يوم عاد سانتوس الى دائرة الضوء بعد سنوات عدة من الخيبات، اعيد الفضل الى لاعبَين دون سواهما، هما صانع الالعاب غانسو والمهاجم الهداف نيمار. وقيل ان هذا الثنائي هو مستقبل كرة القدم البرازيلية، وهو الوحيد القادر على اعادة المجد المفقود الى «السيليساو»، لا بل ان مهمة قيادة «بلاد السامبا» الى المجد في نهائيات كأس العالم 2014 ستُعهد الى غانسو ونيمار اللذين سيطلقان افراح الشعب من جديد.
وفي فترةٍ لاحقة، اثيرت العديد من الانباء المتحدثة عن ان الاندية الاوروبية تلهث وراء الموهبتين الصاعدتين، لكن هذه الانباء بقيت حبراً على ورق، اذ دحضت الاندية التي ارتبطت اسماؤها باللاعبين البرازيليين تلك الادعاءات في بيانات او بحركة مغايرة في سوق الانتقالات عبر التعاقد مع لاعبين آخرين. وفي الوقت الذي رفع فيه سانتوس نيمار الى فوق الريح، خبا نجم غانسو، لا بل تفاقمت الامور في اليومين الاخيرين لدرجة وصلت فيها الى ترك الاخير لناديه واعلان مدير اعماله اقترابه للانتقال الى انترناسيونال.
وهنا يفترض التوقف، اذ ان الخطوات التي كانت متوقعة لغانسو هي التحوّل الى اوروبا عند تركه لسانتوس، الا ان توجّهه نحو البقاء في البرازيل يفتح الباب امام تشكيك كبير في صحة الانباء التي ربطت به سابقاً واظهرت وكأن الاندية الكبيرة في «القارة العجوز» هي في حاجة ماسّة الى خدماته. ويمكن اعتبار ان ما قيل ربما كان مجرد تسويقٍ للاعب من اجل رفع سعره تماماً كما فعل سانتوس سابقاً عندما صوّر لاعب اتلتيكو مدريد الاسباني الحالي دييغو وكأنه «بيليه الأبيض»، بينما صُوِّر زميله روبينيو وكأنه الخليفة الحقيقي لـ«الجوهرة السوداء». الا ان الحقيقة المرّة كانت انتقال الاثنين الى اوروبا بمبالغ كبيرة ثم ظهورهما بشكلٍ خجول مع الاندية التي لعبا لها.
وطبعاً كان المراقبون على مقربة من نشاطات غانسو، فهو ان كان قد سجل بداية قوية مع سانتوس فإن مستواه تراجع، وخصوصاً عندما عاد من الاصابة في العام الماضي والتحق بالمنتخب المشارك في كوبا أميركا حيث قال المدرب مانو مينيزيس انه سيبني تشكيلته حوله، الا ان صاحب القميص رقم 10 بدا لاعباً اكثر من عادي. وهذه الصورة ظهر عليها في نهاية 2011 ايضاً وتحديداً في كأس العالم للاندية في اليابان حيث عاش قساوة «التجربة الاوروبية» امام برشلونة الاسباني فأُذل وفريقه امام عباقرة خط الوسط الكاتالوني الذين لم يتمكن من مجاراتهم في المباراة النهائية.
وبعد هاتين المحطتين لم يُظهر سانتوس اصراراً على التمسّك بغانسو، لا بل منح نيمار عقداً جديداً، بحيث اصبح يتقاضى شهرياً ما يقارب مليون دولار مقابل حصول الاول على عرضٍ بربع هذا المبلغ، ليتأكد ان الفريق السابق لبيليه فقد الامل بامكانية الاستثمار في لاعبه، وذلك على اعتبار انه لم يصب اي تطوّرٍ فني ولم يترك اي بصمة مؤثرة ترفع من سعره في سوق الانتقالات، والسبب ربما هو الاصابة التي ألمّت به او ان القيمة الفنية التي وضعت له كان مبالغاً فيها بعض الشيء.
الآن يقف غانسو امام فرصة لإثبات وجوده وقلب المعطيات كلها بالنسبة الى مستقبله من خلال دورة الالعاب الاولمبية، وخصوصاً بعدما قيل ان الشركة التي تملك اكثر من نصف عقده لن تتمكن من نقله الى اوروبا لعدم اقتناع اي من الاندية هناك بجودة قماشته الكروية.



كتيبة إنترناسيونال بانتظاره

في حال انضمامه الى إنترناسيونال، هناك كوكبة من النجوم المميزين سيكونون بانتظار غانسو، إذ تحوي تشكيلة النادي الجنوبي صانع الالعاب الارجنتيني أندريس داليساندرو، والثنائي الهجومي الصاعد لياندرو دامياو واوسكار، وقد انضم اليهم أخيراً الاوروغواياني دييغو فورلان.