004، ويكرر الإنجاز عينه (ألغي اللقبان بسبب ضلوع يوفنتوس في التلاعب)، ومنه الى مواطنه إنتر ميلان فائزاً بثلاثة القاب «سكوديتو» أخرى، ثم الى برشلونة الإسباني، حيث أضاف لقب «الليغا» الى سجله في موسمه الوحيد مع «البلاوغرانا».
هذه اللمحة كانت كافية لحث المدير التنفيذي لميلان أدريانو غالياني على إعادة إبراهيموفيتش الى ايطاليا في صيف 2010 عندما ابلغ الصحافة في مطار ميلانو أنه ذاهب الى برشلونة للاجتماع بادارة بطل اسبانيا، ولن يعود الى ايطاليا من دون «إيبرا».
وبالفعل هذا ما حصل، وجلب معه غالياني فأل الخير الى «سان سيرو»، فكان له ما أراد، إذ استعاد ميلان لقب الـ «سيري أ»، وها هو في موقف مريح الآن للحفاظ عليه، واحد الأسباب الرئيسية لهذا الأمر هو إبراهيموفيتش.
نعم، صحيح أن يوفنتوس يملك فرصة مشاركة ميلان الصدارة بسبب لعبه مباراة اقل، لكن الفارق بين «الروسونيري» والـ «يوفي» هو أن الأول يملك لاعباً اسمه زلاتان إبراهيموفيتش، يمكنه الظهور في اللحظات الحاسمة لترجيح كفة فريقه، وهذا ما يحتاج إليه ميلان حالياً في فترة شبه حاسمة من الموسم، حيث يحتاج خلالها الى خلق اكبر فارق من النقاط مع ملاحقه قبل ان يؤدي الإرهاق دوره ضد لاعبيه، وخصوصاً انه لا يزال ضمن السباق الى لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا، مقابل تفرّغ يوفنتوس لبطولة الدوري، وهي نقطة تصبّ في مصلحة الأخير، الذي يمكنه التركيز اكثر على هدفه.
اذاً، الآن يعرف يوفنتوس جيداً ان الفارق بينه وبين ميلان هو اكثر من ثلاث نقاط، فإبراهيموفيتش الغائب منذ ثلاث مباريات بسبب الايقاف، آخرها امام فريق «السيدة العجوز» تحديداً، سجل عودته امام باليرمو بأسلوب صارخ، لدرجة بدا فيها أنه لا يمكن كبح جماحه، وخصوصاً عندما وقّع أول «هاتريك» له منذ نيسان 2005 عندما كان في صفوف يوفنتوس (في مرمى ليتشي). لقد تحوّل باليرمو «فشّة خلق» لإبراهيموفيتش فأنزل أقصى عقاب به، وخرج حاملاً كرة اللقاء تحت إبطه، ووجّه رسالتين، إحداها الى يوفنتوس بأن ميلان لا يمكن ان يتنازل عن اللقب بسهولة، واخرى الى كابتن أودينيزي انطونيو دي ناتالي، الذي بات يشاركه الآن صدارة ترتيب الهدافين بـ 18 هدفاً لكلٍّ منهما.
اللافت ان هناك قاسماً مشتركاً بين الفرق التي استغنت عن إبراهيموفيتش، من أياكس أمستردام ومروراً بإنتر ميلانو ووصولاً الى برشلونة، إذ جميعها لا تملك مهاجماً من طراز «إيبراكادابرا»، وجميعها تواجه صعوبات في بطولة الدوري، بينما يملك ميلان التعويذة المناسبة ليحتفل في نهاية الموسم الحالي، رغم الصعوبات التي واجهها في مراحل متلاحقة. ولا يمكن نسيان مدى المتاعب الهجومية التي أقلقت المدرب ماسيميليانو أليغري، من اصابة البرازيلي الكسندر باتو، ومرض الدولي أنطونيو كاسانو، إلى فشل تعويضهما بالأرجنتيني كارلوس تيفيز. لكن كل هذه المتاعب محاها إبراهيموفيتش بفضل إصراره، ليثبت مرة جديدة انه اذا كان هذا المهاجم في مزاج طيّب فإنه يصعب على اي مهاجم أن ينتزع منه لقب افضل مهاجم في العالم.
المخيف الآن بالنسبة الى الفرق الأخرى ان مستوى إبراهيموفيتش آخذ في الارتفاع اسبوعاً بعد آخر، إذ بعد ادائه الرائع امام ارسنال الإنكليزي (4-0) في ذهاب دور الـ 16 في دوري أبطال أوروبا، جاء العرض القوي الذي قدّمه امام باليرمو، ليؤكد أن هذه السنة قد تحمل المزيد بالنسبة الى المهاجم السويدي، الذي ينتظره حمل أثقل في الصيف المقبل عندما يخوض غمار كأس اوروبا 2012 مع منتخب بلاده، حيث يبدأها ضمن مجموعة غير سهلة تضم أوكرانيا إحدى الدولتين المضيفتين، وانكلترا وفرنسا. ومن دون شك، تبدّلت التوقعات بالنسبة الى المنتخبات التي ستواجه السويد، وخصوصاً بعدما رأت «إيبرا» يضرب أيضاً على الصعيد الدولي، إذ إن الكابتن العملاق كان وراء قيادة بلاده الى انتصار لافت في كرواتيا (3-1) أحد البلدين اللذين كان بإمكانه الدفاع عن ألوانهما دولياً (أصله من البوسنة والهرسك)، فاذا كانت فرنسا وانكلترا تملك كوكبة من النجوم، فان السويد لديها نجم أوحد قد يوازي كل هؤلاء قدرة وفعالية.



فينغر خسره

كشف إبراهيموفيتش أنه رفض الانضمام الى صفوف أرسنال عام 2000، وذلك بعدما اشترط عليه مدرب الأخير آرسين فينغر فترة تجربة، إذ قال: «لقد منحني فينغر قميص أرسنال وعليه الرقم 9 واسمي. كنت سعيداً جداً بذلك، لكنه لم يقدم لي أي عرض جدي، بل اكتفى بالطلب مني خوض تجربة لاكتشاف أيّ نوع من اللاعبين أنا، وبالطبع كان جوابي الرفض».