ماذا يفعل الأنصار؟ وماذا يريد؟ فجأة ومن دون مقدمات، فتح نادي الأنصار، عبر أمين سره وضاح الصادق، معركة مع الاتحاد اللبناني لكرة القدم. القصة بدأت بالكتاب القاسي الذي وجهه الأنصار الى الاتحاد أول من أمس (كما أرسل إلى وسائل الإعلام)، ثم تلاه ظهور للصادق عبر برنامج «جرايد» الذي يبث على شبكة قنوات الكأس القطرية، حيث أطلق كلاماً يعدّ خطيراً نظراً إلى السقف العالي الذي لامسه، وصولاً الى وصف الاتحاد بالمغتصب. وتشير المعلومات أن الأنصار قرر خوض معركة تغيير الاتحاد ولو مبكراً وجاءت رسالته للاتحاد (التي سيأتي رد قاس بالمقابل عليها) وكلام الصادق التلفزيوني الفضائي، والذي أرسل الى وسائل الإعلام أيضاً، «كنوع من رمي حجر في بركة راكدة» كما وصفه أحد المتابعين للتحرك الأنصاري. ومخطئ من يظن أن القصة هي عبارة عن كلام فقط، فالأنصار برفعه السقف عالياً ألزم نفسه أولاً بمعركة لا يمكن أن يتراجع فيها، وهو في الوقت عينه قد يحرج أندية أخرى خصوصاً الكبيرة منها في مسألة التغيير الاتحادي.
فقد طالب الصادق الاتحاد اللبناني لكرة القدم بالرحيل، في ظل ما وصلت إليه الأمور من تخبط غير مقبول وخاصة في السنوات الأخيرة، مؤكداً أن شعار الاتحاد الحالي هو «لا عمل ولا خطة»، ما حدا بنادي الأنصار الى خوض ما سماها معركة لتصويب الأمور، وقد تصل الى إطاحة الاتحاد الحالي. وكشف الصادق أن أندية كرة القدم في لبنان مدعوة إلى استرداد اللعبة من هذا الاتحاد الذي احتلها واغتصبها، حتى بات أعضاؤه يعتقدون بأن اللعبة باتت ملكاً لهم، بينما هي ملك لأنديتها وجماهيرها.
وكان لافتاً «الغزل» الذي وجهه الصادق نحو الأمين العام المستقيل رهيف علامة حين أكّد أن الاتحاد الحالي أثبت أنه غير جدير بإدارة اللعبة، وقد بدا ذلك جلياً منذ البداية بعدما جاء به التوافق السياسي، مشدداً على ضرورة فصل السياسة عن الرياضة، معلّلاً ذلك بالقول إن بعض أعضاء الاتحاد لا يتمتعون بأي فكر إداري أو رياضي، بل هو ممثلون لأحزاب سياسية، مستثنياً علامة الذي رأى أنه الوحيد الذي «يفهم العمل الإداري في كرة القدم»، رغم وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر التي شابت العلاقة بين الأنصار وعلامة. وتأتي العبارة الأخيرة لترد على كلام سمعه الأنصاريون بأن تحركهم جاء بعد استقالة علامة، لكن هذا لا ينفي أيضاً التحييد الواضح للأمين العام المستقيل من الاتحاد عن الهجوم الأنصاري الحاد. فهل هذا يعني تحضير مبكر لمعركة انتخابية قد تشهد تحالفات من العيار الثقيل؟
وسأل الصادق عن السبب الذي يمنع اعضاء الاتحاد من حضور مباريات بطولة الدوري في الملاعب، وخصوصاً رئيس لجنة الملاعب موسى مكي ورئيس لجنة الحكام ريمون سمعان كاشفاً عن وجود مافيا تدير الحكام في كرة القدم اللبنانية ومكونة من اداريين في الاندية واشخاص مقربين من اعضاء الاتحاد يمارسون الضغوط مستغلين ضعف الاتحاد لافتا في الوقت نفسه الى انه من غير المقبول أن رئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين يمضي 90 % من وقته خارج البلاد.
وأكد الصادق أن نادي الأنصار بصدد دعوة أندية الصفاء والعهد والنجمة الى اجتماع يعقد في مقر النادي للتباحث في شؤون اللعبة واسترداد قرارها من الاتحاد الحالي، على أن يتم التنسيق في ما بعد مع كل الأندية التي لها كل الاحترام والتقدير. لكن، وبحسب الصادق، تبقى الأندية الأربعة المذكورة تشكل بجماهيرها ومدخولها أساساً للانطلاق في أي تحرك، نظراً إلى ما تتكبده من أموال على اللعبة.
وأعلن الصادق استعداده للترشح الى انتخابات الاتحاد المقبلة إذا توفر فريق العمل المناسب وروح المجموعة الواحدة، معتبراً أن أي لبناني له الشرف بأن يخدم كرة القدم في بلاده.
وطالب أمين سر نادي الانصار بمحاكمة الدولة اللبنانية، لاعضاء الاتحاد اللبناني لكرة القدم اذا ثبت ان هناك تقصيرا في عملية الاعداد التنظيمي لمباريات منتخب لبنان في تصفيات كأس العالم خاصة ان ملعب المدينة الرياضية غير مجهز الى الآن في استضافة التصفيات، ولم يعقد اي اجتماع مع مجلس ادارة المدينة الرياضية ما يهدد لبنان فعليا في استضافة المباريات المقررة على ارضه وبين جماهيره.
وفي مسألة الاعداد لمنتخب لبنان، استغرب الصادق عدم البدء ببرنامج الاعداد وعدم وضوح الخطة المطلوبة الى الآن منتقدا اعضاء الاتحاد الذين عمدوا الى التحقيق مع المدرب الالماني للمنتخب ثيو بوكير بدلا من البحث في برنامج الاعداد الخاص بالمنتخب،مشيرا الى ان الاتحاد القطري لكرة القدم على سبيل المثال بدأ بالفعل بالاعداد لمنتخبه واقر المعسكر وفترات التوقف والتجمع في حين ان منتخب لبنان تجمع للمرة الاولى قبل يومين. ودعا الصادق اتحاد كرة القدم الى تنفيذ طلبات بوكير الفنية في اجراء بعض التغييرات على الجهاز الفني