انجلت الحقيقة في فرنسا بعد ايام من الغموض، حيث تنحى لوران بلان عن منصبه مدرباً لمنتخب فرنسا، وذلك بعد عدم نجاح المفاوضات بينه وبين رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لو غراي. وجاء هذا القرار مفاجئاً للكثير من الفرنسيين، الذين كانوا ينتظرون من «البريزيدان» إكمال المهمة مع «الديوك»«وداعاً» تلك هي «كلمة السر» التي قالها مدرب منتخب فرنسا لوران بلان، والتي عاشت على وقعها البلاد طيلة الايام التي تلت خروج «الديوك» من كأس اوروبا.
بلان لن يجدد عقده مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بحسب ما ذكر الاخير اول من امس. هذه هي الحقيقة التي انقسم حولها الفرنسيون، حيث لقي بلان تأييداً من البعض لمتابعة مشواره، فيما طالب آخرون باستقالته لفشله في العرس الكروي الأوروبي.
وجاء في بيان للاتحاد الفرنسي ان رئيسه نويل لو غراي وجه تحية إلى بلان على العمل الذي قام به منذ اب 2010، وان اللجنة التنفيذية للاتحاد ستعقد اجتماعاً الثلاثاء المقبل يليه مؤتمر صحافي.
من جهته، اكد بلان عدم تجديد عقده، وقال: «بعد لقاءات 28 حزيران (مع لو غراي)، لم نتوصل الى اتفاق حول ادارة منتخب فرنسا للموسمين المقبلين».
وكان وكيل المدرب، جان ــــ باير برنيس، قد رفض التأكيد في وقت سابق لصحيفة «ليكيب» ما اذا كان بلان (46 عاماً) لن يوافق على تجديد عقده الذي انتهي السبت.
ويبدو ديدييه ديشان الذي اقترب من ترك تدريب نادي مرسيليا الاقرب لخلافة بلان في منصبه.
وكان الاتحاد الفرنسي قد أعلن الخميس ان رئيسه لو غراي وبلان توصلا الى اتفاق بخصوص مهلة تفكير اضافية بخصوص تمديد عقد الاخير من عدمه.
وبدأت المفاوضات صباح الخميس في مقر الاتحاد الفرنسي في باريس.
وتعقدت العلاقة بين بلان ولو غراي بسب مواقفهما من تمديد العقد، ففي الوقت الذي كان يرغب فيه الاول، الذي عين على رأس الادارة الفنية للمنتخب قبل تعيين لو غراي رئيساً للاتحاد، في تمديد العقد قبل بطولة كأس اوروبا، شدد لو غراي على ضرورة ان ينجح بلان في تحقيق الهدف الذي سطره مع الاتحاد، وهو بلوغ ربع النهائي.
ونجح بلان في تحقيق الهدف، وهو بلوغ ربع النهائي، حيث خسر امام اسبانيا، بيد ان الظروف الرياضية (خسارتان قاسيتان امام السويد واسبانيا بنتيجة واحدة 0-2)، وغير الرياضية (شتائم سمير نصري للصحافيين، ومشادات بين اللاعبين في غرف الملابس وعلى ارضية الملعب) عكرت على حصيلة المدير الفني في الكأس القارية.
وبعد البطولة، لف غموض كبير لو غراي وبلان بخصوص مستقبل الاخير مع المنتخب، في وقت تبدأ فيه فرنسا مشوارها في تصفيات كأس العالم بمواجهة فنلندا في السابع من ايلول المقبل، وتخوض قبلها مباراة ودية امام الاوروغواي في 15 آب المقبل في لوهافر.
وشغلت فرنسا في اليومين الماضيين بقرار بلان الرحيل، واعتبر زميله السابق في المنتخب الذي حقق كأس العالم 1998، الحارس فابيان بارتيز، في حديث لقناة «تي أف 1» أن «بلان تنحى لأسباب شخصية»، مضيفاً «انه (بلان) ليس شخصاً يبحث عن السلطة، ليس سياسياً. ربما لم يشعر بأننا نقدره بالشكل المطلوب، وقد أقدم على خطوته ليعبّر عن شعوره».
اما زميله الآخر، المدافع السابق بيكسنتي ليزارازو، فقد أبدى تفاجؤه من خطوة بلان، قائلاً «إنها مفاجأة كبيرة. أعتقد ان بلان كان يملك في يده جميع الخيارات التي تتيح له الاستمرار، وعلى رأسها التحدي في تصفيات كأس العالم 2014، الذي كان هدفاً رئيسياً، ولمَ لا كأس اوروبا في فرنسا عام 2016. انه قرار شخصي، وربما مرتبط بمفاوضاته مع نويل لو غراي»، مضيفاً «انها حالة من الفوضى، لأن الرأي العام كان مع لوران، وايضاً غالبية وسائل الاعلام كانت معه لإكمال مهمته».
على صعيد آخر، اظهرت استطلاعات للرأي قامت بها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» تراجع مشاعر تأييد الفرنسيين لمنتخب بلادهم على نحو كبير، حيث إن 20% من المستطلعين أبدوا تعلقهم بـ «الديوك»، فيما كانت النسبة قبل كأس أوروبا 56%.
وكان واضحاً ان الخسارتين امام السويد واسبانيا، إضافة الى تصرفات اللاعبين، كانت الفيصل في هذه النتيجة.
اضافة الى ذلك، فإن 41 % من المستطلعين أبدوا عدم محبتهم للاعب سمير نصري، مطالبين بإبعاده عن صفوف المنتخب.