جميلات هنّ على المدرجات. الجميع يتحلق حولهن لالتقاط الصور التذكارية. صديقات وزوجات اللاعبين المشاركين في كأس اوروبا لا يبارحن أزواجهن حتى في اوقات العمل. هنا، المغنية الكولومبية الشهيرة، شاكيرا، توزع القبلات يميناً ويساراً كيفما تنقل صديقها اللاعب الاسباني جيرارد بيكيه في ارجاء الملعب، اما عدسات الكاميرات فلا تنفك تطارد هذه الشابة كيفما تنقلت بدورها.
زوجات لاعبي منتخب فرنسا وصلن اول من امس لمتابعة ازواجهن في البطولة، بيد أن زوجات لاعبي منتخبي ايطاليا وانكلترا سبقنهم الى بولونيا واوكرانيا. سيلفي، زوجة الهولندي رافايل فان در فارت، كانت حاضرة في المدرجات بدورها لمتابعة زوجها. معاً دخلا الى البطولة ومعاً خرجا منها. سارة كاربونيرو، المذيعة الشهيرة في اسبانيا، تطارد صديقها الحارس ايكر كاسياس في بولونيا واوكرانيا بعد لقطة قبلتهما الشهيرة في كأس العالم 2010. هذا بعض من غيض ما هو موجود في الاراضي البولونية والاوكرانية.
وفي حين يبدو ان حب الظهور والشهرة يقفان الى حد بعيد وراء مرافقة زوجات وصديقات اللاعبين لهؤلاء الى البطولات الكبرى، فإن ثمة اسباباً اخرى تقف وراء ذلك. اذ كما هو معلوم، فإن اللاعبين يدخلون في انقطاع تام لمدة تصل الى شهر في كأس العالم والى 3 اسابيع بالنسبة لكأس اوروبا. بين الغداء ومن ثم الراحة والتدريب ومن ثم العشاء ومن ثم النوم، يقضي اللاعب معظم اوقاته، فضلاً عن الضغط الذي يرافقه، من هنا يرتئي بعض المسؤولين في المنتخبات السماح لزوجات وصديقات اللاعبين وحتى اطفالهم بزيارتهم في اماكن تواجدهم لرفع الضغط الكبير عنهم.
هكذا، كَثرت في السنوات الاخيرة رؤية صديقات وزوجات اللاعبين في المدرجات وفي اماكن الاقامة لشد أزر عشاقهن وأزواجهن، وهي التجربة التي لاقت نجاحاً لدى الفرنسيين تحديداً في كأس العالم 1998 وكأس اوروبا 2000 حيث لعبت زوجات النجوم بقيادة ادريانا كاريمبو دوراً مهماً في انتصار ازواجهن، ولا تزال لقطتهن الشهيرة في قصر «الاليزيه» وهن يرفعن كأسي العالم واوروبا ماثلة في الاذهان وتحمل أبعاداً كثيرة.
بيد ان الصورة لا تبدو جميلة الى هذا الحد جراء تواجد الجميلات خلف اللاعبين، اذ في هذه البطولة على سبيل المثال، فإن النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش شن هجوماً لاذعاً على زملائه لانشغالهم بتوجيه التحيات والقبلات لزوجاتهم على المدرجات وهو احد الاسباب، برأيه، التي أدت الى الخسارة امام اوكرانيا في المباراة الاولى.
في انكلترا، لا تنفك الصحف هناك تبدي اهتماماً بحضور زوجات وصديقات لاعبي «الاسود الثلاثة» في البطولات الكبرى. هناك، يطلق على هؤلاء اسم «wags» (مختصر لكلمتي زوجات وصديقات)، حيث يبدو انتقاد زوجات وصديقات النجوم كبيراً لاعتبار انهن يذهبن وراء أزواجهن من اجل البذخ والرفاهية فقط لا غير، وهو ما حصل في التحديد في مونديالي 2006 في المانيا و2010 في جنوب أفريقيا حيث كان اهتمامهن واضحاً في زيارة المتاجر الفخمة وابتياع الثياب والعطور ذات العلامات الشهيرة، حيث تذكر التقارير الصحافية، على سبيل المثال، ان 6 منهن أنفقن في ألمانيا مبلغ 57 الف جنيه استرليني في يوم واحد.
هذا الامر، كان مدعاة لسخط مدافع المنتخب الانكليزي وقتها، ريو فرديناند، الذي اعتبر ان الزوجات والصديقات يبدون وكأنهن في سيرك.
اكثر من ذلك، فإن مدرب المنتخب الفرنسي، روجيه لومير، على سبيل المثال، حمّل المسؤولية بعد الخروج المخزي لبلاده من كأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان الى زوجات وصديقات اللاعبين معتبراً أنهن افتقرن الى «قائدة» على غرار ادريانا كاريمبو، وهذا الامر ادى الى حدوث مشكلات بينهن، اما اللاعب سيدني غوفو، فقد اعتبر بعد الخروج من مونديال 2010 ان الزوجات لعبن دوراً سلبياً بتدخلهن في شؤون اللاعبين واحداث خلافات بينهم على غرار تفضيل كل زوجة لزوجها واعتباره افضل من البقية او أشهر منهم!