ملعب «سان سيرو» في مدينة ميلانو الإيطالية كان مكان الحدث ليلة أمس، وأي حدث أقل روعة عندما يتعلق الأمر بمباراة تجمع بين ميلان وبرشلونة الأسباني، وأين؟ في ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا. هو نهائي مبكر بكافة المقاييس، كيف لا يكون كذلك، والأمر يتعلق بفريقين حازا معاً لقب البطولة 11 مرة بواقع 7 للـ«روسونيري» و4 للـ«بلاوغرانا».
الأجواء قبل المباراة كانت تشي بقمة كبيرة، لكن التخوف كان طاغياً في ميلان أكثر منه في برشلونة، لسببين: أولهما طبعاً هو النادي الكاتالوني الذي أضحى «لغزاً» في عالم الكرة فشل كثيرون في فك شيفرته، وقد سبق أن أسقط خصمه على الملعب ذاته في الدور الأول لهذه النسخة 3-2 بعد تعادل 2-2 في برشلونة، علماً بأن هذه المباراة الأخيرة شهدت سيطرة مطلقة لبرشلونة طوال فتراتها حتى نجح البرازيلي تياغو سيلفا في إدراك التعادل في الدقيقة الأخيرة. أين سيلفا؟ المدافع البرازيلي المميز مصاب، وهو لن يكون حاضراً أمام برشلونة. سبب ثانٍ ليقلق جماهير ميلان، هذا بالإضافة إلى غياب البرازيلي الكسندر باتو وايغنازيو اباتي.
هذا التخوف كانت في موازاته جرعات عديدة من المعنويات التي حاول البعض مدّ لاعبي ميلان بها، بوجه العملاق الكاتالوني. نائب رئيس ميلان، أدريانو غالياني، أشاد بالفريق الإسباني لكنه رأى أن المرشح للفوز (قاصداً برشلونة) لا يحقق هذا الأمر دائماً. البعض ذكّر بنهائي نسخة 1994 بين الفريقين والذي فاز به ميلان 4-0 رغم أن برشلونة كان مرشحاً للفوز. صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» لفتت الى ان ميلان لم يخسر في 15 مباراة خاضها في ربع النهائي في هذه المسابقة على ملعبه.
جرعات المعنويات هذه آتت أكلها، وإن بدرجة أقل مما كان يفترض أن يكون عليه الأمر. تعادل سلبي انتهت عليه قمة «سان سيرو». تعادل يبدو مرضياً طبعاً لأبناء النادي اللومباردي، اذ انه لم يتلق هدفاً امام منافسه القوي، وهو سينقل حتماً الضغط على الأخير في ملعب «كامب نو» حيث يبدو برشلونة مطالباً بالتسجيل للعبور الى نصف النهائي.
في الواقع، ظهر منذ البداية ان مدرب ميلان، ماسيميليانو ألليغري، كان يلعب من اجل هذه النتيجة ولا غيرها. اداء ذو طابع دفاعي بحت مع اقفال للمنافذ، وهذا ما اتاح لبرشلونة السيطرة على الكرة خصوصاً في الشوط الاول، واعتماد على الهجمات المرتدة التي لو وفق البرازيلي روبينيو والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش في استغلال بعض فرصها لكان بإمكان ميلان الخروج فائزاً، هذا من دون التقليل من خطورة بعض فرص الـ«برسا»، اضافة الى استحقاقه لركلة جزاء لمصلحة التشيلياني اليكسيس سانشيز في الشوط الأول (15).
تعادل سلبي اذاً في قمة «سان سيرو» ليلة امس. تعادل أتى في مصلحة الفُرجة قبل كل شيء، اذ لا شك في أن وتيرة الحماسة ستبلغ درجاتها القصوى في «كامب نو».



حماوة في الملعب وخارجه

لم تكن الحماوة بين ميلان وبرشلونة فقط على ارض الملعب أمس، اذ انتقلت الى المكاتب حيث استبق نائب رئيس الفريق الإيطالي أدريانو غالياني اللقاء ليؤكد انه إذا طلب منه رئيس برشلونة ساندرو روسيل التعاقد مع البرازيلي تياغو سيلفا ، فسيكون الرد عليه أن اللاعب «ليس للبيع»، وذلك بعدما اشارت انباء عدة الى سعي النادي الكاتالوني للتعاقد مع المدافع القوي.