لن تكون «سدوم وعمورة» ممثلة ببعثة في دورة الالعاب الاولمبية، لكن شعبها لم يكن ليجد نفسه بعيداً من موطنه الاصلي لو وجد له مكاناً بين أفراد بعثات الدول الـ204 التي ستتنافس على الميداليات في العاصمة البريطانية لندن ابتداءً من 27 الشهر الحالي. ببساطة، فضحت مصادر عدة حياة القرية الاولمبية التي تؤوي الرياضيين القادمين من البلدان المختلفة، فجاء الحديث عن حفلات مجون لا حدود أو ضوابط لها، وعن انتشار الجنس بشكلٍ مبتذل بين نجومٍ معروفين في عالم الرياضة، إلى درجة وُصفت فيها القرية بأنها «بيت دعارة» كبير، لتصدق بالتالي الأقاويل السابقة عن أن استهلاك الواقي الذكري في أرجائها يصيب أرقاماً قياسية
، ويصبح المثال الذي أعطي عن ألعاب سيدني عام 2000 حقيقة ملموسة، وذلك عندما ذكرت تقارير أنه جرى توزيع 70 ألف واق على الرياضيين المشاركين في الالعاب، لكن العدد ارتفع في وقتٍ لاحق بسبب نفادها خلال أسبوع!
الآن لا يبدو الوضع مغايراً، إذ إن التوقعات كلّها تشير الى «مهرجان جنس» منتظر، ولهذا السبب طُلب توزيع 100 ألف واق ذكري على غرف جميع الموجودين في القرية الاولمبية من لاعبين ومدربين وإداريين، وسط توقعات بأن 30 ألفاً إضافية سيجري طلبها استناداً الى تجارب سابقة، وذلك وسط تكتم من قبل الشركة الموزّعة وهي «Durex» التي التزمت بشروط اللجنة المنظمة بعدم التصريح الى وسائل الاعلام، وهي التي ستسوّق نفسها بين نخبة رياضيي العالم عبر توزيعها لبضاعتها، وذلك من دون الحاجة الى دفع ملايين الدولارات من أجل وضع إعلانات خاصة بها على غرار الشركات الاخرى.

وحوش جنس

لكن هل من المنطقي أن يتحوّل رياضيون يفترض أن يحافظوا على كامل لياقتهم البدنية الى وحوشٍ جنسيين في أهم حدثٍ يشاركون فيه؟
الجواب هو نعم، إذ سيكون من غير الطبيعي وضع أكثر من 10 آلاف رياضي في مكانٍ واحدٍ من دون توقّع حدوث أمور كهذه. والحقيقة أن هؤلاء الرياضيين غالبيتهم في ريعان الشباب، وهم بأفضل وضعٍ بدني يمكن أن يكون عليه الانسان. إضافة إلى أنهم يشعرون هناك بالحرية، حيث القرية محظورة على الصحافيين المتطفلين وعلى الأهالي. ولا يمكن نسيان مسألة متطلبات الجسم، إذ إن هؤلاء الرياضيين يحضرون الى الالعاب الاولمبية وهم يتمتعون بطاقة استثنائية جراء البروتينات التي يتناولونها والتدريب القاسي الذي يتلقونه، فضلاً عن تحرك «التستوستيرون» نحو أعلى مستوياته عشية المشاركة في المنافسات. كل هذا يؤدي طبيعياً الى تكاثر طالبي الجنس بينهم، وخصوصاً في حال وجدت الكحول أيضاً، وذلك بعد الكلام عن تهريبها من قبل الرياضيين من الجنسين، فيفتح اختلاطهم الباب أمام ممارستهم لرياضة موحدة وثابتة تكون الوحيدة التي ستستمر على مدار الاسابيع الثلاثة للألعاب الاولمبية.

