الصورة الجميلة التي رسمتها احلام عشاق الكرة الاسبانية في الاسابيع الاخيرة حول رؤية نهائي اسباني مئة في المئة في اوروبا، جاء من زاوية اخرى، اذ بعد سقوط العملاقين برشلونة وريال مدريد في مسابقة دوري ابطال اوروبا، لم يبقَ في الساحة سوى اتلتيكو مدريد واتلتيك بلباو اللذين سيتمكن احدهما من حفظ ماء وجه اندية «الليغا» ضمن صراع مصغّر على صورة الصراع الكاتالوني - المدريدي بين العاصمة التي ينتمي اليها اتلتيكو واقليم الباسك القادم منه بلباو.
الفريقان اللذان يقبعان كغيرهما من الفرق الاسبانية الاخرى في ظل برشلونة وريال مدريد، وصلا الى المباراة النهائية بفعل اصرارٍ ولد لديهما منذ اولى مبارياتهما الاوروبية حيث وضعا تركيزاً كبيراً على مشوارهما القاري لادراكهما سلفاً ان الامل يبدو معدوماً لمزاحمة «البرسا» والريال على لقب «الليغا»، اضافة الى صعوبة حجز مكانٍ مؤهلٍ الى دوري الابطال بالنظر الى ان فريقاً مثل فالنسيا يملك افضلية، بينما صرف ملقة الملايين للحلول بين الاربعة الاوائل.
اذاً كانت «يوروبا ليغ» هي دوري الابطال بالنسبة الى كلٍّ من اتلتيكو وبلباو، والدليل على مكانتها المهمة عندهما ما قاله المهاجم الباسكي الموهوب إيكر مونيايين: «اذا فزنا باللقب فسأضع وشماً على جسمي يمثّل كأس يوروبا ليغ».
ومونيايين هو احد العناصر التي تملك اهدافاً مزدوجة في هذه المباراة. وهنا الحديث عن لاعبين تميّزوا في هذه المسابقة وجعلوا الاندية الاوروبية الكبرى تطلب من كشافيها الذهاب الى بوخارست لمتابعة النهائي. وهؤلاء اللاعبون يدركون تماماً ان سعرهم سيرتفع في حال غنموا اللقب، اذ الى جانب مونيايين هناك فرناندو لورنتي الذي من المؤكد انه لن يسير على درب رمزَي النادي سابقاً اللذين اورثاه نجوميتهما اي خوسيبا إتشيبيريا الذي لعب 15 موسماً متتالياً مع بلباو، وفرانسيسكو يستي الذي خاض مع الاخير اكثر من 300 مباراة. والمعنى هنا ان لورنتي لن يدفن نجوميته في نادٍ لا يملك طموح الوصول الى اكبر الالقاب، اذ بات عبوره الى احد الاندية المهمة في اسبانيا او خارجها امراً شبه حتمي، وحمله لقب «يوروبا ليغ» سيرفع من دون شك من سعره اكثر بعدما كان احد مفاتيح بلوغ المباراة النهائية.
وفي المقلب الآخر، هناك لاعبون يملكون حافزاً آخر غير حمل الكأس، وهو تأكيد النفس او رمي الخيبات جانباً. وفي الشق الاول هناك الثنائي الهجومي ادريان لوبيز والكولومبي راداميل فالكاو، فالأول الذي قيل انه الموهبة القادمة الى هجوم منتخب اسبانيا، لم يتمكن حتى الآن من اقناع مدرب «لا فوريا روخا» فيسنتي دل بوسكي بنسيان دافيد فيا المصاب واختياره للحلول بدلاً منه. اما الثاني الذي حطّم الارقام التهديفية للمسابقة الاوروبية مع بورتو البرتغالي في الموسم الماضي، ويتصدّر ترتيب الهدافين حالياً بالتساوي مع الهولندي كلاس يان هونتيلار، فهو يريد جعل الجمهور المدريدي ينسى الاوروغوياني دييغو فورلان ويحوّل نفسه البطل الاول في «فيسنتي كالديرون».
وفي الشق الثاني هناك التركي أردا توران والبرازيلي دييغو مثلاً، فالأول لقي انتقادات عدة بعد فشل تركيا في التأهل الى كأس أوروبا 2012 حيث كان يرى فيه الاتراك الخليفة المثالي لقائد الوسط السابق إيمري بيلوزوغلو. اما الثاني فهو لم يصب النجاح منذ تركه لفيردر بريمن الالماني وبات يبحث عن نفسه بعدما كان قد لقّب بـ«بيليه الأبيض» ايام كان لاعباً مع سانتوس البرازيلي!
اذاً هو ابعد من نهائي، فكل فردٍ على ارض الملعب له حساباته وينوي كتابة قصته الخاصة.