هل فعلاً هذه هي إسبانيا التي نعرفها؟ هل هذا هو المنتخب الذي فاز بكأسي العالم وأوروبا، وبات لعبه درساً للمنتخبات الأخرى؟ هل صحّت الأقاويل التي أشارت إلى أن الإسبان يفوزون حالياً، لكنهم ليسوا كما عهدناهم، أي بنوعية؟
أسئلة عدة تبادرت إلى الأذهان خلال الدقائق التسعين التي لعبت فيها إسبانيا أمام البرتغال؛ إذ وحدها القمصان الحمراء الملوّنة بالأصفر دلّت على أن منتخب «لا فوريا روخا» هو الموجود في ملعب دونيتسك؛ إذ تبخّرت كل مهارات عباقرة خط الوسط، فضاع ميزان المجموعة التي فقدت السيطرة على المساحة التي تفنّنت فيها في الماضي القريب. أما الأمر الذي يشكّل صدمة حقيقية، فهو استحواذ البرتغال على الكرة؛ إذ قدّم لاعبو الوسط لديها مجهوداً كبيراً في دائرة المنتصف، وخصوصاً ميغيل فيلوزو وراوول ميريليش وجواو موتينيو، الذين كانوا نجوم المباراة من خلال ضغطهم المتواصل على ثلاثي الوسط الإسباني، شافي هرنانديز واندريس إينييستا وشابي ألونسو.
طريقة بناء الهجمات في الجانب الإسباني كانت غير واضحة، بينما ظهر تركيز أكبر عند البرتغاليين في هذا المجال، وخصوصاً لناحية التنويع بين اللعب على الأطراف والعمق، وذلك في موازاة تحركات كريستيانو رونالدو الذي لم يكن أيضاً في أفضل أيامه، بفعل عدم ضبطه «نيشان» تسديداته بالشكل المطلوب، فأرسل كرات عدة فوق الخشبات الثلاث.
وبعيداً من الشق الهجومي، لا بدّ من التوقّف عند الناحية الدفاعية وطريقة اصطفاف خطي الوسط والدفاع عند «برازيل أوروبا»، حيث أقفلا تماماً خط التمريرات في العمق لإجبار الإسبان على اللعب من الأطراف لسببين: الأول هو وجود ظهيرين جيدين يمكنهما التعامل مع أي مهاجم، هما جواو بيريرا في الميمنة وفابيو كوينتراو في الميسرة. أما السبب الثاني فهو تفادي حدوث أشياء غير محسوبة، حيث يمكن توقّع مكان سقوط الكرات الإسبانية بعكس التمريرات البينية التي غالباً ما تكون ذابحة إن أوصلها شافي أو إينييستا إلى أحد المنطلقين إلى المنطقة.
ببساطة، قرأت البرتغال أسلوب إسبانيا بعكس مدرب الأخيرة الذي يُسأل عن اعتماده ألفارو نيغريدو أساسياً، ثم سحبه مبكراً ليشرك فابريغاس ويلعب من دون مهاجم صريح، ثم عن إخراجه دافيد سليفا في وقتٍ مبكر أيضاً، دافعاً بخيسوس نافاس.
فرصة العمر كانت متاحة للإسبان الذين استعادوا سطوتهم في الوقت الإضافي بعد هبوط المستوى البدني لدى البرتغاليين، لكن إينييستا أهدرها بنحو غريب جداً، فذهب الحسم إلى ركلات الترجيح حيث سجل لإسبانيا أندريس إينييستا وجيرار بيكيه وسيرجيو راموس وسيسك فابريغاس، وأهدر لها شابي ألونسو، بينما سجل للبرتغال بيبي ولويس ناني، وأهدر لها جواو موتينيو وبرونو ألفيش.
(الأخبار)