هي كأس مقدرة للأنصار؛ فمعظم من حضر المباراة خرج بهذه القناعة بعد السيناريو العجيب الذي شهده اللقاء. فالدقيقة 93 كانت منعطف المباراة، وبقدر ما كانت قاسية على النجمة مع تلقيه هدف التعادل بعد أن كان متقدماً من الدقيقة 68 بهدف حسن محمد، كانت الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع دقيقة الفرج للأنصار مع معادلة محمد عطوي النتيجة بتمريرة من نصرات الجمل. ويمكن اختصار المباراة بأنها مباراة حسن مغنية، وبدرجة أقل مباراة نصرات الجمل.
وكذلك كانت مباراة الحظ العاثر لفريق النجمة الذي ضاع منه اللقب في الدقيقة الأخيرة، إضافة إلى إصابة لاعبين هما محمد جعفر وعلي علوية الذي دخل أصلاً في الشوط الثاني، فلم يكن أمام المدرب موسى حجيج سوى إشراك الشباب كحسن شريفة ومحمد قدوح. ورغم ذلك أهدر النجمة كماً كبيراً من الفرص تصدى لها الحارس المتألّق حسن مغنية إلى درجة الإعجاز، محافظاً على التقدم الذي حققه الأنصاري محمد حمود في الدقيقة 106 من ركلة جزاء بعد عرقلة شريفة لربيع عطايا. كذلك وقف القائم الأيسر في وجه الأحلام النجماوية حين تصدى لكرة علي حمام الرأسية، وهو بعيد أمتاراً قليلة عن المرمى الأنصاري.
وإذا كان مغنية بطل المباراة بلا منازع، فإن الجمل كان بطل مسابقة الكأس مع دخوله في الشوط الثاني ليقلب المباراة ويمرر هدف التعادل، إضافة إلى استثمار خبرته في المحافظة على الفوز الأنصاري.
لكن في المجمل، لم يذهب اللقب للفريق الأفضل في اللقاء، بل إلى الفريق الأكثر حظاً؛ إذ إن النجمة تفوق على خصمه في معظم فترات اللقاء، وخصوصاً في الشوطين الثاني والرابع، حيث أجاد معظم لاعبيه، وخصوصاً حسن محمد الذي نجح في كسر رقابة معتز الجنيدي وشكل مع جعفر وأكرم مغربي قوة ضاربة في الدفاعات الأنصارية غير المتماسكة، رغم المجهود الذي بذله البرازيلي راموس.
وإذا كان النجمة قد خسر لقبين هذا الموسم، إلا أنه كسب مجموعة من اللاعبين سيشكلون نواة فريق منافس بقوة الموسم المقبل، بشرط تدعيمه بالعنصر الأجنبي المناسب. وقد لا يكون هذا صعباً في ظل ما تفيد به المعلومات عن أن إدارة النجمة بدأت مبكراً العمل على تقديم فريق أكثر منافسة للموسم المقبل.
أما الأنصار فنهاية موسمه كانت مختلفة عن بدايته، والسبب لقاء مجموعة من الأشخاص المتجانسين الذين يعرفون ماذا يريدون، فكانت مكافأة الإدارة والجهاز الفني بقيادة جمال طه لقب الكأس، في وقت كان فيه الجميع يظنون أن الأنصار قد انتهى، لكن الموسم الماضي أظهر أن الأنصار بدأ مجدداً مشوار العودة إلى منصات التتويج.
واللقب الأنصاري أمس أثبت أن معادلة الإنجازات سهلة جداً: إدارة متجانسة ورؤية واضحة ومجموعة تعمل يداً واحدة لتعود هذه اليد عينها لترفع الكؤوس في ختام الموسم.



الاعتداء على موظف الاتحاد

أفسد بعض الأنصاريين الاحتفالات أمس حين اعتدى أحد أفراد الجمهور على موظف الاتحاد بيار مراد الذي أغمي عليه قبل إسعافه على مرأى من أعضاء الاتحاد جهاد الشحف، سمعان الدويهي وهمبارسوم ميساكيان. والمؤسف أن عناصر الجيش ألقوا القبض على الفاعل قبل أن يطلقوا سراحه بعد تدخل من شخص اسمه ناصر عدرة، قيل إن له صفة تنظيمية في تيار المستقبل.