بوخارست 9/ 5/ 2012. هنا العاصمة الرومانية عند الساعة الـ 21.45 (بتوقيت بيروت). كل شيء يلمع في ملعب «استاديو ناسيونال». عدسات كاميرات المصورين والمتفرجين لم تكن وحدها تلمع لالتقاط اللحظة، الكأس أيضاً كانت تلمع كما أعين اللاعبين. لاعبون متعطشون للظفر بالكأس الغالية. تركوا اسبانيا من أجل حلم في بوخارست. صحيح اننا لسنا هنا في نهائي دوري ابطال اوروبا، لكن نهائي «يوروبا ليغ» كان بمثابة «الحلم» للاعبي اتلتيكو مدريد واتلتيك بلباو. الحماسة كانت بادية على وجوه اللاعبين لحظة دخولهم الى الميدان. معالم وجوههم كانت تحكي عما يدور في اذهانهم، كانت المعاني واحدة: القتال ثم القتال ثم القتال لتحقيق النصر.
هو نصر كانت تنتظره العاصمة الاسبانية مدريد لينضم الى نصر كبيرها ريال المظفر بالدوري المحلي بعد قهر فريق مدينة برشلونة الاول، ونصر ينتظره إقليم بحاله، لا مدينة بلباو وحدها: إقليم الباسك لم يكن يريد سوى الاحتفال بعد هذه المباراة لسببين: الاول هو تحقيق اللقب العتيد للمرة الاولى في تاريخ اتلتيك بلباو (بما فيها مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي كما كان يطلق على «يوروبا ليغ» سابقاً)، والثاني هو قهر فريق قادم من العاصمة لاعتبارات تتخطى الرياضة الى السياسة.
دقّت ساعة الحقيقة بإطلاق الحكم الالماني ولفغانغ شتارك صافرة بداية المباراة وتوقفت الحياة في مدريد كما في اقليم الباسك قبل بوخارست. وحدها الأعين باتت متجهة الآن الى أقدام اللاعبين لمعرفة ما ستخطه على ارض الميدان، اما القلوب فوصل خفقانها الى الحدود القصوى.
النجم الكولومبي راداميل فالكاو لم يعط الفرصة لأحد كي يلتقط انفاسه. سريعاً وضع هذا المهاجم القناص بصمته في النهائي: تسديدة يسارية رائعة استقرت في المقص الايمن لمرمى اتلتيك بلباو في الدقيقة السابعة من زمن اللقاء. هدف كان كافياً لرفع وتيرة الحماسة في الميدان كما على المدرجات. زادت الخشونة وتوترت الاجواء. فالكاو قال كلمته اذاً منذ البداية، ماذا عن «متحديه» فرناندو لورينتي؟ الاخير كان لا حول ولا قوة له. الدقيقة 13 اثبتت هذا الأمر: لورينتي يفشل في التسجيل بمواجهة المرمى. لكن فالكاو يبدو غير ذلك في هذه الليلة. مجدداً النجم الكولومبي في الموعد. نحن في الدقيقة 34: تمريرة من التركي اردا توران وصلت الى فالكاو الذي تلاعب بالدفاع ببراعة وسدد في الشباك.
فالكاو 2 بلباو صفر. يبدو انها ليلة راداميل.
انتصفت المباراة، كانت خطة اتلتيكو في الشوط الثاني واضحة: اقفال المنطقة امام ضغط بلباو والانطلاق بالهجمات المرتدة. نجح المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني في خطته على أكمل وجه وكافأه البرازيلي دييغو على ذلك بهدف ثالث عبر مجهود فني رائع في الدقيقة 85.
في المحصلة، فاز الفريق الأفضل والمدرب الأنجح خططاً والمهاجم الأكثر موهبة. اليوم، سيتصدر فالكاو عناوين الصحف الاسبانية عموماً والمدريدية خصوصاً. لا شك في أن الهداف الكولومبي يستأهل، إستناداً الى ما قدمه في ليلة امس، كلمة: شكراً.



إسبانيا تعزز رقمها

رفعت إسبانيا عدد ألقابها في مسابقة «يوروبا ليغ» (بما فيها الألقاب في كأس المعارض الأوروبية من 1958 حتى 1971 وكأس الاتحاد الأوروبي من 71 حتى 2009) إلى 13، حيث تحتل المرتبة الأولى، فيما تأتي كل من إيطاليا وإنكلترا في المركز الثاني بـ 10 ألقاب وألمانيا ثالثة
بـ 6 ألقاب.