هفوات عدة أمكن تلافيها أمس وتسبّبت بخسارة أمام المضيف الكوري الجنوبي في ملعب «غويانغ»، فالمنتخب المضيف بقيادة مدربه تشوي كانغ هيي يغيّر جلده، وبات يعتمد على اللاعبين الشبان عوضاً عن المحترفين في أوروبا، فيما المنتخب اللبناني افتقد «زئبقه» رضا عنتر للمباراة الثالثة توالياً، الامر الذي أدى الى تواصل محنة المدرب الألماني ثيو بوكير في وسط الملعب، وكذلك هيثم فاعور الذي عوض عنه بشكل ممتاز محمد شمص، إضافة الى تواصل العقم الهجومي بغياب محمود العلي، حيث أشرك بوكير حسن المحمد، فيما أبقى محمد غدار حبيس دكة البدلاء، ما يدلّ على عدم الاستقرار في التشكيلة لناحية الهجوم.
تشكيل «الثعلب» لم يجنِ الثمار، علماً بأن المعنويات كانت عالية جداً قبل المباراة، خط الدفاع المؤلف من يوسف محمد وبلال نجارين ووليد اسماعيل والعائد رامز ديوب كان جيّداً الى حدّ ما، وقد هدد أحمد زريق مرتين المرمى الكوري قبل أن تتلقى شباك زياد الصمد الهدف الاول عبر كيم بو كيونغ الذي سدد من مشارف المنطقة كرة قوية حاول الصمد صدها لكنها ارتدت من يديه الى العارضة فالشباك (30). الهدف لم يثبط عزيمة اللبنانيين، بل واصلوا السعي للوصول الى مرمى «التايغوك» من دون جدوى. ومع انطلاق الشوط الثاني سنحت فرصة لبنانية عبر معتوق، لكن الكرة المرتدة كانت قاسية، إذ انفرد كيونغ من منتصف الملعب وسجل الى يمين الصمد (48)، وبعدها أشرك بوكير زكريا شرارة بدلاً من معتوق الذي لا يقدّم مستواه المعهود وأكرم المغربي بدلاً من حسن المحمد، لكنّ هذين التبديلين لم يقدما شيئاً إضافياً، فيما كان الكوريون يسعون للفوز بأقل جهد، وهدد محمد شمص المرمى الكوري بتسديدة بعيدة أنقذها الحارس الى ركنية ليخرج بعدها شمص مصاباً ويدخل المهاجم محمد حيدر بدلاً منه، من دون أن تتغير الأمور، فبقيت الخطوط متباعدة والهجوم يغرد وحيداً والوسط في ناحية أخرى، واستمرت الأخطاء الفادحة عندما خطف كو جا تشول الكرة من حسين دقيق وسدد في شباك الصمد (90).
إزاء هذا الواقع في التصفيات، فإن الأمور في المنتخب قد لا تكون على ما يرام، وخصوصاً أنه يدور في الكواليس أن هناك إمكانية لإقالة المدرب الالماني ثيو بوكير. فمنذ تأهل لبنان الى الدور الحاسم لعب ثلاث مباريات ودية، خسر اثنتين أمام مصر والاردن وتعادل مع عمان، وحصد نقطة في المباريات الرسمية، ما يعني أن النتائج كلها سلبية. وبدا بوكير ساخطاً عقب الهدف الثالث تحديداً وفي أغلب فترات المباراة.
ويبقى أمام اللبنانيين خمس مباريات ستكون أولاها في 11 أيلول ضد إيران في بيروت، حيث تفصل ثلاثة أشهر، وهي مدة كافية للإعداد بشكل جيد والبناء على النقطة الوحيدة لمراكمة النقاط، على الرغم من صعوبة المهمة، لأن لبنان سيلعب إياباً ثلاثاً من مبارياته خارج أرضه. وليس على الجدول الدولي سوى مباراة ودية واحدة ضد أوستراليا في السادس من أيلول.
وفي المجموعة عينها، تعادلت ايران مع ضيفتها قطر 0-0.
وتتصدر كوريا الجنوبية ترتيب المجموعة بـ 6 نقاط من مباراتين تليها ايران (4 من 2) وقطر (4 من 3) واوزبكستان (1 من 2) ولبنان (1 من 3).
وفي المجموعة الثانية، حسم التعادل القمة بين اليابان ومضيفتها أوستراليا 1-1، بينما تعادل العراق مع عمان 1-1.
وتتصدر اليابان ترتيب المجموعة بـ 7 نقاط من 3 مباريات، تليها العراق (2 من 2) واوستراليا (2 من 2) وعمان (2 من 3) والاردن (1 من 2).