عند الامتحان يُكرم المرء او يهان. هذا هو العنوان الذي كان يليق بموقعة بايرن ميونيخ وريال مدريد في ملعب «اليانز أرينا». كيف لا يكون العنوان كذلك، والعالم عاش على وقع التصريحات النارية المتبادلة في كلا البلدين، المانيا واسبانيا، قبل مباراة كبيريهما؟ دقت ساعة الحقيقة اذاً لمعرفة من سيصيب ومن سيخيب، من سيغرق مثقلاً بهزيمته ومن سيطفو على قارب النجاة بفوزه.
الساعة تشير الى الـ 21.45 ليلاً: كل شيء يبدو رائعاً في «اليانز ارينا». الاهازيج تملأ المكان. الفرحة عارمة بانتظار بداية الملحمة الكروية. ها هو الحكم الانكليزي هاورد ويب يعطي اشارة الانطلاق بصافرته. أصوات الاهازيج تخفت نوعاً ما وتحل بدلاً منها خفقات القلوب. قلوب كانت تخفق ليس في ميونيخ وحدها بل في كل العالم.
لكن دقات القلوب البافارية وصلت الى حدودها القصوى في الدقيقة السابعة عندما مرر الالماني مسعود اوزيل كرة بينية الى الفرنسي كريم بنزيما الا أن تسديدة الاخير القوية أبعدها مانويل نوير ببراعة. جماهير بايرن تتنهد.
بعد الدقيقة العاشرة اتضح ان نقطتين سوف تحسمان هوية الفائز: اولاهما من سيكسب معركة وسط الميدان وثانيتهما القدرة على الاختراق عبر الجناحين. بايرن نجح في النقطتين بعلامة امتياز. الساعة تشير الى الدقيقة 15 من عمر المباراة: الفرنسي المميز فرانك ريبيري يتوغل في منطقة الجزاء المدريدية ويتعرض لاعاقة من سيرجيو راموس. هاورد ويب يأمر باستئناف اللعب. غضب كبير في «اليانز ارينا»، احس البافاريون بأنهم ظلموا. لكن صافرات استهجانهم لن تطول، اذ حملت الدقيقة 17 خبراً ساراً لبايرن: ركنية من طوني كروس تصل على اثرها الكرة الى ريبيري الذي أطلقها قوية في الشباك. فرحة عارمة في «اليانز أرينا». لا يمكن وصف المشهد. اهازيج الجماهير وصل صداها الى كل ارجاء مقاطعة بافاريا.
خال البعض ان ردة فعل ريال مدريد ستكون قاتلة، غير ان اياً من ذلك لم يحدث. في الواقع، استطاع الألمان تعطيل البرتغالي كريستيانو رونالدو بالكامل، فضاع ريال.
نحن الآن في الشوط الثاني، كل المعطيات كانت تشير الى ان البافاري ماض الى تعزيز النتيجة، لكن الدقيقة 53 حملت خبراً صادماً للألمان: «ابن البلد» اوزيل يدرك التعادل. جنّ جنون أصحاب الارض. انطلقوا الى الهجوم بكافة الوسائل. حاول البرتغالي جوزيه مورينيو تدارك الامور بزجه لاعبَين ذوي نزعة دفاعية في وسط الميدان هما البرازيلي مارسيلو واستيبان غرانيرو مكان اوزيل والارجنتيني انخيل دي ماريا، لكن هيهات فكل ذلك لم ينفع. أين القناص ماريو غوميز؟ ها هو الهداف المرعب يقتنص هدفاً غالياً في الوقت القاتل (90) بعد اختراقة مميزة من فيليب لام على الرواق الأيمن. لعنة «اليانز أرينا» تستمر على ريال مدريد، لنترقب ما سيحمله لنا «سانتياغو برنابيو» من اثارة الأسبوع المقبل...



الأنظار تتّجه إلى لندن

تتّجه الأنظار الليلة الساعة 21.45 بتوقيت بيروت إلى المباراة الثانية في ذهاب الدور نصف النهائي على ملعب «ستامفورد بريدج» في لندن، حيث سيستقبل تشلسي الإنكليزي برشلونة الإسباني حامل اللقب، في موقعة مرتقبة يسعى فيها أصحاب الأرض إلى الثأر من الضيوف الذين أخرجوهم من نصف نهائي دوري الأبطال
عام 2009.