لا شك أن البرازيل لا تزال تبحث عن نجم على غرار نجومها في الأعوام الأخيرة، رونالدو ورونالدينيو وريفالدو وآخرهم كاكا. وفي الوقت الذي بدا فيه أن نيمار هو النجم الأول في البلاد والقادر على السير على خطى الأسماء السالفة الذكر، فإذا بالمعطيات «على الأرض» لا تزال تُظهر بأن لاعب سانتوس لا يعدو سوى وجه إعلامي حتى الآن، وقد عملت «البروباغندا» على تضخيمه على نحو أكثر مما يستأهل حيث لا يمكن مقارنته على الإطلاق مثلاً في نفس الفترة العمرية برونالدو أو حتى بيبيتو. لكن ذلك لا يمنع من القول ان أرض البرازيل تضج بالعديد من المواهب التي يُتوقع لها مستقبل باهر. لوكاس مورا لاعب ساو باولو هو عينة واضحة عن هؤلاء. لوكاس هو أحد الذين تبحث عنهم البرازيل بالضبط لكي يحمل لواءها في مونديال 2014 الذي ستنظمه على اراضيها ولكي يعيد سحر ايام لاعبين كرونالدو وريفالدو.
كثيرون ربما لم يتابعوا هذا الشاب الموهوب أو أصلاً لم ينتبهوا لوجوده حتى ربطته التقارير بالانتقال الى القارة الاوروبية، عندها فقط كثرت الأسئلة حول هذا اللاعب: من هو؟ ما هي مميزاته؟ ما الذي يمكن ان يقدمه من اضافة للفريق الذي سيلتحق به؟
أسئلة تطرحها الصحف الانكليزية تحديداً مع السعي الحثيث لمانشستر يونايتد للحصول على خدمات هذا اللاعب، حيث يضعه «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون ضمن اولوياته.
ما يمكن قوله هنا ان لوكاس يسير على خطى النجومية بأشواط متقدمة. شاب لا يبلغ سوى الـ 19 من عمره، لكنه يبدو في الميدان كمن اكتسب تجربة طويلة. سريع، ذكي، مراوغ من العيار الاول، ما يفعله من فنيات يبدو قريباً الى الخيال. هذه الميزات هي التي تطبع اداء لوكاس في وسط الميدان حيث يجيد اللعب على الرواق الأيمن.
البعض يشبّهه بروبينيو وآخرون بهالك والبعض الآخر بالنجم السابق في البرازيل في السبعينيات جيرزينيو، علماً بأنه يرتدي نفس رقم قميصه (7)، وفئة أخرى ترى في إبداعاته على المستطيل الأخضر البرتغالي كريستيانو رونالدو، وبالفعل من يتابعه لا بد من أن يقارنه سريعاً برونالدو.
كل هذه الميزات جعلت إذاً من لوكاس المطلب الأول لنادي «الشياطين الحمر» أكثر من غيره (يريده أيضاً كل من ريال مدريد الإسباني وإنتر ميلانو الإيطالي). وبعد ما ذُكر بأن ساو باولو رفض عرضاً أول من مانشستر يونايتد، فإن التقارير الصحافية في انكلترا تشير الى ان لوكاس الذي سيشارك مع البرازيل في اولمبياد لندن وسيلعب إحدى المباريات على ملعب «أولد ترافورد» الخاص بيونايتد في الطريق إلى الالتحاق بالنادي الإنكليزي. خطوة إذا ما تمت فستكون بمثابة «ضربة معلم» من فيرغيسون الباحث منذ 2009 عن خليفة لكريستيانو رونالدو وعن لاعب «سوبر ستار» بإمكانه شغل مركزه.
اذاً، يبدو لوكاس مورا شاغل بال فيرغيسون وجماهير مانشستر يونايتد، هؤلاء الباحثون عن نجم يمكن الاعتماد عليه لاسترداد لقب الدوري الانكليزي الممتاز من الجار الغريم سيتي، لكن من يتابع هذا الموهوب البرازيلي لا بد ان يكون على يقين تام بأن كل هذا الاهتمام يستأهله هذا اللاعب. من أمكنه مشاهدة فنيات لوكاس مع فريقه ساو باولو، سيتمنى، لا محالة، أن تنجج مساعي الفرق التي تخطب ودّه بضمه الى صفوف أحدها، فمجرد رؤية هذا الشاب في الملاعب الاوروبية هو مكسب لمن يحب لعبة كرة القدم.