إذا ما أردنا ان نستطلع وضعية بوروسيا دورتموند في هذا الموسم فيجدر بنا أن نتوقف عند مؤشرات حركته في سوق الانتقالات. تعاقدان حتى اللحظة فقط لفريق المدرب القدير يورغن كلوب أحدهما كان منذ الموسم الماضي عبر ضم موهبة بوروسيا مونشنغلادباخ، ماركو رويس، والثاني بالتعاقد مع جوليان شايبر مهاجم شتوتغارت.
هذا الأمر يحمل دلالة واضحة على أن دورتموند مرتاح. وهنا يمكن الجزم بأن سياسة ادارة بطل ألمانيا كانت تعتمد بالدرجة الاولى على الحفاظ على نجومها الذين برزوا في الموسم الماضي أكثر من محاولة التعاقد مع لاعبين جدد يكلفون خزينة النادي وخصوصاً ان هذا الاخير يمتلك من «العتاد» ما يجعل جماهيره يرتاحون لوضعيته. ورغم ذلك، فإن دورتموند فقد لاعبَين من تشكيلته هما الياباني شينجي كاغاوا المنتقل الى مانشستر يونايتد الإنكليزي والباراغوياني لوكاس باريوس الذي شدّ الرحال الى غوانغزو ايفرغراندي الصيني، وهي محصلة تبدو جيدة على خلفية الهجمة الكبيرة للأندية الاوروبية على العديد من لاعبيه وفي مقدمهم ماريو غوتزه والبولونيان روبرت ليفاندوفسكي وياكوب بلازيكوفسكي الملقب بـ«كوبا».
واذا كان رحيل باريوس لا يبدو ذات أثر كبير في ظل تألق ليفاندوفسكي، علماً أن الباراغوياني غاب معظم فترات الموسم الماضي لاصابته، فإن التخوف الذي يبديه البعض في مدى تأثير رحيل كاغاوا، بعد الدور الذي لعبه الياباني في الموسم الماضي، على حظوظ دورتموند في الظفر بالثنائية المحلية. هنا، يمكن القول أن هذه الهواجس تبدو في غير محلها إطلاقاً، اذ ان رويس قادر على تعويض رحيل كاغاوا أكثر مما يُتصور، وذلك انطلاقاً من مستواه في الموسم الماضي وفي ما تسنى له من دقائق مع منتخب بلاده في كأس أوروبا الاخيرة، حيث يُنتظر بقوة ان يشكل رويس ثنائياً متجانساً ومرعباً مع غوتزه.
ثمة سبب ثان من شأنه أن يبدد الهواجس المتأتية من رحيل كاغاوا، وهي تجربة الموسم الماضي عندما لم يتأثر الفريق الأصفر إطلاقاً برحيل نجمه التركي نوري شاهين عن صفوفه متوجهاً الى ريال مدريد الاسباني وذلك على عكس ما كان يتخوف منه البعض.
إذاً، يبدو دورتموند جاهزاً للمضي قدماً في ظل نجاحه في الحفاظ على أبرز لاعبيه و«ترقيع» الفجوات المتأتية من رحيل آخرين، حيث ان الفريق يمتلك العتاد اللازم للمحاربة على كافة الجبهات المحلية والاوروبية، وهذا ما أشار اليه لاعبه سفين بندر، قبل أيام قليلة، عندما أفصح عن طموحات فريقه في دوري أبطال اوروبا بعد خيبة الخروج من الدور الاول في الموسم الماضي.
يكفي للدلالة على مدى قوة دورتموند التوقف فقط عند قول فيليب لام قائد ألمانيا وبايرن ميونيخ، قبل أيام قليلة، متوجهاً الى الفريق الأصفر: «إنهم مرشحون للقب».



روبن يتحدّى

رفع الهولندي أريين روبن، لاعب بايرن ميونيخ، شعار التحدي بوجه بوروسيا دورتموند.
وقال روبن: «بايرن سيكون البطل، لا سيما اذا ابتعد عنه عامين متتاليين، ولذلك فمن المهم ان نرجع الى ميونيخ ومعنا الكأس»، مضيفاً «نحن جميعاً نريد ان نوقف دورتموند».
يذكر أن روبن أضاع ركلة جزاء في الموسم الماضي امام دورتموند تحديداً كلفت فريقه ضياع اللقب.