"مما لا شك فيه أن كل لاعب بحاجةٍ الى ثقة مدربه". بهذه الكلمات، بادر ماريو غوتزه الى التصريح عقب مباراة منتخب بلاده ألمانيا مع إيطاليا (4-1) قبل أيام، حيث وقّع بروعة على أحد أهدافها. كثيرون رأوا في هذا الكلام "لطشة" للمدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، الذي بات واضحاً أن غوتزه ليس في حساباته هذا الموسم، وبالتالي بات أحد أكثر اللاعبين موهبة في كرة القدم الألمانية أسيراً لمقاعد البدلاء، لا بل إن كابوسه أسوأ بكثير لأن اسمه التصق بمقعد الاحتياط، لدرجةٍ بات من النادر أن نراه فيها على أرض الملعب.
واللافت أنه في المنتخب الألماني تختلف الأمور كثيراً، حيث يعطي يواكيم لوف ثقةً لغوتزه، الذي حمله وألمانيا الى وضع نجمة ذهبية رابعة على القميص الأبيض، عندما أصاب المجد الأزلي بهدفه التاريخي في المرمى الأرجنتيني في المباراة النهائية لكأس العالم 2014. لكن هناك في قميص بايرن ميونيخ، سقطت موهبة غوتزه وسقطت سمعته الكبيرة التي حوّلته الى "ميسي ألمانيا" بمجرد تسجيله ذاك الهدف الشهير الذي هزم منتخب ميسي الحقيقي.
غوتزه أمام إثبات نفسه مع بايرن وإلا اعتبر فاشلاً مثل بودولسكي

من هنا، لا يخفى أن باب الخروج من بافاريا بات مفتوحاً أمامه، وهو الذي خاض مع بايرن 105 مباريات (سجل 34 هدفاً ومرر 21 كرة حاسمة) منذ وصوله إليه من بوروسيا دورتموند، لكن الأهم هو أنه لم يلعب مدة 90 دقيقة إلا في 40 مباراة فقط. والأكيد أنه لن يرى الرقم 90 مجدداً على اللوحة الإلكترونية وهو موجود على المستطيل الأخضر، والدليل أنه في المباراة أمام فيردر بريمن لم يشركه غوارديولا لأكثر من 53 دقيقة، وهو الأمر المثير للاستياء لأي لاعب.
غوتزه الذي تخدمه سنّه الصغيرة (23 عاماً) لإعادة إطلاق مسيرته بشكلٍ أصح، يبدو أمام مفترق طرق من خلاله يمكنه أن يختار الوجهة المناسبة له، لكن ما هي الخيارات المتوافرة أمامه؟
الخيار الأول بلا شك قد يكون البقاء مع بايرن الذي ينتهي عقده معه في نهاية الموسم المقبل، حيث سيكون لاعباً حراً. والأكيد أن هدف غوتزه ليس الانتقال من دون مقابل أو الوجود في سوق الانتقالات، بل هو إثبات نفسه مع "هوليوود الكرة الألمانية"، وإلا ستلتصق صفة الفشل به الى الأبد، تماماً كما حدث مع لوكاس بودولسكي الذي سجّل مروراً مخيباً مع البايرن لدى قدومه في كولن. فهناك في ألمانيا، حلم اللاعبين هو ارتداء ذاك القميص الأحمر الخاص ببطل "البوندسليغا"، بينما يقول لسان حالهم إن عدم تثبيت القدمين في "أليانز أرينا" يعني عدم استحقاق اللاعب الوجود على أعلى مستوى.
وبما أن غوارديولا الذي نسي عبارته الدائمة سابقاً "أحب ماريو غوتزه"، نسي هذا الحب وسيرحل عن الفريق في الصيف، فإن غوتزه قد يجد أن خروج "بيب" هو بداية الطريق المفتوح بالنسبة إليه للعودة الى التألق، وذلك مع قدوم المدرب الإيطالي كارو أنشيلوتي الذي لم يوضح حتى الآن موقفه من بقاء النجم الشاب مع الفريق من عدمه.
أما الخيار الثاني، والذي يرتبط بالموسم الحالي، فهو عدم الاستسلام لـ"بطش" غوارديولا، الذي ومع بروز غوتزه مع "المانشافت" أصبح تحت نيران الكثيرين من محبي اللاعب الذين يطالبون بإعطائه دوراً أكبر. وهنا على غوتزه القتال للحصول على مركزٍ أساسي في التشكيلة، وخصوصاً بعدما بدا واضحاً أن غوارديولا لا يأبه لوجوده خلفه على مقعد البدلاء، إذ حتى عندما عاد الفرنسي فرانك ريبيري بعد غيابٍ طويل بسبب الإصابة وجد نفسه في الحسابات قبل غوتزه، الذي صعبت مهمته أيضاً مع بروز نجم الفرنسي الآخر كينغسلي كومان.
أما الخيار الثالث والأخير، فهو الخروج من بافاريا ومن ألمانيا كلّها، ولمَ لا الالتحاق بيورغن كلوب من جديد؟ وهذه المرة في ليفربول، حيث يمكن المدرب الألماني إبراز موهبة غوتزه ثانيةً، وهو الذي تحوّل بقيادته إلى أحد أبرز نجوم اللعبة في العالم.




برنامج بطولتَي ألمانيا وفرنسا


ألمانيا (المرحلة 28)

- الجمعة:
باير ليفركوزن - فولسبورغ (21,30)

- السبت:
بايرن ميونيخ - أينتراخت فرانكفورت (16,30)
هانوفر - هامبورغ (16,30)
ماينتس - أوغسبورغ (16,30)
دارمشتات - شتوتغارت (16,30)
إنغولشتات - شالكه (16,30)
بوروسيا دورتموند - فيردر بريمن (19,30)

- الأحد:
بوروسيا مونشنغلادباخ - هيرتا برلين (16,30)
هوفنهايم - كولن (18,30)

فرنسا (المرحلة 32)

- الجمعة:
موناكو - بوردو (21,30)

- السبت:
باريس سان جيرمان - نيس (18,00)
غانغان - مونبلييه (21,00)
رين - ريمس (21,00)
تروا - أنجيه (21,00)
تولوز - كاين (21,00)
غازيليك أجاكسيو - سانت إتيان (21,00)

- الأحد:
نانت - ليل (15,00)
باستيا - مرسيليا (18,00)
لوريان - ليون (22,00)