عام 1980 قاطعت العديد من الدول وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية دورة الالعاب الاولمبية في موسكو على خلفية غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان. لكن وبالرغم من تلك المقاطعة فإن أي جندي سوفياتي لم ينسحب من تلك البلاد. اذاً، السياسة ورغم تداخلها بالرياضة في العديد من المجالات التي يطول سردها، ليس بإمكانها ان تبدل من حال هذه الأخيرة، إذ لكل واحدة منهما ملعبها الخاص، لكن بالرغم من ذلك، فإن التاريخ حالياً يبدو كمن يعيد نفسه في بطولة كأس اوروبا 2012، التي تستضيفها بولونيا واوكرانيا من 8 حزيران لغاية 1 تموز.
«المشكلة» الآن تبدو مختلفة وهي تتعلق بالناشطة السياسية ورئيسة وزراء اوكرانيا السابقة، يوليا تيموشينكو، التي تتعرض لعقوبة السجن لسبع سنوات بسبب اتهامات باستغلالها للسلطة اثناء حكمها، اذ ثمة تداول في الاتحاد الاوروبي لجهة مقاطعة هذه البطولة الكبيرة على المستوى السياسي.
الشرارة بدأت من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، التي هددت بمقاطعة بلادها للبطولة إذا لم يُفرج عن تيموشينكو، وذلك على خلفية رفض بلاد الاخيرة معالجتها في المانيا. اذاً، ميركل هددت فما كان من الغالبية العظمى من الدول الاوروبية الكبرى الا ان سارت في ركبها، لا بل تخطتها في اتخاذ قرار المقاطعة.
مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، كاثرين أشتون، افادت بأن وزراء خارجية الاتحاد يدرسون قراراً يقضي بمقاطعة كأس اوروبا. وزير الخارجية النمسوي ميخائيل شبندل ايغير، الذي لا تشارك بلاده في البطولة، اشار الى ان «النمسا اتخذت قرار مقاطعة مباريات بطولة أوروبا لسنة 2012، احتجاجاً على الطريقة التي يتعامل بها القضاء مع رئيسة الحكومة الاوكرانية السابقة والسياسية المعارضة يوليا تيموشينكو التي تقبع حالياً في السجن»، مؤكداً ان «ذلك الموقف يعكس تضامن بلاده مع تيموشينكو».
هولندا من جهتها قررت عدم ارسال اي مسؤول سياسي لحضور المباراة الاولى للبلاد امام الدنمارك في البطولة، اما بلجيكا ولوكسمبور، غير المشاركتين عبر منتخبي بلديهما في النهائيات، فقد اتخذتا ايضاً قراراً بالمقاطعة، فيما ايطاليا لم تتخذ قرارها بعد، بينما اعتبر مسؤول الدبلوماسية البريطانية، ويليام هاغ، انه يميل لناحية عدم الحضور الى اوكرانيا.
مندوبو الدول في الاتحاد الاوروبي اجتمعوا من جانبهم، اول من امس، للتباحث بالمسألة، الا ان أي قرار لم يُتخذ بشأن المقاطعة، حيث سيستمر التباحث من اجل الوصول الى قرار نهائي.
اذاً، ضبابية في الموقف حتى اللحظة لدول اوروبا بالنسبة إلى قرار المقاطعة، حتى في المانيا نفسها التي انطلقت منها هذه الفكرة، ثمة انقسام في الموقف، إذ يدعو المسؤولون الرياضيون هناك الى عدم المقاطعة مطالبين بإبعاد السياسة عن الرياضة «التي تساهم في التلاقي بين الشعوب»، وقد رفض وزير الداخلية الالماني هانز بيتر فريدريتش المقاطعة، مشيراً الى انه «انه لا يفضل لهجة المقاطعات»، وحذا رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم وولفغانغ نيرسباخ حذو فريدريتش، قائلاً: «كاتحاد رياضي لا نستطيع حل مشاكل سياسية أخفق الساسة في حلها»، من جهته، قال توماس باخ رئيس اتحاد الألعاب الاولمبية الألمانية: «لا يمكن ولا يجوز تسييس الرياضة. يجب أن تكون محايدة دائماً حتى تساعد على التوحيد ومد الجسور بدلاً من وضع الحواجز»، وبدوره عارض تيو تسفانتسيغر، الرئيس السابق لاتحاد الكرة الألماني، المقاطعة.
تصعيد من اغلب دول اوروبا اذاً تقابله لا مبالاة من الجانب الاوكراني، حيث بدا رئيس البلاد هناك، فيكتور يانوكوفيتش، حاسماً وحازماً في موقفه قائلاً: «اذا اراد احد القدوم الى اوكرانيا فسنقابله بالترحاب، واذا كان أحد لديه سبب لعدم المجيء فهذه مشكلته الشخصية».
ما هو موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم من كل ما يحصل؟
«الفيفا» وعلى لسان رئيسه، السويسري جوزيف بلاتر، رفض رفضاً مطلقاً قرار المقاطعة، قائلاً: ««عند الحديث عن مقاطعة كأس أوروبا، يتعين على السياسيين التفكير في تبعات قراراتهم، يتعين على السياسيين الأخذ في الاعتبار أن القيم الرياضية في المقام الأول»، وأضاف: «كرة القدم تهدف إلى تجميع المواطنين لا تفريقهم».
اذاً، هي لعبة شدّ حبال تدور حالياً بين العديد من الدول الاوروبية واوكرانيا من اجل مسألة سياسية. مسألة لا تمت بقريب او بعيد الى الرياضة. فليكن، بحسب مقولة الرئيس الاوكراني: ما المشكل في عدم حضور الساسة الأوروبيين البطولة؟



جورجيا تنافس تركيا


ترشحت جورجيا على نحو منفرد لاستضافة كأس اوروبا 2020 لكرة القدم بعد الحديث سابقاً عن ترشحها مع اذربيجان لاستضافة الحدث القاري، بحسب ما ذكرت وزارة الرياضة امس. وقال وزير الرياضة فلاديمير فاردزيلاشفيلي في مؤتمر صحافي: «قدمت اذربيجان ترشحها لاستضافة الأولمبياد (2020)، لذا سنعمل على نحو مستقل للحصول على استضافة كأس اوروبا 2020». وتقام النسخة الحالية في بولونيا واوكرانيا الشهر المقبل، ونسخة 2016 في فرنسا. وحتى الان تقدمت تركيا فقط بترشيحها لاستضافة نهائيات 2020.