شهادات صاعقة


وصحيح أن مسألة توزيع الواقي الذكري على الرياضيين ليست بالأمر الجديد، فقد بدأت في ألعاب برشلونة عام 1992، إلا أن الشهادات التي تلاها نجوم معروفون أخيراً تثير الدهشة، وخصوصاً عندما يتبيّن أن مسألة ممارسة الجنس الفردي أو الجماعي أصبحت عادة متّبعة خلال الالعاب الاولمبية، وقد حددها بطل السباحة الاميركي راين لوشته بقوله إن 70 الى 75 في المئة من الرياضيين الاولمبيين يمارسون الجنس بعضهم مع بعض خلال الالعاب.
وهذه النسبة مرشحة للارتفاع أيضاً، إذ إن اختلاط الرياضيين من الجنسين سيكون موزّعاً على 2818 شقة متلاصقة في مبانيها. وبالتأكيد ستتحول إحدى هذه الشقق الى «علبة ليلية» يقصدها طالبو الهوى، وهم كثيرون بحسب أحد السبّاحين الذي يصف زملاءه بالجامحين عندما يتعلّق الامر بالسهرات العارمة، «إذ إن بعضهم يشربون الكحول عشية خوضهم المنافسات ثم يبقون مستيقظين حتى ساعات الصباح الاولى التي يفترض أن يتوجهوا فيها نحو حوض السباحة».
وأبطال السباحة أصحاب القامات الممشوقة والعضلات المفتولة يتنافسون مع عدائي ألعاب القوى في مجال جذب الحسناوات إليهم، لكنهم الآن يواجهون منافسة شديدة من قبل أفراد «دريم تيم»، أي المنتخب الأميركي لكرة السلة، وما وعدُ حامل ذهبية 400 متر في العدو الاميركي لاشون ميريت، إلا دليلاً على ما سيحصل في القرية الاولمبية خلال الاسابيع المقبلة، إذ قال: «لقد كنت منغلقاً على نفسي في العاب بكين 2008، لكن هذه المرة عندما سأنتهي من المضمار، سأحرص على أن تتذكرني لندن».
تصريح ميريت يتلاقى وما قاله لوشته الذي صارح: «خطئي الكبير في الالعاب الاولمبية الماضية أنه كان لدي صديقة، لكنني أعزب الآن، لذا ستكون الأمور أكثر إثارة في لندن».
لكن هذين التصريحين يعتبران مخفّفين أمام ما كشف عنه مواطنهما بطل الرماية السابق جوش لاكاتوس الذي رفض مغادرة القرية خلال ألعاب سيدني 2000 بعد انتهاء مسابقته، حيث ظفر بميدالية فضية، وذلك لعلمه من خلال تجربة سابقة أن الأمور ستصبح أكثر سخونة. وبالفعل تحوّلت شقته المؤلفة من ثلاث طبقات الى «بيت دعارة» على حدّ قوله، وتحديداً بعدما انضم اليه عدد من عدائي المنتخب الاميركي، فيقول: «انتهى بي الامر أدير بيتاً للدعارة في قلب القرية الاولمبية. الحقيقة لم أشاهد هذا القدر من الفجور في حياتي كما شاهدت هناك». ويروي: «استفقت يوماً على فتيات منتخب البدل 4 x 100 متر الخاص بإحدى الدول الاسكندينافية وهم يخرجون من الشقة ويتبعهم شبان من بعثتنا».

سياحة جنسيّة

طبعاً، يزيد عدد ممارسي الجنس أيضاً بسبب وجود كمٍّ كبير من الرياضيين الذين يدركون أن آمالهم معدومة في إحراز ميدالية خلال الألعاب، فيتحوّلون الى سياح في القرية الأولمبية ولا همّ لهم سوى الاستمتاع بوقتهم، إذ إن ممارستهم للجنس لن تؤثر على نتيجتهم، وذلك بعكس المرشحين لحصد الميداليات، إذ تفيد إحدى الدراسات أن هذا الفعل يستنزف مستوى «التستوستيرون» في الجسم، لذا فإن على الرياضيين الذين يريدون تفجير كل ما لديهم خلال المنافسات، الإحجام عن فعل هذا الامر قبل ليلة منها.
وهذا الأمر تنفي حدوثه حارسة مرمى المنتخب الاميركي لكرة القدم هوب سولو التي كانت تصاريحها بهذا الشأن في تقريرٍ لـ«إي أس بي أن» الأكثر إثارة، إذ أشارت الى أنها رأت رياضيين يمارسون الجنس في مساحات مفتوحة، متحدثة عن مغامرة قامت بها بنفسها بعد إحراز بلادها للميدالية الذهبية في ألعاب بكين، حيث انفردت بأحد المشاهير في غرفتها من دون أن تفصح عن اسم المحظوظ، معتبرة أن هذا هو «السر الاولمبي» الذي ستحتفظ به لنفسها. كذلك كشفت الحسناء التي تتصدر صورها غالباً المجلات الرياضية في الولايات المتحدة أن زميلاتها اللواتي ظهرن في برنامجٍ تلفزيوني صبيحة اليوم التالي لإحرازهن الذهبية كنّ ثملات، إذ توجهن لتبديل ملابس السهرة بأخرى رياضية عند السابعة صباحاً قبل توجههنّ الى الاستوديو، ولهذا السبب ظهرن في حالة مروعة.
إذاً لا يمكن توقع ما سيحصل في القرية الاولمبية الخاصة بألعاب لندن 2012، إذ إن الطبع الجامح للرياضيين خلال التمارين والمنافسات يذهب معهم عندما يعودون الى طبيعتهم البشرية المرتبطة بغريزة لا يتمكن البعض من وضع حدود لها. من هنا، يمكن التأكيد أن أجواء القرية لن تتبدّل في الالعاب المقبلة، والأخبار المثيرة قد تطفو مجدداً رغم قول بطلة السباحة المعتزلة الاميركية سامر ساندرز إن هناك اتفاقاً روحياً بين الجميع يقول بأن «ما يحصل في القرية يبقى في القرية».



سيدات الكرة جامحات

في الوقت الذي اعتُبر فيه أن لاعبي كرة القدم الرجال هم الأكثر انضباطاً في الألعاب الأولمبية، رغم صيتهم السيئ بعيداً منها، فإن جموح سيدات المنتخب الأميركي لكرة القدم، بقيادة حارسة المرمى هوب سولو، كان استثنائياً في ألعاب بكين 2008، إذ تمكّنّ حتى من جرّ الممثل الشهير فينس فون الى حفلتهن ليلة إحرازهن الذهبية.