ريال مدريد الأنجح في الـ «يورو» حتى الآن. بالأحرى، لاعبو ريال مدريد هم الأكثر تأثيراً في منتخبات بلادهم حتى اللحظة. هذه هي الحقيقة الساطعة التي لا يمكن إخفاؤها. ولعل مسؤولي ريال مدريد يبدون في قمة سعادتهم لما يقدمه لاعبو الملكي في بولونيا وأوكرانيا، وعلى رأس هؤلاء يأتي المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي كان حاضراً في المدرجات في بعض المباريات لمتابعة نجومه. وهنا، لا يمكن الا التوقف عند انعكاس ما أسهم فيه مورينيو هذا الموسم مع لاعبيه من تطور في مستواهم على منتخبات بلادهم.
نبدأ من مركز حراسة المرمى في المنتخب الإسباني، إذ ان ايكر كاسياس كان حاسماً مع «الماتادور»، وتحديداً في المباراة امام كرواتيا، حيث بدا «القديس» كالوحش في عرين المنتخب الاسباني، ومن أبرز حراس المرمى في البطولة، حيث لم يتلق مرماه حتى الآن سوى هدف واحد.
اما خط الدفاع امام كاسياس في ريال مدريد، فقد كان من الأميز في البطولة القارية حتى الآن.
في قلب الدفاع، لا يختلف اثنان على ان سيرجيو راموس، مدافع اسبانيا، وبيبي، مدافع البرتغال، أثبتا كفاءة قل نظيرها مع منتخبي بلديهما. وهنا، في حالة راموس تحديداً، يمكن الجزم بأن مورينيو كانت له اليد الطولى في ظهور اللاعب بهذا المستوى، وذلك بعدما استعان به في مركز قلب الدفاع مع تراجع مستوى البرتغالي المخضرم ريكاردو كارفاليو، إذ إن المنتخب الاسباني وجد ضالته براموس في هذا المركز، الذي تضرر كثيراً مع غياب كارليس بويول عن النهائيات. وقد استطاع مدافع ريال مدريد سد الفراغ على اكمل وجه حتى الآن. أما بيبي، فبدا كالمقاتل مع منتخب البرتغال، حيث يصعب مرور المهاجمين عنه، وبدا مفعماً بحيوية كبيرة استمدها من نجاح ريال مدريد في أن يتوَّج بلقب الدوري الإسباني، أضف الى ذلك أننا رأينا بيبي أكثر انضباطاً من ذي قبل، وهذه النقطة هي التي عالجها «مو» في مرحلة الإياب من الدوري الاسباني، بعدما كان بيبي كثير المعاناة منها، وهذا الأمر لا شك انعكس ايجاباً على أدائه مع البرتغال.
أضف الى راموس وبيبي، فإن فابيو كوينتراو، ظهير ايسر منتخب البرتغال، بدا من نجوم البطولة حتى الآن في مركزه، من خلال تغطيته الدفاعية المميزة ومساندته الهجومية العالية المستوى.
من جهته، فإن المنتخب الإسباني استفاد من إعطاء مورينيو الفرصة لالفارو اربيلوا في العديد من المناسبات مع ريال هذا الموسم، فبدا لائقاً لشغل مركز الظهير الأيمن مع منتخب بلاده.
بالانتقال الى خط الوسط، فإن تشابي ألونسو كان القلب النابض في منتخب اسبانيا بتغطياته الدفاعية المميزة ومواكبته الهجومية الفعالة، وهذا ما تجلى تحديداً في المباراة امام فرنسا في ربع النهائي، حيث سجل هدفي الفوز لبلاده.
في المانيا، ما هو واضح ان مسعود اوزيل وسامي خضيرة بدوَا اكثر نشاطاً من ذي قبل مع منتخب بلادهما، حيث رأينا اوزيل يكمل المباريات حتى نهايتها، وقد أصبح أكثر نضجاً وتجربة، وهذا الامر ينطبق على خضيرة أيضاً، حيث كان اللاعبان من نجوم المباراة امام اليونان في ربع النهائي.
اما كريستيانو رونالدو، فلا يختلف اثنان على انه النجم الاول في البطولة حتى اللحظة، بعدما استطاع قيادة بلاده البرتغال الى الدور ربع النهائي بهدفين في مرمى هولندا، ومن ثم الى نصف النهائي بهدف رائع في مرمى تشيكيا. وما يمكن تلمسه على نحو واضح في رونالدو هو انه أصبح اكثر تعاوناً مع زملائه، حيث إنّه لا يتوانى عن تمرير الكرات إليهم على نحو دائم، إضافة الى ارتداده الى الحالة الدفاعية اذا ما تعرض منتخبه للهجمات، وهذه النقطة عمل مورينيو بجهد لصقلها عند «الدون»، وكانت واضحة في نهاية الموسم مع ريال مدريد.
يبقى ان مهاجم ريال مدريد في البطولة، الفرنسي كريم بنزيما، كان «الحلقة الأضعف»، ويعود ذلك بالدرجة الاولى الى افتقاده المساندة من خط وسط منتخب بلاده، الذي اعتمد شاغلوه على الفردية، علماً ان بنزيما كان الأكثر تأثيراً في الفوز الفرنسي الوحيد في البطولة امام اوكرانيا بصناعته هدفي اللقاء.
اذاً، لاعبو ريال مدريد، باستثناء بنزيما، وصلوا الى المربع الذهبي في كأس اوروبا. لاعبو ريال مدريد، بصفة عامة، كانوا مؤثرين جداً في منتخبات بلادهم. لا شك في أن الفرحة لا تسع مورينيو الآن. بإمكان الـ «سبيشيل وان» أن يمشي مختالاً أينما حلّ، فلاعبوه بدوا أقوياء، أقوياء جداً.