«أنا متفاجئ». لا ينفكّ يوسف محمد يردّد هاتين الكلمتين عند كل سؤال عمّا حدث قبل وخلال مباراة لبنان والإمارات في تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2014، أو عما قيل عقب اللقاء ويثير جدلاً حالياً في الأوساط الرسمية والعامة. ويبدأ «دودو» الحديث من قلب الحدث وعن تلك اللحظة التي أثارت استغراب الجميع عندما اتجه الحكم الرابع الى خط الملعب، رافعاً الرقم 3 في إشارة منه الى طلب خروج المدافع اللبناني ليحلّ بدلاً منه علي السعدي. الغريب أكثر كان عودة السعدي الى مقاعد البدلاء بعد رفض خروج محمد من الملعب، في حالةٍ وصفها البعض بأنها تمرّد على قرار المدرب الألماني ثيو بوكير، الذي لم يكن راضياً عن مستوى لاعبه فأراد استبداله. وعن هذه المسألة، يقول مدافع الأهلي الإماراتي: «أنا متفاجئ بسبب اللغط الذي حدث، إذ إن ما حصل كان مجرد سوء تفاهم، حيث أشرت الى الجهاز الفني بأنني أعاني من شدّ عضليّ بسيط ولم أطلب استبدالي، إلا أنه تمّ فهمي بطريقة مغايرة، فلم أخرج عندما أشار الحكم الى طلب خروجي». وأضاف: «أنا لا أرفض قرار المدرب لأنني مثلي مثل أي لاعب آخر، ويجب أن أتقيّد بالتعليمات».
أما النقطة الثانية التي يردّ عليها «دودو» بعبارة «أنا متفاجئ» فهي عند إبلاغه أن بوكير قد لا يستمر مع منتخب لبنان، فيشير بصراحة: «طبعاً يفاجئني موضوع كهذا لأنه صحيح أنني أكون عادة آخر الملتحقين بالمعسكرات، لكن المدرب لم يصارحني بشيء ولم أشعر بأنه منزعج من أمرٍ ما».
أما أكثر ما أزعج بوكير، فيقول محمد: «تلك الجلبة في مكان إقامتنا في أبو ظبي والتي فاجأتني أنا أيضاً، وقد اشتكى اللاعبون منها للمقرّبين منهم». ويشرح: «قبل سفرنا من قطر، تم الاجتماع بنا للتوضيح أن اللقاءات الإعلامية ممنوعة، ولن يكون هناك اختلاط مع الإعلاميين، على أن يقوم الكابتن رضا عنتر بالتواصل مع رجال الإعلام لكونه لن يلعب المباراة. لكن ما حصل هو أننا فوجئنا بالعدد الهائل من الإعلاميين الذي تمكن من الوجود حولنا حتى عند تناولنا الطعام، وقد شعر بعض اللاعبين بأن عليهم التعامل معهم بناحية إيجابية خوفاً من تعرضهم للانتقاد في مرحلة لاحقة، والأمر عينه ينطبق على أشخاص قد لا يكون حضورهم مستحباً لأنهم لا يدركون مدى أهمية التركيز على المباريات». ولا يغفل «دودو» شكر الإعلاميين اللبنانيين الذين قدموا مشكورين من لبنان، وهم كانوا يقومون بواجبهم، «لكن بوكير حتى كان منزعجاً من الموضوع، والحق ليس عليه بل على الأشخاص الذين أكدوا أنهم سيقومون بحماية اللاعبين من الإعلام، لكن ربما بدّلوا من رأيهم، فنحن في نهاية الأمر لبنانيون، والتسويات تطبع حياتنا اليومية».
«أنا متفاجئ» يقولها «دودو» مجدداً عند تطرّقه الى مسألة ما أشيع عن انتقاده أو أحد زملائه لبوكير وتحميله مسؤولية الخسارة، فيقول: «هناك أشخاص في لبنان يقومون بتسويق أنفسهم على أنهم من صنّاع الانتصارات، لكن عندما يخسر المنتخب يتبرّأون من الجميع. ولهؤلاء أقول رجاءً عدم المتاجرة بإنجازات المنتخب، فالأشخاص الوحيدون الذين يعود الفضل لهم هم اللاعبون والجهاز الفني والاتحاد الذي قدّم مجهوداً لم نعهده سابقاً».
كل عبارات يوسف محمد التي تبدأ بـ«أنا متفاجئ» يختمها بنفس الطريقة: «من الضروري التعلّم من هذه الأخطاء. الدنيا لم تنتهِ مع خسارتنا أمام الإمارات، فنحن معرضون لأمر مماثل في الدور الحاسم، ويجب أن لا نفاجأ لأنها أمور طبيعية تحدث في كرة القدم، وإدراك كيفية النهوض مجدداً هو الحل لها».