أول الاختبارات اللبنانية كان «عاطلاً» على صعيد النتيجة، بعد خسارة «رجال الأرز» أمام «فراعنة» مصر 1 - 4 على ملعب طرابلس البلدي في مباراة دولية ودية بكرة القدم.فداحة النتيجة لا تعكس واقع المنتخب اللبناني بسبب عوامل كثيرة، إنما كان لا بد من الاحتكاك لكشف الثغر في المراحل المقبلة، وصولاً الى الثالث من حزيران المقبل، موعد «الامتحان النهائي» الأول من أصل ثمانية مواعيد، باستضافة منتخب قطر في انطلاق مباريات المجموعة الأولى من الدور الحاسم لتصفيات المونديال. ودانت السيطرة للضيوف، واستثمروا إرهاق اللبنانيين، ولا سيما لاعبي النجمة والأنصار الذين خاضوا مباراة ماراثونية قبل يومين في نهائي الكأس والصفاء.

وظهر المصريون أفضل انتشاراً وأكثر خبرة على الرغم من غياب لاعبي الأهلي والزمالك وانبي والمحترفين، واعتماد المدرب الأميركي بوب برادلي على عنصر الشباب والمنتخب الأولمبي، الذين يستعدون للمشاركة في أولمبياد لندن، وأظهر اليافعون قدرات عالية وهم لا يقلون شأناً عن الأساسيين. وافتتح أحمد سعيد أوكا التسجيل لمصر (4) وعزز أحمد مكي النتيجة من ركلة جزاء (18)، وقلص أحمد زريق النتيجة من ركلة مماثلة مع إصابة تعرض لها بلال نجارين (22)، وسجل أحمد تمساح هدف مصر الثالث (44) وأصيب عقب الهدف الحارس حسن مغنية بكتفه، وحل محمد حمود بدلاً منه، وسجل أحمد خيري الهدف الرابع لمصر (53)، وألغى الحكم رضوان غدور هدفاً لحسين دقيق من «لوب» في مرمى عصام الحضري بحجة أنه كان يقوم بعملية إسقاط للكرة (88).
وفي ناحية منتخب لبنان، فإن المدرب ثيو بوكير أراد اشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين، ولا سيما الذين انضموا حديثاً إلى المنتخب، مثل لاعب النجمة حسن المحمد، وربيع عطايا وعامر خان. ورأى بوكير أن النتيجة كارثية، لكنه لا ينظر اليها على أنها مقياس بقدر رؤيته تجاه نظام اللعب والأداء في الفترة المقبلة، والأمران اللذان تحققا هما احتكاك اللاعبين مع من هم أعلى مستوى منهم، ولكي يعتاد اللاعبون خوض مباريات مكثفة، لكون المباراة تأتي بعد يومين من نهائي الكأس وعودة الصفاء من السفر في كأس الاتحاد الآسيوي، مشيراً الى أن اللاعبين الذين يشتكون من التعب ليسوا لاعبين، لأن التمارين والمباريات لا تتعب بقدر الأمور الأخرى. وختم بوكير حديثه: «لم نكن نتوقع الفوز على مصر بمنتخب ناقص، لأن العجائب لا تحصل كل يوم». والسؤال هل يغمز بوكير من قناة أن ما تحقق يعد عجيبة؟