عنوانان لموقعة بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، هما هداف الاول روبرت ليفاندوفسكي، ونجم الثاني أريين روبن. البولوني بسبب تحوّله بطلاً في المدينة التي ينتمي اليها فريقه، والهولندي بسبب سقوط اللعنات عليه من ميونيخ وخارجها بعدما اتُّهم بالقضاء على حلم استعادة درع الدوري الالماني لكرة القدم من الغريم التقليدي. <الاثنان خاضا اللقاء بنزعة مختلفة، وطبعاً خرجا بنتيجة مختلفة كليّاً، فالحديث عن ليفاندوفسكي يظهر البرودة التي تعامل بها الرقم 9 مع مجريات المباراة حتى نجح بانتهازية في تسجيل «هدف البطولة». وكلمة انتهازية لا يمكن سوى الصاقها بهذا اللاعب، اذ انه عند وصوله العام الماضي الى دورتموند لم يجد لنفسه مكاناً اساسياً في الفريق، إلّا أنه استغل اصابة الياباني شينجي كاغاوا ليدخل ضمن الحسابات الاساسية للمدرب يورغن كلوب في النصف الثاني من الموسم، لكن في مركز صانع الألعاب، وهو رغم ذلك سجل 8 اهداف.
طبعاً لم تكن هذه النسبة كافية ليحصل على ثقة كاملة من مدربه، لكن الحظ خدمه مرة جديدة، اذ ان اصابة الباراغواياني لوكاس باريوس في كوبّا أميركا، منحت البولوني مركزاً كمهاجم صريح، فتحوّل عنصراً لا غنى عنه بتسجيله 25 هدفاً وتمريره 10 كرات حاسمة في 41 مباراة خاضها ضمن المسابقات المختلفة.
ما وصل اليه ليفاندوفسكي كان نسخة عن الهدف الذي سجله في مرمى بايرن، أي إنه باستغلاليته وانتهازيته عرف كيف يفرض نفسه نجماً للقمة، وهذا ليس فقط بفضل هذا الهدف، اذ انه برهن بمعركته ضد جيروم بواتنغ وهولغر بادشتوبر اللذين خسرا كرات عدة تحت ضغطه انه يمكنه افادة الفريق في جوانب اخرى غير التهديف.
وافادة الفريق هذه لم تنطبق على روبن مثلاً، هو الذي تعامل مع المباراة بعصبية كبيرة، انطلاقاً من انه كان مطالباً دائماً هذا الموسم بفعل شيء للفريق بعد غيابه عنه لفترة طويلة بسبب الاصابة، وقد عانى البافاريون في غيابه وسقطوا امام الفريق الاصفر ذهاباً ايضاً.
لكن مشكلة روبن لم تكن فقط في سعيه لأخذ المباراة على عاتقه ومبالغته في المراوغة احياناً، اذ ان قمة «البوندسليغا» كانت كابوساً رهيباً بالنسبة اليه، فهو يُعدّ المتهم الاول في خسارة بايرن دفاعياً وهجومياً!
ففي الهدف الذي سجله ليفاندوفسكي غطى روبن خط التسلل مانحاً الفرصة لمهاجم دورتموند لخداع الحارس مانويل نوير. وبعدها كانت الكارثة في المقلب الثاني من الملعب عندما سدد ركلة الجزاء بطريقة مثيرة للشفقة ثم فقد تركيزه مهدراً فرصة سهلة من تحت العارضة بكرة وصلت الى رجله المفضلة اي اليسرى.
كل هذه المشاهد السلبية الخاصة بالرقم 10 تعيد فتح ملف الغيرة الذي يؤثر على شخصيته ولعبه، فهو اشتهر بغيرته من زملائه، وبالتأكيد لهذا السبب حمل الكرة فور انطلاق صافرة الحكم معلنة ركلة جزاء وذهب الى تسديدها بدلاً من تركها للمتخصص باستيان شفاينشتايغر.
فعلاً يستحق ليفاندوفسكي كل الكلام الجميل الذي يقال عنه في دورتموند حالياً، بينما يستحق روبن كل الانتقادات. ففي نهاية المطاف هذه هي كرة القدم: يوم لك ويوم عليك.



دورتموند في «دربي»

تفتتح المرحلة الـ 31 الليلة (21.30) بلقاء شتوتغارت مع فيردر بريمن، بينما يواجه دورتموند جاره شالكه السبت، حيث يلعب ايضاً بايرن ليفركوزن ــ هيرتا برلين، وكايزرسلاوترن ــ نورمبرغ، وهامبورغ - هانوفر، وفولسبورغ - أوغسبورغ (16.30)، بينما يلتقي بايرن ميونيخ مع ماينتس (19.30). ويلعب الأحد بوروسيا مونشنغلادباخ - كولن (16.30)، وفرايبورغ - هوفنهايم (18.30).