إنها اولى المواقع المرتقبة في كأس اوروبا. الروس يواجهون التشيكيين. موقعة لم تخيّب آمال مترقبيها، وخصوصاً من الجانب الروسي. ليلة امس، بقدر ما كانت الجماهير مبهورة بأداء الروس كان لا شك مدربو المنتخبات الكبرى يضيفون اسم «الدب الروسي» الى لائحة الخصوم الذين لا يتمنون مواجهتهم في الأدوار الاقصائية، فما قدمته روسيا امس كان رائعاً، خيالياً، مدهشاً. لا يمكن وصف الاداء الروسي بكلمات. روسيا قوية، قوية جداً، هذا هو العنوان الأبرز.
في الواقع، نجح المدرب الهولندي لروسيا، ديك ادفوكات، في تقديم توليفة متجانسة الى ابعد الحدود. كل لاعب يعرف مهمته على ارض الميدان ويتقنها بحذافيرها. كرة هجومية شاملة بنفحة هولندية: ضغط عالٍ على حامل الكرة وانقضاض هجومي سريع بقيادة الممتع اندريه أرشافين أربك الدفاعات التشيكية.
منذ صافرة البداية، لم يعط الروس الفرصة للتشيك لالتقاط الأنفاس. سيطرة كاملة على منطقة الوسط، وسط مساندة هجومية من كافة الجوانب. هجوم كان لا بد ان يثمر هدفاً سريعاً، وهكذا كان في الدقيقة 15 عندما لعب قسطنطين جيريانوف كرة عرضية عن الرواق الايمن تابعها الكسندر كيرجاكوف برأسه لتصطدم بالقائم الأيسر وتتهادى امام الن دزاغوييف الذي تابعها في الشباك.
هدف أربك حسابات المدرب التشيكي ميشال بيليك، وبالكاد كان التشيكيون يستفيقون من الضربة الاولى حتى أتت الضربة الثانية سريعاً عن طريق رومان شيروكوف الذي تابع تمريرة ارشافين الرائعة في شباك الحارس بيتر تشيك (24).
في الواقع، بدا التشيكيون عاجزين عن فعل أي شيء وسط الرقابة اللصيقة على مفتاح لعبهم توماس روزيسكي، ما اضطر المهاجم ميلان باروش الى العودة إلى الوراء لاستلام الكرات، وهذا الامر افقد منتخبه الخطورة في مواجهة المرمى.
ومع غياب روزيسكي بدا واضحاً ان التشيكيين بحاجة الى لمسة سحرية من لاعب آخر تعيدهم الى اجواء المباراة، وهذا ما فعله بيتر ييراتشيك عندما مرر كرة بينية رائعة وصلت الى فاتشلاف بيلار الذي تخطى الحارس الروسي فياتشيلاف مالافييف وسددها في شباكه (52).
هدف كان من المفترض ان يعطي دفعة معنوية هائلة للتشيكيين بيد انه عكس ذلك أثار غضب الروس. غضب ترجموه الى هجوم جارف في ما تبقى من دقائق، إلا ان عدم توفيق كيرجاكوف حال دون تسجيل الأهداف، حيث تنبه ادفوكات سريعاً الى الأمر فأشرك رومان بافليوتشنكو بديلاً منه، الذي سرعان ما مرر كرة الهدف الثالث لدزاغوييف (79) وسجل بنفسه الرابع بتسديدة قوية (82)، لتنتهي المباراة على فوز روسي لا غبار عليه.
(الأخبار)