شهد أولمبياد ميونيخ عام 1972 عملية فدائية بطولية قام بها عناصر من منظمة أيلول الأسود الفلسطينية حين خطفوا رياضيين إسرائيليين للمفاوضة على إفراج 236 معتقلاً في السجون الإسرائيلية، معظمهم من العرب، بالإضافة إلى كوزو أوكاموتو من الجيش الأحمر الياباني. وحينها قامت السلطات الألمانية بعملية لتحريرهم انتهت بالفشل، حيث قتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 فدائيين فلسطينيين وشرطي وطيار ألمانيان.ومنذ عام 1976، أي في الدورة التي تلت أولمبياد ميونيخ، هناك مساع إسرائيلية لدفع اللجنة الأولمبية الدولية إلى الوقوف دقيقة صمت في افتتاح كل دورة. وهذا العام، تصادف ذكرى مرور أربعين عاماً على الحادثة حيث تصاعدت وتيرة التحركات الإسرائيلية مدعومة بضغوط أميركية وأوسترالية وكندية للوقوف دقيقة صمت في حفل الافتتاح الذي سيقام الجمعة في لندن. هذا الأمر دفع باللجنة الأولمبية الفلسطينية إلى التحرك سريعاً عبر مراسلات مع أعضاء اللجنة التنفيذية في الأولمبية الدولية، ومنهم اللبناني طوني خوري. وتلقى خوري رسالة من رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب جاء فيها «نهديكم باسم الشعب الفلسطيني والأسرة الرياضية الفلسطينية أحر التحيات، آملين لسموكم دوام التوفيق والنجاح في خدمة قضايانا الرياضية والإنسانية العربية.
ونرجو لفت عنايتكم إلى أنه ورد لدينا أن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى إحياء ذكرى حادثة ميونيخ في الدورة الأولمبية الحالية في لندن، وهذا يشكل استفزازاً غير مبرر، ولا سيما أن الرياضي الفلسطيني عموماً واللاعب الفلسطيني خصوصاً يتعرض يومياً للحصار والاعتقال والإذلال، حتى إن الكثير منهم قتلوا، وهذا السلوك الإسرائيلي يمثل تسييساً للرياضة. وعليه، فإننا نتطلع الى تدخلكم لشطب هذا الموضوع عن أجندة اللجنة المنظمة، ولا سيما أن المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية رفض هذا الموضوع سابقاً، إلا أن هناك ضغوطاً دولية من الكونغرس الأميركي والحكومتين الكندية والأوسترالية لمحاولة فرض الأخذ به مجدداً.
وعليه، فإننا نتمنى أن يكون هناك جهد حثيث وفاعل من جانبكم لتأكيد شطب هذا الموضوع وعدم التعاطي معه بأي شكل كان».
وبالفعل، حصل تحرّك على أعلى المستويات أفضى الى إفشال المخطط الإسرائيلي، وخصوصاً أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ كان ضد الفكرة وأعلن أنه لن يجري الوقوف دقيقة صمت حداداً خلال حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012، «وذلك رغم تأييد الفكرة من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما وآخرين».
وأشار روغ إلى أن حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012 لا يشكل المجال المناسب لإحياء ذكرى الإسرائيليين الـ 11 الذين لقوا مصرعهم في أولمبياد ميونيخ 1972.



دقيقة صمت في القرية الأولمبية

اكتفى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ بالوقوف دقيقة صمت أمس الاثنين في ذكرى الضحايا الإسرائيليين الـ 11 الذين قتلوا في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ 1972، خلال زيارة كان يقوم بها للقرية الأولمبية للرياضيين في المجمع الأولمبي، قاطعاً الطريق على أي محاولات لتكريس هذا الأمر في افتتاح الأولمبياد.