يمكن الجزم بأن المواجهة المصيرية بين بوروسيا دورتموند وضيفه بايرن ميونيخ مساء غدٍ ستكون شبه حاسمة في تحديد هوية الفائز بلقب الدوري الألماني لكرة القدم، وذلك رغم تأكيدات عدة من رموزٍ تنتمي إلى الفريقين بأنه بغضّ النظر عن هوية الفائز، فإن النتيجة لن تكون نهاية الطريق.
طبعاً، يبدو واضحاً أن أمثال مدرب بوروسيا دورتموند يورغن كلوب ونظيره في بايرن ميونيخ يوب هاينكيس، يحاولون التخفيف من وطأة الضغوط على لاعبيهما قبل الموقعة المرتقبة، وخصوصاً أن المدينتين اللتين ينتمي إليهما الفريقان تغليان بعد اتساع حيّز الاهتمام بالمباراة المذكورة عقب تقليص بايرن الفارق وبطل الموسم الماضي إلى ثلاث نقاط، إثر فترة استثنائية عاشها الأخير على الصعيدين المحلي والقاري، حيث تبدو معنوياته مرتفعة إلى أقصى الدرجات حالياً.
من هنا، لا يتوقع أن تكون الأمور طبيعية على أرضية ملعب «فستفالن شتاديون»، وقد نشهد السيناريو عينه لتلك الملحمة التي شهدها العالم عام 2001 عندما رُفعت البطاقة الحمراء ثلاث مرات، والصفراء 11 مرة. وهذا الأمر مرشح للحدوث أيضاً انطلاقاً من اعتبارات أخرى لها أبعاد تتخطى مباراة غدٍ؛ إذ إن حاصد النقاط الثلاث سيحقق مكاسب أخرى ستكون لها انعكاساتها على المنافسة بين الفريقين في السنوات المقبلة، وهي التي يمكن اعتبارها أمراً قابلاً للحدوث، بالنظر إلى أن تشكيلتي الفريقين تزخران بالمواهب التي يمكن أن تخدمهما لفترةٍ طويلة، حتى لو رحل بعض العناصر عنها.
الفائز الأكبر سيكون دورتموند إن خرج منتصراً، أو حتى متعادلاً، ولو أنه سيقف لاحقاً أمام امتحانين آخرين لا يقلان صعوبة عن مواجهة البافاري، وذلك عندما يلعب في المرحلتين اللاحقتين مع شالكه ثالث الترتيب العام وبوروسيا مونشنغلادباخ الرابع.
لكن الصعوبة مساء غدٍ تبدو أثقل على بايرن؛ لأن دورتموند يملك أفضلية معنوية عليه؛ لأنه أسقطه في مواجهاتهما الثلاث السابقة، وآخرها في ميونيخ (1-0) ذهاباً. أضف أن دورتموند لم يتذوّق طعم الهزيمة في 23 مباراة متتالية في «البوندسليغا»، ويبتعد فقط مباراة واحدة عن معادلة الرقم القياسي، علماً بأنه حقق الفوز في 10 من مبارياته الـ 12 الأخيرة.
إذاً، يرصد دورتموند توسيع الفارق وإصابة رقم قياسي وتمديد هذه الريادة على بايرن ليكون في الموقف عينه عندما يواجهه مجدداً في المباراة النهائية لمسابقة كأس ألمانيا على الملعب الأولمبي في برلين في 12 أيار المقبل.
أما بايرن ميونيخ، فيملك أيضاً حسابات لها أبعاد أخرى، فهو بدأ يشعر بخطر دورتموند الذي يمكن أن يمتد لسنوات عدة؛ إذ إنه في الأعوام الأخيرة خطفت فرق معيّنة اللقب من البافاريين، لكنها عادت وانكفأت أمامهم في المواسم اللاحقة. وهذا الخطر كان قد بدأ من خلال تفضيل النجوم لفريق منطقة الرور الصناعية على التحوّل إلى «أليانز أرينا»، وهذا ما بدا جليّاً في السباق إلى توقيع نجم بوروسيا مونشنغلادباخ ماركو رويس، وما سيظهر لاحقاً وسط تأكيد مصادر عدة أن نجم بطل ألمانيا ماريو غوتزه سيسير على خطى زميله الهداف البولوني روبرت ليفاندوفسكي ويرفض أي عرض يقدّمه له أشهر فريق في تاريخ الكرة الألمانية، والذي كان دائماً قميصه حلماً يراود كل لاعبٍ ناشطٍ في «البوندسليغا».
وهذا التحدي يخصّ مثلاً مدير بايرن كريستيان نرلينغر المولود في دورتموند، والذي بدأ مسيرته مع الفريق البافاري عام 1990 قبل أن يتحوّل إلى غريمه بعد 8 سنوات، لكنه لم يتردد في شغل مركزٍ إداري في مكاتب الأول رغم الغزل الذي بادر إليه فريق مسقط رأسه. ونرلينغر نفسه يملك تحدياً من نوعٍ آخر، وخصوصاً أنه لم يهضم خسارة رويس لمصلحة دورتموند بعدما كان هو نفسه في خضم المفاوضات، وهو الذي أصبح مكروهاً في دورتموند بعدما تردد أنه اتصل بمدير أعمال غوتزه بغية ضمه إلى «هوليوود الكرة الألمانية».
رئيس بايرن أولي هونيس اعترف بمزاحمة دورتموند لناديه بعد نهوض الأخير من الرماد إثر المشكلات المالية التي هزّت كيانه منتصف الألفية الجديدة، وهو قال: «لقد أخذنا علماً بقدراتهم وطموحاتهم، وأعتقد أن دورتموند سيواجهنا على طريقة العين بالعين في السنوات
المقبلة».
إذا كانت المتعة أكيدة في موقعة مساء غدٍ، فإن الأمر المؤكد أيضاً أن النتيجة النهائية قد تكون بدرجة كبيرة مفصلية في إظهار جزء من هوية البطل العتيد لموسمٍ وفى بكل وعدوه حتى الآن.
بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، أحدهما سيقبّل الدرع قبلة الوداع، والآخر سيكون في انتظار المرحلة الأخيرة من عمر البطولة لمعانقتها وطبعها بقبلة الفرح.



بيع 80 ألف تذكرة في 10 دقائق

80 ألف تذكرة خاصة بقمة بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ بيعت في غضون 10 دقائق بعد طرحها للبيع، بحسب ما أشار إليه النادي المضيف الذي تلقى 450 ألف طلب للحصول على تذاكر لحضور المباراة التي ستُبَثّ مباشرة على الهواء عبر قنوات تلفزيونية تصل إلى 200 دولة حول العالم.