يوم الأربعاء الماضي، وزّع الاتحاد اللبناني للملاكمة نتائج بطولته العامة للدرجة الأولى بمشاركة تسعة أندية، منها الجيش اللبناني. وكانت هذه العودة الأولى للجيش منذ فترة، بعدما تم تصنيفه ضمن الدرجة الممتازة وحيداً. وبالتالي، لم يعد يشارك في بطولة لبنان. قبل شهرين، زار رئيس الاتحاد اللبناني محمود حطاب وأمين السر محمد الخليلي رئيس المركز العالي للرياضة في الجيش اللبناني أسد الهاشم وأبلغاه إعادة الجيش الى البطولة عبر إلغاء الدرجة الممتازة، وبالتالي أصبح بإمكان ملاكمي الجيش العودة الى النزالات.
حينها تحمّس لاعبو الجيش وبدأوا استعدادهم للبطولة دون أن يدروا بأن تمارينهم ستذهب هباء نتيجة عدم وجود لاعبين ينازلونهم في بطولة لبنان التي جرى توزيع نتائجها النهائية على الشكل الآتي: - فئة الكبار: 1- الشعبي (9 نقاط)، 2- الفتيان (3 نقاط).
- فئة الشباب: 1- الشعبي (9 نقاط)، 2- الفتيان (6)، 3- التايغر (3). - دون 14 سنة: الفتيان (9 نقاط)، 2 - الشعبي (3).
ويلاحظ أن الجيش غاب عن الجدول النهائي بسبب عدم خوض معظم ملاكميه للمباريات نتيجة عدم وجود أخصام. فالمسؤولون عن البطولة لم يحضروا لاعبين من جميع الفئات، فاقتصرت البطولة على أربعة أوزان من أصل عشرة، اثنان لا يشارك فيها الجيش (دون 49 كلغ ودون 52 كلغ) واثنان لا يملك ملاكمين أقوياء فيها (دون 69 وفوق الثقيل). أما الأوزان الأخرى فلم تقم فيها مباريات لعدم وجود لاعبين أو بسبب تغييبهم، كما يقول مصدر متابع في اللعبة، حتى إن أحد الملاكمين وهو محمد بيضون كان يريد اللعب مع نجد سلوم في وزن دون 75 كلغ، لكن جرى منعه من قبل أحد المسؤولين في الاتحاد. واللافت أن في ترتيب الكبار الذي وزّعه الاتحاد لم يتم ذكر اسم نادي الجيش كثالث البطولة، علماً بأن المعلومات تشير الى حصوله على أربع نقاط في البطولة.
وشابت البطولة المذكورة ملاحظات عدة، وخصوصاً في ما يتعلّق بفئة دون 14 عاماً التي كانت ملغاة في يوم البطولة، قبل أن يتراجع الاتحاد ويعود لإقامة مبارياته بعد ضغط من اللاعبين.
ويشعر الملاكمون في نادي الجيش بوجود «حرب» خفية ضدهم ظهرت بوادرها في بطولة لبنان، الى جانب استبعاد ملاكمي الجيش عن منتخب لبنان في التصفيات الأولمبية، إذ ظهر لاحقاً أن الاتحاد كان يؤمّن النقليات لملاكمين آخرين للذهاب الى قاعة التدريب في عربصاليم، لكن لم يعلم ملاكمو الجيش بذلك.
أضف الى ذلك التحايل في ما يتعلّق برأي مدرب منتخب لبنان التركي سيفا نار، الذي يؤكّد أنه لم يستبعد لاعبي الجيش وهو أبلغ الأمين العام محمد الخليلي بجهوزية اللاعبين، لكنه رفض التوقيع على ورقة تؤكّد حصولهم على ذهبيات، كما أن نارا لم يكن موافقاً على اللاعبين الذين فرضهما الاتحاد عليه وهما حيدر منصور ومحمد فخر الدين.
هذا ما يفتح الباب على واقع المنتخب، إذ رغم الإعلان عن عودة لاعبي الجيش اليه، الا أن تساؤلات عدة بدأت تطرح حول فائدة المدرب التركي وصرف الأموال عليه دون وجود معسكرات خارجية تؤمّن الاحتكاك للاعبين، الذي يعتبره أحد المدربين المهمين في اللعبة أنه هو المفتاح لتطوير اللاعبين. وبالتالي، يمكن الاستعانة بالمدربين الوطنيين لحساب تأمين مشاركات خارجية.
وهناك كلام عن توجه لدى الاتحاد لاعتماد لاعبين دون 27 عاماً للمنتخب، وهذا أمر يعتبره الخبراء في اللعبة مدمّراً للمنتخب. فاللاعبون في لبنان تكتمل خبرتهم بعد عمر الـ 27 عاماً، وحالياً لا يوجد في لبنان لاعبون من مستوى جيد في هذه السن، ما سينعكس على الأداء اللبناني في دورة ألعاب البحر المتوسط في تركيا العام المقبل.




تحضير للانتخابات المقبلة


يطرح واقع لعبة الملاكمة في لبنان ضرورة إجراء تغيير واسع في الاتحاد اللبناني للنهوض باللعبة وإعادة البريق إليها، كما يقول أحد أبناء هذه اللعبة الذين عاصروها لسنوات طويلة. ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات التي من المفترض أن تقام بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن من 27 تموز حتى 12 آب، بدأ التحضير للجنة الادارية الجديدة. إذ تؤكّد المعلومات أن الأمين العام الحالي محمد الخليلي يرغب في الابتعاد عن الاتحاد. ويجري الحديث عن امكانية تسلّم أمين سر النادي الشعبي الدكتور عبد القادر البساط للمنصب. وهذا أمر يعتبره المتابعون للملاكمة بأنه مضرّ للعبة نظراً الى كون البساط ليس من أبناء اللعبة ولم يمارسها. وهو رغم أنه شخصية محترمة، الا أنه غير قادر على ادارة اللعبة، وخصوصاً أن منصب الأمين العام حساس، ما يعني أن الخليلي سيبقى حاضراً في الاتحاد، لكن من بعيد.