هو الفريق الذي حلمت به العاصمة الفرنسية منذ فترة طويلة، وربما منذ عام 1993 عندما رفع الغريم التقليدي مرسيليا كأس دوري الأبطال للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ الكرة الفرنسية. منذ تلك اللحظة، بحث الباريسيون عن المجد العظيم، فقطفوا ألقاباً محلية دونها اللقب الأوروبي الكبير، رغم قربهم منه في موسم 1994 ــ 1995 عندما بلغ باريس سان جيرمان الدور نصف النهائي بقيادة الليبيري جورج وياه والبرازيليين راي وفالدو ودافيد جينولا وغيرهم من النجوم الفرنسيين.
الحلم يتجدد الآن أو بالأحرى بدأ منذ وصول القطري ناصر الخليفي لرئاسة النادي متسلحاً بالمال القطري، فكان النجاح نسبياً في الموسم الأول، حيث خسر باريس سان جيرمان السباق الى اللقب المحلي في الأمتار الأخيرة أمام مونبلييه، من دون أن يحدّ هذا الأمر من طموحات الإدارة التي رأت في التأهل الى دوري الأبطال نقطة انطلاقٍ جديدة، وما تعزيز تشكيلة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي حالياً بنجومٍ من المستوى الأول إلا هدفها الطموح بمقارعة أقوى فرق القارة ومحاولة جلب الكأس صاحبة الأذنين الطويلتين الى عاصمة الموضة.
إذاً، يبدو باريس سان جيرمان الآن كأنه فريق لا ينتمي الى «ليغ 1» حيث الهجرة معاكسة عادة، وذلك على اعتبار أن أفضل اللاعبين في البلاد يتركون فرقهم باتجاه إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا وألمانيا وليس العكس كما يحصل حالياً. لكن في زمن المال، لم يعد اسم النادي مهماً بل ما سيدخل الى الحساب المصرفي، وهذا ما تثبته صفقة إبراهيموفيتش الذي ترك ميلان العريق ليحصل سنوياً على 14 مليون يورو خالية من الضرائب. وبوجود ابراهيموفيتش الى جانب احد افضل مدافعي العالم البرازيلي تياغو سيلفا القادم قبله من ميلان والأرجنتيني إيزكييل لافيتزي الذي ترك نابولي الإيطالي، والإيطالي تياغو موتا والأرجنتيني الآخر خافيير باستوري، فإن سان جيرمان لا يفترض أن يواجه مشكلات جمّة لاستعادة اللقب المحلي، ولما لا الذهاب الى أبعد محطة في دوري الأبطال.



وفي هذه المسألة نقاط سلبية أيضاً، إذ يمكن أن يقتل باريس سان جيرمان المنافسة سريعاً في الدوري الفرنسي في حال تأقلم لاعبوه الجدد بسرعة مع الموجودين أصلاً. أما النقطة الأسوأ فهي أن اللاعبين المحليين الموجودين في الفريق سيكونون ضحية سياسة التعاقدات المتّبعة حالياً، وسيكتفي كثيرون منهم بلعب دورٍ ثانوي كانتظار إصابة أحد الأساسيين أو المشاركة في كأس فرنسا وكأس رابطة الأندية الفرنسية. والمشكلة هنا أن هؤلاء اللاعبين يعدّون من الأسماء الواعدة، أمثال المدافع مامادو ساكو الذي سيتحوّل من قائدٍ للفريق الى احتياطي إفساحاً في المجال أمام دخول سيلفا الى التشكيلة للّعب بجوار مواطنه أليكس والصربي ميلان بيسيفاتش.
كذلك، فإن المهاجم الواعد كيفن غاميرو الذي قَدِم بضجةٍ كبيرة من لوريان في الصيف الماضي، قد يقبل الآن اكثر من اي وقتٍ مضى الرحيل الى فالنسيا الاسباني المهتم بالحصول على خدماته. والأمر عينه ينطبق على الهداف الآخر غييوم هوارو الذي قد يزيح في حال تفضيل أنشيلوتي اللعب برأس حربة وحيد وتعزيز خط الوسط بخمسة لاعبين. وفي هذه المنطقة أيضاً، قد يحترق البرازيلي نيني احد نجوم الموسم الماضي او الدولي جيريمي مينيز، وذلك بسبب امكان لافيتزي اللعب على الطرف الايمن او خلف المهاجم الصريح.
ثورة باريس سان جيرمان مستمرة، وهي اذ بدأت تثير احلام الباريسيين فإنها تشكّل كابوساً للكرة الفرنسية وتحديداً لأنديتها المنافسة لنادي العاصمة والمواهب المحلية التي لن تجد لها مكاناً بعد الآن في «بارك دي برانس».



مكسب إضافي

مكسب كبير حصل عليه باريس سان جيرمان بتعاقده مع لاعب الوسط الإيطالي الشاب ماركو فيراتي، أحد أهم الواعدين في أوروبا، والقادم من بيسكارا، حيث لُقّب بـ«بيرلو الصغير» بسبب مهاراته



كبير آخر

قد يكون البرازيلي كاكا الصفقة الكبيرة المقبلة لباريس سان جيرمان في ظل إصرار كارلو أنشيلوتي على التعاقد مع صانع ألعاب صاحب اسم رنان يكون قائد خط الوسط الى جانب خافيير باستوري



الخائن يفي بوعده

بـ 170 مليون يورو صرفها حتى الآن، وفى المدير الرياضي ليوناردو بوعده، بعدما أكد للإدارة فور وصوله أنه سيؤسس فريقاً قوياً، مستفيداً من تجربته في ميلان، حيث بات يوصف بـ«الخائن» لسرقته أبرز نجمين في الفريق