لم تكن العاصمة الاسبانية مدريد تعيش قلقاً عشية مباراة فريقها الاشهر ريال امام ابويل نيقوسيا القبرصي. الاهتمام يبدو متجهاً هناك في الوقت الحالي الى مسابقة الدوري المحلي بانتظار ما ستحمله مباراة مرسيليا الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني لتحديد من منهما سيكون منافساً للملكي في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا. الامور كانت منتهية هناك في ما يخص ربع النهائي منذ سحب القرعة. هي مجرد نزهة اعتبرها المدريديون الى نيقوسيا، كيف لا، وزيارتاهم الوحيدتان الى هناك كانتا كذلك، حيث فاز ريال مدريد عام 1969 على ليماسول 6-0 وعام 1970 على اولمبياكوس نيقوسيا 8-0 في الدور الاول من المسابقة نفسها، حتى ان الصحف الاسبانية على غرار الشهيرة «ماركا» كانت مهتمة عشية المباراة بعودة لاعب الفريق المصاب انخيل دي ماريا الى الملاعب بعد غياب طويل بقدر اهتمامها بالمباراة.
أيضاً وأيضاً فإن تصريح مدرب ريال، البرتغالي جوزيه مورينيو، حول المباراة والذي اعتبر فيه ان ابويل فريق غير سهل، كان يحمل في طياته كثيراً من الدبلوماسية و«جبر الخواطر»، وهذا ما كان جلياً حتى قبل انطلاق المباراة عند الكشف عن تشكيلتي الفريقين حيث زج «مو» بمهاجميه الفرنسي كريم بنزيما والارجنتيني غونزالو هيغواين معاً، وهي من المرات النادرة هذا الموسم التي يفعل فيها ذلك، وهذا ما يوضح انه كان مستخفاً بخصمه.
في المقلب الآخر، كانت نيقوسيا تعيش كرنفالاً مستمراً منذ بلوغ فريقها الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ الكرة القبرصية، البعض هناك كان متخوفاً من العملاق المدريدي مغبة ان يلتهم فريقهم بنتيجة كبيرة فتضيع الفرحة الطاغية على البلاد، فيما كان البعض الآخر يأمل استمرار «المعجزة» القبرصية، ولم لا يكون ريال مدريد هو ضحيتهم الجديدة والدسمة؟
المحصلة على ارض الملعب: 3-0 لريال مدريد، 77% سيطرة على الكرة للملكي مقابل 23% لأصحاب الأرض، 28 تسديدة باتجاه المرمى مقابل صفر تسديدة! الأرقام تحكي عن واقع المباراة. هي نزهة بالفعل كما توقعها المدريديون. نزهة بكل ما للكلمة من معنى: سيطرة تامة على أرجاء الملعب منذ صافرة البداية الى صافرة النهاية. خلنا للحظات ان ايكر كاسياس، حارس ريال، قد ترك نيقوسيا وعاد الى مدريد أثناء المباراة. الرجل لم يظهر في الصورة. الرفاق كانوا يصولون ويجولون كيفما شاؤوا. بعض التلكؤ في الشوط الأول لم يكن ليقلق المدريديين. بطبيعة الحال، لم يتحسر هؤلاء على فرصة بنزيما التي اضاعها بغرابة امام المرمى الخالي في الدقيقة 33. تلكؤ مدريدي استمر حتى الدقيقة 63. في تلك اللحظة قام مورينيو من مقعده ليضع النقاط الحروف. وجه الرجل لحظتها كان يشي بأمر واحد: انتهى المزاح وأتى وقد الجد. تبديلان من «الداهية» كانا كفيلين بقلب الأمور: البرازيليان كاكا ومارسيلو بدلاً من هيغواين والبرتغالي فابيو كوينتراو على التوالي. النتيجة: تمريرة ذكية من كاكا الى بنزيما تابعها الأخير برأسه في الشباك (73). توغل من مارسيلو على الرواق الايمن وتمريرة الى كاكا الذي تابعها سهلة في الشباك (82). فيما تكفل بنزيما مجدداً بإضافة الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة بعد تمريرة ساحرة من الالماني مسعود اوزيل. أُنجزت المهمة. لا داعي إلى الحديث طبعاً عن مباراة الاياب في «سانتياغو برنابيو». لا شك في أن جمهور أبويل استمتع برؤية لاعبي ريال مدريد امامهم، اما لاعبو ابويل فكانت فرحتهم مضاعفة عند تبادلهم القمصان مع نجوم الملكي!
■ في المباراة الثانية امس، تغلب تشلسي الانكليزي على مضيفه بنفيكا البرتغالي 1-0، سجله العاجي سالومون كالو (75).