عاش السائقان اللبنانيان جو غانم وشاهان سركيسيان سيناريو مشابهاً على حلبة كروفت الإنكليزية التي استضافت الجولتين الثامنة والتاسعة ضمن بطولة فورمولا رينو البريطانية. وفي الوقت الذي بدا فيه كلٌّ من غانم وسركيسيان، اللذين التحقا بالبطولة متأخرين مع فريق «أم تك لايت» الانكليزي (Mtech lite)، في طريقهما لتضييق الهوة مع سائقي المقدمة، الذين يعرفون سياراتهم اكثر، واجه كلٌّ منهما احداثاً غير متوقعة على الحلبة التي شهدت تقديم غانم أداءً قوياً في التجارب الرسمية

، فتأهل الى السباق الاول بفارق 0.8 جزءاً من الثانية عن المتصدّر، وبلغه سركيسيان بفارق ثانية تقريباً وسط منافسة متقاربة بين السائقين الـ 26 على حلبة تقنية جداً، ومليئة بالمنعطفات السريعة والبطيئة في آن واحد، ما يخلق تحدياً من خلال التنويع في اسلوب القيادة.
ورغم خسارته ثلاثة مراكز عند الانطلاق فإن غانم ظهر بشكلٍ افضل من تجاربه الاولى في هذه البطولة، اذ بدا اكثر تحكماً بالسيارة وجاهزاً لزيادة سرعته على متنها، لكن السيارات المتأخرة عرقلته في منتصف السباق الذي انهاه في المركز الـ 12.
ولم يكن المركز الـ 17 الذي حققه سركيسيان مفاجئاً، اذ نافس على هذه الحلبة للمرة الاولى، وهو الساعي اصلاً لاكتساب الخبرة في تجربته الاولى ضمن عالم الرياضة الميكانيكية، الذي دخله من بوابة بطولة تضم ابرز المواهب الصاعدة، وقد بدا ندّاً عنيداً لكثيرين منها في هذا السباق، وخصوصاً في جزئه الثاني، عندما حقق انطلاقة جيدة قبل ان يكون ضحية لحادث حصل امامه عند اللفة الثانية، فأدى الى خروجه.
أما غانم، فقد كان حظه اسوأ في السباق الثاني، حيث نافس في وسط الترتيب، محسّناً من أوقاته، قبل ان يتعرّض لحادث ايضاً، لكن قبل ثلاث لفات على النهاية.



وقال غانم: «السباقات تكون قاسية احياناً، وخصوصاً عندما تقود على نحو جيد ثم تخرج بهذه الطريقة، لكن لا بدّ من اخذ الايجابيات من هاتين الجولتين، حيث قدّمت مستوى ثابتاً قد يجعلني اترجمه الى نتائج افضل في الفترة المقبلة».
اما سركيسيان، فقد أبدى سعادته لناحية التطور الذي اصابه في هاتين الجولتين، مضيفاً: «فورمولا رينو بريطانيا صعبة جداً، ووجود كمٍّ كبير من السائقين على الحلبة يزيدها صعوبة، لذا فان اقترابي الى هذا الحدّ من السائقين الاكثر خبرة يعطيني شعوراً طيباً بامكان التطور على نحو سريع».