يومان يفصلاننا عن الحدث الأهم. يومان فقط ونعيش الألعاب الأولمبية في لندن. الحماسة ستبلغ ذروتها انطلاقاً من 27 الحالي حيث لن يجد المتابع متسعاً من الوقت لالتقاط الأنفاس من كثرة المنافسات وتوقع شدة المنافسة في أغلبها. لكن الأنظار تبقى متجهة على الرياضي الذي بإمكانه أن يخطف الأضواء من الجميع. في الواقع، ثمة العديد من الرياضيين مرشحون للبروز في أولمبياد لندن في العديد من الرياضات، بدءاً من كرة القدم وليس انتهاءً بالسباحة. وبما أن الحديث عن الأولمبياد، يجدر التوقف أولاً عند «أمّ الألعاب» ونعني هنا ألعاب القوى وبالتحديد سباق 100 متر للرجال.

لا يخفى أن العالم بأسره ينتظر يوم الخامس من الشهر المقبل لرؤية الجامايكي أوساين بولت حامل الرقم القياسي العالمي وذهبية أولمبياد بكين ومواطنه يوهان بلايك بطل العالم في 2011 تحديداً، إضافة الى الجامايكي الآخر أسافا باول والأميركي تايسون غاي، حيث إن الفائز بميدالية هذا السباق سيدوّن اسمه سريعاً بين نجوم البطولة نظراً إلى أهمية هذه المسابقة تاريخياً وشدة المنافسة فيها حالياً. ورغم أن بولت هو حامل الرقم القياسي ومعظم الترجيحات تقف الى جانبه لتحقيق الميدالية الذهبية، إلا أن بلايك قادر على تحقيق «المفاجأة» مرة جديدة، علماً بأنه تفوّق على بولت في تجارب المنتخب الجامايكي للأولمبياد. وما يتخوّف منه البعض هو وقوع بولت في نفس خطأ بطولة العالم الماضية وهي الانطلاق الخاطئ، ما كلفه وقتها فقدان اللقب وهذه نقطة الضعف الرئيسية التي يعانيها أسرع رجل في العالم، علماً بأن النجم الأميركي السابق مايكل جونسون يعتقد بأن بولت قادر على تحطيم رقمه القياسي العالمي البالغ 9,58 ثوانٍ وتسجيل 9,4 ث.
على أي حال، فإن الإثارة ستطبع هذه المسابقة بغضّ النظر عن هوية الفائز فيها.
في كرة المضرب، يدخل السويسري روجيه فيديرر الألعاب الأولمبية على صهوة جواده بعدما استعاد بريقه في الأيام الخوالي، محققاً لقب بطولة ويمبلدون قبل أيام، إضافة الى لقبه الـ 17 في مسيرته ومعتلياً صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين. وما يمهّد لفيديرر الذهاب بعيداً في الأولمبياد، فضلاً عن اضطرار غريمه الأزلي الإسباني رافايل نادال للانسحاب وإقامة المنافسة على الأراضي العشبية في ويمبلدون تحديداً، هو الحافز الكبير للسويسري لتطويق عنقه بأولى ميدالياته الذهبية الأولمبية.
من جهته، سيحاول الصربي نوفاك ديوكوفيتش استرداد اعتباره بعد النكسات التي تعرّض لها هذا العام، وليس أقلها فقدانه ريادة التصنيف العالمي، في حين تتجه الأنظار في مسابقة السيدات الى الروسية ماريا شارابوفا والأميركية سيرينا وليامس.
في السباحة، سيكون الاهتمام منصبّاً على البطل الأولمبي الأميركي مايكل فيلبس حامل 8 ذهبيات قياسية في أولمبياد لندن. وسيحاول فيلبس اعتلاء القمة من جديد في أولمبياد لندن وتعويض الخيبات الأخيرة في بطولة العالم واستعدادات المنتخب الأميركي، وقد بدا السباح «الأسطوري» واثقاً في المضيّ قدماً في هذه الألعاب، مشيراً الى أنه لا يهاب جميع متحديه.
في كرة القدم، تبدو الأنظار متجهة جميعها الى البرازيلي نيمار، حيث سيقف الأخير أمام مناسبة حقيقية ليثبت للعالم أنه ليس نجم إعلانات وصحف، بل هو قادر على أرض الواقع أن يحمل بلاده الى الذهب الأولمبي الأول في تاريخها، رغم تحقيقها كل شيء. لكن هذا لا يمنع من وجود بعض اللاعبين الذين بإمكانهم أن يقولوا كلمتهم في البطولة، وبينهم زميل نيمار لوكاس مورا والإسبانيان خوان ماتا وجوردي ألبا، فيما ستكون الفرصة كبيرة أمام النجم الويلزي المخضرم راين غيغز لتحقيق أول الإنجازات الدولية عندما يقود المنتخب البريطاني الموحّد في تجربة فريدة من نوعها.
في كرة السلة، لن يقدر أحد على الوقوف في وجه «الملك» ليبرون جيمس نجم ميامي هيت والصاعد كيفن دورانت نجم أوكلاهوما سيتي ثاندر، وذلك في ظل غياب ديريك روز ودواين وايد وكريس بوش وبلايك غريفين.
ويبدو «الملك» منتشياً بعد تحقيقه لقب الدوري الأميركي الشمالي للمحترفين للمرة الأولى في مسيرته وذلك أمام فريق دورانت والذي أثبت من جهته أنه مشروع نجم كبير وهو سائر على خطى عمالقة أمثال «الأسطورة» مايكل جوردان.
يبقى أن الروسية إيلينا إيسنباييفا ستكون الوجه النسائي الأبرز مجدداً في مسابقة القفز بالزانة، حيث تطمح إلى دخول التاريخ بميدالية أولمبية ثالثة، وخصوصاً أن الألعاب الحالية ستكون الأخيرة في مسيرتها المظفّرة.



نجوم سيفتقدهم الأولمبياد

بين الإصابة والإبعاد، سيغيب العديد من النجوم عن أولمبياد لندن، ويأتي في مقدمهم نجم كرة المضرب الإسباني رافايل نادال ونجم كرة القدم الإنكليزي ديفيد بيكام، ونجما السلة الأميركيان دواين وايد وديريك روز ونجم السباحة الأوسترالي «الطوربيد» إيان ثورب والكرواتية بلانكا فلاسيتش بطلة العالم سابقاً في الوثب العالي.