لا يمكن أن تكون العلاقة بين نادٍ يعدّ من أهم النوادي في لعبة كرة القدم واتحاد اللعبة بهذا الشكل التي هي عليه بين الأنصار واللجنة العليا. فأن يصبح الإعلام هو الساحة التي يتواصل من خلالها أهل اللعبة، فهذه نقطة سلبية في صفحة العلاقة بين الطرفين، ولا يمكن أن يتعاطى الطرفان بهذه الطريقة، إن كان عبر البيانات التي تهاجم الاتحاد أو عبر اللامبالاة بما يطالب به الأنصار. قد يقول الأنصاريون إن «الشعر طلع على لسانهم» من كثرة ما راسلوا الاتحاد، ولكن «قد كنت أسمعت لو ناديت حياً، لكن لا حياة لمن تنادي». فالأنصار راسل الاتحاد مراراً وطرح العديد من الأمور التي لم يلقَ تجاوباً حولها أو حتى رداً أو توضيحاً، علماً بأن الاتحاد رد في بعض المرات، لكن بطريقة تجعلك تقول «يا ريت ما رديت». لكن هذا لا يعني أن يتم رفع السقف بهذه الطريقة واللجوء الى سلاح البيانات والنشرات الإعلامية، في وقت يعلم فيه الجميع أن هذه الطريقة لن تحلّ الأمور، بل قد تزيدها تعقيداً. من الممكن أن يكون طلب اجتماع مع أعضاء اللجنة العليا أجدى نفعاً وفعالاً أكثر. وحتى من الممكن زيارة اللجنة العليا خلال اجتماعها الأسبوعي يوم الاثنين ومناقشتها في هواجس الأنصاريين، ولا يعقل أن يعتذر أهل الاتحاد عن استقبال ممثلين عن الأنصار. لكن الأنصاريين سلكوا طريقاً آخر في التخاطب مع الاتحاد وبعض أعضائه، فأمين السر وضاح الصادق رد أمس على ما نشر في «الأخبار» من كلام على لسان الأمين العام بالوكالة جهاد الشحف، إذ اعتبر الصادق أنه «عندما يقول أمين سر الاتحاد بالوكالة، أبو فراس الشحف، إن نادي الأنصار بما يمثل يدخل معركة مصير كرة القدم ليتمكن أمين سره من ترؤس لجنة التسويق، فهذا بحد ذاته تصريح يصح استعماله في مسرحيات عادل إمام. ولكن «بجدية» فهذه حال الاتحاد، منافسة وخلافات على مقاعد، لذلك يتطلعون الى كل الأمور من هذا المنظار، وللمعلومات كون «أبو فراس» لا يعرف أنه سبق لهذا الاتحاد «وأبو فراس» أحد أعضاء لجنته العليا، أن سمّاني لرئاسة لجنة التسويق واعتذرت بعدما اكتشفت أن سنوات ضوئية تفصل معنى التسويق عن اللجنة العليا». ولمعلومات «الصديق» أمين السر بالوكالة، إن موقعي كأمين سر لنادي الأنصار بالنسبة إليّ أغلى من ألف لجنة جانبية أو لجنة عليا للاتحاد». فهل يعقل أن تصل الأمور الى هذا الحد؟
ولا تقع المسؤولية على عاتق الأنصاريين فقط، بل الاتحاد مسؤول أيضاً، إذ لا يمكن أن يتجاهل أنديته وخصوصاً إذا كانت مطالبها محقة أو تستحق المناقشة بالحد الأدنى. ولن يظهر الاتحاد بصورة «الصغير» إذا اتصل بالأنصار وطلب عقد اجتماع معه، فالتعالي مرفوض في العلاقة بين الاتحاد والأندية.
وفي السياق، يقول الشحف إن الأنصار مرحّب به، في أي وقت وأهلاً وسهلاً به حين يطلب اللقاء، كما حصل مع النجمة الذي راسل الاتحاد مراراً «ثم عاد واجتمع بنا وتمت حلحلة الأمور. لكن أن يتم التعاطي بهذه الطريقة، فهذا أمر مرفوض».



الاتحاد لا يريد كسر الجرّة

أكّد مصدر اتحادي أنه لا رغبة لدى اللجنة العليا بالرد بقسوة على نادي الأنصار، فلو كان هناك مثل هذا التوجّه لكان الاتحاد أوقف أمين سر النادي، وضاح الصادق، و«كسر الجرّة مع الأنصاريين» بعد التصريحات التي أطلقها. حتى إن أحد الأعضاء كان يريد إرسال رد ناريّ على كتاب الأنصار، لكن رئيس الاتحاد هاشم حيدر رفض ذلك.