موسم مثير وخارق قدمه «نادي القرن» ريال مدريد الذي كعادته عاد لصنع التاريخ من جديد، كأول فريق في البطولات الأوروبية الكبرى يحصل على 100 نقطة ظافراً بلقب الدوري الإسباني، محطماً الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة فريق برشلونة صاحب 99 نقطة في موسم 2009-2010. وكان نجوم الريال، ملوكاً بحق هذا الموسم، بعد الانتصارات الكبيرة التي حققوها، مصحوبة بأداء عالي المستوى، حيث استطاع لاعبو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو تحقيق الفوز 32 مرة من اصل 38 مباراة، وتسجيل رقم قياسي آخر مع 121 هدفاً بمعدل 3.18 هدفاً في المباراة الواحدة. ولا نستطيع أن ننسى هنا دور «الإمبراطور» مورينيو، الذي قاد الملوك لاستعادة اللقب. مورينيو كان إمبراطوراً من الناحية الفنية والتكتيكية وبأسلوب تعامله مع اللاعبين والإعلام، نجح في عزل لاعبيه عن الضغوط طيلة الموسم.
فرحة مشروعة لجماهير الفريق بعد غياب 4 سنوات، أي منذ موسم 2007/2008 وبعد احتفاظ «البرسا» باللقب لـ 3 سنوات متتالية، فإن النادي الملكي حقق إنجازاً لم يسبق وأن حققه فريقاً آخر في تاريخ «الليغا». فللمرة الأولى ينجح فريق في هزم كل الفرق التي فازت باللقب من قبل على أرضها، إذ فاز «الملكي» على 7 من أصل 8 فرق فازت بلقب الدوري من قبل، والفريق الثامن لم يكن بمقدوره أن يهزمه لأنه يلعب في دوري الدرجة الثانية وهو ديبورتيفو لاكورونيا.
تمكن جوزيه مورينيو أخيراً من تحقيق المهمة: أنزل أفضل برشلونة على مر التاريخ عن عرشه، وأعاد الدوري الإسباني إلى ريال مدريد، حيث تحققت نبوءته عندما نبّه إلى أن عمله مع الأندية يجد ثماره الأكبر في الموسم الثاني. وفعلاً دخل «المو» التاريخ من أوسع أبوابه بعدما سجل رقماً قياسياً لم يسبقه إليه أحد، وأصبح أول مدرب في عالم كرة القدم يفوز بلقب الدوري في أربع دول مختلفة. وكان رهان فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، موفقاً بترك كل مقاليد الأمور في يد البرتغالي، وانتزع تاجاً من غوارديولا، الذي رفض من الآن محاولة استرداده.
كذلك، حقق الثلاثي الهجومي في ريال مدريد، البرتغالي كريتسيانو رونالدو والأرجتيني غونزالو هيغواين والفرنسي كريم بنزيما، أرقاماً مذهلة في معدل التهديف مع الفريق الملكي هذا الموسم بعدما وصل جميعهم إلى أكثر من 20 هدفاً. وحقق رونالدو 47 هدفاً، وهيغواين 22 هدفاً وبنزيما 21 هدفاً علماً أن مورينيو اعتمد على مبدأ التداور بين مهاجميه في المباريات. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ «الليغا» التي يستطيع فيها ثلاثة لاعبين من فريق واحد الوصول إلى أكثر من 20 هدفاً في موسم واحد.
في النهاية وعد مورينيو الجماهير بالبدء بالعمل من أجل الموسم المقبل الذي يبدو مشرقاً، لأن معدل الأعمار فيه يراوح ما بين 23 و27 عاماً، الا ان من يجب عليه العمل بجد هو فريق «المقاطعة»، حيث قال «بيب» إنه يتعين على «البرسا» القيام بعمل غير عادي من أجل التغلب على «لوس بلانكوس»: «لا يكفي أن تكون جيداً كي تفوز على ريال مدريد، عليك القيام بما هو أكثر من عمل كبير. إنهم أقوياء جداً».



رونالدو يعوّض جائزة الـ «بيتشيشي»

عوّض النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو فقدانه لجائزة الـ«بيتشيشي» كأفضل هداف في الدوري، ليكون أول لاعب في تاريخ الدوري الإسباني لكرة القدم يتمكن من التسجيل في شباك جميع خصومه في موسم واحد، ورغم سعيه الواضح لتسجيل المزيد من الأهداف، إلا أن ذلك لم يؤثر سلباً على أدائه ولم يظهر أنانياً بل كان خير عون لزملائه.