هل تذكرون غايزكا ميندييتا؟ كثيرون ربما يتذكرون هذا النجم الإسباني الذي لمع في مطلع الألفية الجديدة عندما قاد فريقه فالنسيا الى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2001 (خسرهما أمام مواطنه ريال مدريد وبايرن ميونيخ الألماني توالياً). وقتها كان ميندييتا بمثابة القلب النابض في نادي «الخفافيش» وأبرز لاعب في صفوفه.
حينها، وقف ميندييتا بوجه نجوم كالفرنسي زين الدين زيدان والألماني شتيفان إيفنبرغ والإيطاليين أليساندرو دل بييرو وفرانشيسكو توتي وغيرهم واستطاع أن يظهر موهبته بجدارة. إلا أن انتقال ميندييتا بعدها مباشرة الى لاتسيو الإيطالي كان كفيلاً لكي يقتل موهبته، ومنذ تلك اللحظة ـــــ الغلطة نسي العالم هذا النجم وأصبح من الماضي. نوري شاهين هو ميندييتا هذا الزمن، إذ منذ انتقاله في الصيف من صفوف بوروسيا دورتموند الألماني الى ريال مدريد، انطفأت نجومية هذا اللاعب التركي حتى ليخال للبعض أنه اعتزل كرة القدم. غير أن الفرق بين ميندييتا وشاهين هو أن الأول فشل في الانسجام مع بطولة كالدوري الإيطالي، بينما الثاني لم يعطَ أصلاً الفرصة من قبل مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي إما أنه لا يستدعيه الى التشكيلة أو يبقيه أسير دكة البدلاء.
صحيح أن «السبيشيل وان» يتحمل مسؤولية في انطفاء نجومية شاهين (23 عاماً)، إلا أن اللاعب التركي يتحمل نفسه تبعات الخطوة الخاطئة التي أقدم عليها في الصيف الماضي. نعم، شاهين أخطأ وجهته، وربما لم يكن من الضروري أن يقدم عليها أصلاً، إذ إن ما يقدمه دورتموند في العامين الأخيرين يظهر أنه فريق واعد على المستويين المحلي والقاري، فكيف للاعب كان في موضع «الملك» هناك أن يتحوّل الى جندي يستمع الى الإرشادات ولا ينطق بكلمة في النادي الملكي؟ الشهرة وحدها والأموال هي التي حوّلت شاهين من جوهرة ثمينة الى مجرد رقم في فريق. شاهين ذهب بقدميه الى المهوار. ألم يكن يعلم مسبقاً أن مكانه في الفريق غير مضمون البتة؟ هل تخيل شاهين يوماً أن باستطاعته أن يجلس لاعباً بحجم شابي ألونسو وما يمثله في القلعة البيضاء، على دكة البدلاء، إذ إن مركز ألونسو هو الوحيد الذي بإمكان شاهين شغله لمزاياه الدفاعية والهجومية في آن معاً، بعكس مركز الألماني سامي خضيرة الدفاعي الصرف؟
بغض النظر عن ذلك، فإن النادي الملكي لا يقارن من ناحية أنه يعتبر بمثابة «مقبرة» حقيقية، إذا صحّ القول، للعديد من النجوم، وما أكثرهم. فعلى سبيل المثال، فإن الفرنسي نيكولا إنيلكا لم يصمد سوى موسم واحد في ريال مدريد بعدما قدم إليه من أرسنال، حيث كان يسطّر فصلاً رائعاً في بداية مسيرته. كذلك، فإن الانكليزي مايكل أوين حذا حذو إنيلكا، ورغم تسجيله 13 هدفاً في 36 مباراة في صفوفه، فإنه كان شبحاً لذاك النجم الواعد الذي تألق في ليفربول في بلاده. من جهته، فإن مواطن أوين، جوناثان وودغايت، لقي المصير عينه حيث لم يشارك سوى في 9 مباريات خلال 3 سنوات وانطفأت موهبته الدفاعية التي كانت حديث الجميع، أضف الى أن البرازيلي «الظاهرة» رونالدو لم يترك بصمة في ريال كتلك التي تركها في برشلونة الإسباني أو إنتر ميلانو الإيطالي.
فعلاً، شاهين يدفع حالياً ثمن خطئه القاتل. خطأ أكده المدير التنفيذي لدورتموند هانز يواكيم فاتسكه. شاهين هو الآن كالغريق يبحث عن سفينة النجاة. التقارير الصادرة من إسبانيا وبالتحديد من عاصمتها مدريد تفيد بأن النادي الملكي فتح أبوابه لرحيل التركي أو لإعارته. دورتموند من جهته، يسعى إلى استعادة لاعبه الذي فقده، وذلك لسد الفراغ المحتمل لرحيل أحد اثنين: إما الياباني شينجي كاغاوا أو ماريو غوتزه.
خروج إذا ما تم لشاهين من «سانتياغو برنابيو»، مهما كانت وجهته، سيكون حتماً من الباب الضيق، إن لم يكن من النافذة. ستكون عندها نتيجة المغامرة الإسبانية واحدة: سنة من موهبة شاهين ذهبت هباءً منثوراً!



غير ناضج كرويّاً!

إعارة نوري شاهين هي الحل. هذا ما توصل اليه مدرب ريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو، مشيراً إلى أن اللاعب التركي «يحتاج الى مزيد من الخبرة، كما ينقصه النضج الكروي»، بحسب ما أوردت صحيفة «ماركا».