لم يكن أحد يتوقّع أن تشهد التمرينة الأولى لمنتخب لبنان يوم الاثنين، بعد لقاء كوريا الجنوبية، عودة مهاجم منتخب لبنان محمود العلي بعد شفائه من الإصابة، منهياً غياباً دام أربعة أشهر ونصف شهر. فترة مرت كأنها سنين على هداف المنتخب وفريق العهد، «لدى دخولي الى أرض الملعب، شعرت كأن كل هذه الفترة الطويلة كانت أمس. نسيت كل شيء وكل معاناتي التي بدت كأنها سنين. هذه لعبتي التي أعشقها ولا أعتبرها مصدر عيشي. قبل نزولي الى أرض الملعب، كنت أشعر ببعض الأوجاع. لكن مع لمسي للكرة، لم أعد أشعر بشيء» يقول العلي في حديثه إلى «الأخبار». ويسافر مهاجم المنتخب الى قطر اليوم لمتابعة تحضيره، حيث سيغيب لمدة شهر سيتضمن في أسبوعه الأخير المشاركة مع أحد الفرق القطرية طلباً للاحتكاك، على أن يعود الى لبنان قبل 25 يوماً من لقاء إيران.
ولا ينكر العلي بأنه في لحظة ما شعر بأن عودته الى الملاعب ستكون طويلة، وقد تمتد حتى نهاية العام، وخصوصاً حين كان يرى قدمه ضعيفة مع وجود آلام قوية. لكن هذا الشعور تراجع مع انطلاق مرحلة الجري. ويؤكّد العلي أن فترة ما بعد العملية هي الأهم، والبرنامج الذي وضع بين لبنان وقطر أفاده كثيراً، إذ وصل عدد ساعات العلاج في قطر الى ست ساعات يومياً من العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً. ويعبّر الكابتن محمود عن سعادته بردة فعل الجمهور والعائلة بعد عودته الى التمرين وخصوصاً أنه لم يكن للجري فقط بل لعب بالكرة أيضاً، لكنه لم يشارك في التقسيمة منعاً للاحتكاك. ويحتاج العلي الى ما يقارب الشهر حتى يتخلّص نهائياً من خوفه، «فما مررت به ليس قليلاً والفترة كانت صعبة جداً». ويتوقف العلي طويلاً عند دور الجمهور في تعافيه السريع، فهو عصب اللعبة وعصب اللاعبين «ووقوفه الى جانبي ساعدني كثيراً. فأنا متشوّق للعودة الى الملاعب وخوض المباريات».
لكن، هل حظوظنا ما زالت قائمة في التصفيات؟
«أكيد. لا شيء انتهى، باستثناء الكوريين البعيدين، فإن جميع المنتخبات متقاربة وفوزنا على إيران سيعيدنا الى المنافسة على المركزين الثاني أو الثالث. لكن علينا أن لا نتعرّض لخسارات أخرى قد تخرجنا من التنافس».
وحول مشكلة الهجوم مع غياب العلي، يؤكّد مهاجم فريق العهد أن في لبنان مهاجمين جيدين، لكن ما حصل في الفترة الماضية كان عدم توفيق ومجانبة للحظ قد يحصل مع أي لاعب «فأنا قد أعود الى المباريات ولا أسجل وسيقولون إن محمود عاد ولم يفعل شيئاً. المسألة تتعلّق بالحظ والتوفيق. كما أن غياب رضا عنتر أثّر بشكل كبير. المشكلة الكبرى كانت في خسارتنا مباراة قطر التي هي أهم مباراة وأسهل مباراة، وخصوصاً أنها على أرضنا وأمام جمهورنا. ولو فزنا بها لكانت الأمور مختلفة كلياً». وتوجه العلي بطلب من الجمهور اللبناني كي يكون صبوراً مع المنتخب «وكما قدمنا أداءً جيداً في السابق، سنقدم أداء أفضل في المباريات المقبلة. فهذا الجمهور يستحق الكثير».
ولا يمكن الحديث مع الهداف محمود العلي دون التطرّق إلى المستقبل وإمكانية الاحتراف في الخارج. وحين تسأله عن الموضوع، يبتسم مجيباً أنه ينتظر اكتمال عودته حتى ينتقل الى هذه المرحلة. ولا يرغب العلي في التوسّع في الموضوع، لكنه يؤكّد أن هناك عروضاً له، من دون أن يفصح عن هوية النادي. وحين تسأله هل هو في بلد عربي، يجيب إيجاباً. سؤال آخر: هل أن تأشيرة دخوله مؤمنة وحصل عليها سابقاً؟ يضحك العلي ولا يجيب، لكن تشعر بأن هواء قطر أعجبه وأصبح معتاداً على البلد.
أمس، كان التمرين الثاني للعلي الذي تلاه مباراة بين منتخب لبنان الأول ومنتخب دون 22 عاماً على ملعب بيروت البلدي. ولم يشارك العلي في اللقاء الذي انتهى بفوز كبير للمنتخب الأول 8 -0. سجّل الأهداف محمد كجك (2)، محمد حيدر، حسن شعيتو، ألكس خزاقة، محمد جعفر، حسن المحمد وهيثم فاعور. وهي المباراة الأولى للمنتخب منذ لقاء كوريا الجنوبية، وكانت فرصة للجهاز الفني بقيادة الألماني ثيو بوكير لمشاهدة اللاعبين الشباب في المنتخبين، وخصوصاً أن هناك توجهاً لتطعيم المنتخب الأول بلاعبين شباب، فكانت البداية مع محمد جعفر ومحمود كجك والحارس عمر إدلبي، علماً بأن الباب لم يقفل في وجه لاعبين جدد.
قاد اللقاء الحكم وارطان ماطوسيان بمعاونة بلال الزين وهشام قانصوه. وهو اللقاء الثاني لوارطان بعد عودته من الإيقاف، إذ سبق أن قاد لقاء الصداقة وشوترز في ختام بطولة السيدات. ويبدو أن ماطوسيان بصدد فتح صفحة جديدة تحكيمياً تنسي الجمهور اللبناني ما حصل سابقاً معه، على أن تكشف الأيام حقيقة هذا الأمر.