إنكلترا كانت خائفة. البلاد التي تحوي الدوري الأقوى في العالم في كرة القدم كانت تعيش حالة رعب حقيقي. كيف لا ترتعب ورأسها تحت المقصلة. كبرياؤها كانت قريبة من الانهيار. إنكلترا التي لم تكن لترضى بوجود أقل من فريقين في نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا وحتى في بعض الأحيان كان الرقم يرتفع إلى ثلاثة، كانت مرعوبة من فقدان كل أنديتها الكبيرة في الدور الثاني بعد انتهاء مباراة فريقها تشلسي أمام ضيفه نابولي الإيطالي. إنكلترا كانت قد فقدت أرسنال الأسبوع الماضي وقبله الكبير مانشستر يونايتد وجاره سيتي في الدور الأول. بقي تشلسي وحده في الميدان. وحده كان في وجه العاصفة. عاصفة انطلقت من ملعب «سان باولو» في مدينة نابولي واستكملت عبر الضغوط الداخلية لإخراج البلاد من عنق الزجاجة. كان مطلب الإنكليز واضحاً: نريد أن يعود تشلسي ذلك الفريق الذي أذهل أوروبا في السنوات الأخيرة. أن يعود ذلك الفريق الذي كانت تهابه أكبر الفرق حتى وقت قريب. «لا مكان للضعف والاستكانة وللخطأ، علينا أن نثبت أننا نحن الإنكليز آباء هذه اللعبة»، هذا كان لسان الحال الصادر عن إنكلترا وعن عاصمتها لندن.
الموقف كان صعباً بالفعل عشية مباراة ليلة أمس. الضغوط كانت كبيرة، والرهان على «ابن النادي» الإيطالي روبرتو دي ماتيو، الذي تسلم مهمة تدريب النادي خلفاً للمُقال البرتغالي أندريه فياش بواش، كان أكبر. نجوم الفريق المخضرمون حاولوا تخفيف الضغوط وشد أزر الفريق. العاجي ديدييه دروغبا كان واضحاً: «هذا النوع من المباريات الذي يجب أن نثبت فيه أننا أقوياء». القائد جون تيري نبّه إلى أن هذه المباراة قد تكون الأخيرة لبعض نجوم الفريق المخضرمين الحالمين باحتضان كأس البطولة.
انتهى الكلام وجاء وقت العمل.
ليلة أمس، كسب دي ماتيو الرهان وآتت كلمات دروغبا وتيري أُكلها. المدرب الإيطالي عرف كيف يقود السفينة إلى بر النجاة: إدارة موفقة وتبديلات صائبة. خبرة النجوم أمس كانت حاسمة. الصدف كانت حاضرة؛ إذ إن النجمين اللذين حاولا شد أزر زملائهما قبل المباراة كانا مصدراً للهدفين الأولين: في الدقيقة 29 رأسية من دروغبا تمنح تشلسي التقدم، وفي الدقيقة 47 رأسية أخرى من تيري ترفع النتيجة إلى 2-0.
نحن في الدقيقة 55: تسديدة صاروخية مباغتة من السويسري غوكان اينلر تعانق شباك التشيكي بيتر تشيك. صمت مطبق في «ستامفورد بريدج». حسناً، أين الخبير الآخر، فرانك لامبارد؟ ها هو خلف الكرة لتنفيذها من نقطة ركلة الجزاء (75). خبرة لامبارد كانت في الموعد: هدف والنتيجة 3-1.
نحن الآن في الشوط الإضافي الأول، وتحديداً في الدقيقة 105: تمريرة من دروغبا إلى الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش الذي سدد الكرة قوية في الشباك. تشلسي في ربع النهائي.
ليلة أمس، نامت لندن فرحة؛ ففريقها حفظ ماء وجه إنكلترا.



ريال مدريد مع الكبار

كما كان متوقعاً، بلغ ريال مدريد الإسباني الدور ربع النهائي بعد فوزه على ضيفه سسكا موسكو الروسي 4-1 (1-1 ذهاباً). وسجل الأرجنتيني غونزالو هيغواين (26) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (55 و90) والفرنسي كريم بنزيمة (70) لريال، والصربي زوران توسيتش (77) لسسكا.