ما زالت قضية نادي الحكمة ولجوؤه الى القضاء تتفاعل في الشارع الكروي، خصوصاً أن اليوم هو الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد للنادي لسحب الدعوى وإلا سيضطر الى تطبيق القانون وتحديداً المادة 20 - 10 من التظام الداخلي. ويبدو أن الأمور محسومة داخل اللجنة العليا مع وجود إجماع كبير على تطبيق القانون وصولاً الى حدود الشطب مع رفض لتغليب الصبغة الطائفية على الموضوع، خصوصاً الأعضاء المسيحيين في الاتحاد. فنائب رئيس الاتحاد ريمون سمعان يؤكّد أن الاتحاد لا يملك خياراً سوى تطبيق القانون، متمنياً الابتعاد عن الطائفية، «فمن المعيب التحدث بهذه الطريقة عن موضوع رياضي، واتحاد كرة القدم لا يوجد مكان فيه للطائفية. وهذا اقتناعي ومن لا يعجبه الأمر يستطيع ألا ينتخبني في الانتخابات المقبلة».
ويتوافق رأي سمعان مع زميله في الاتحاد سمعان الدويهي من ناحية ضرورة تطبيق القانون «كما طُبّق سابقاً على النهضة وناصر بر الياس وهومنمن وهومنتمن، وفي حال كان هناك اعتراض من الحكمة، يمكن الشكوى عبر الأطر القانونية الرياضية. فالقضاء المدني ليس المكان الصحيح لحل الموضوع». ولفت الدويهي الى أن اتحاد كرة القدم ليس المكان الصحيح لتصفية حسابات اللجنة الأولمبية، «ومن الأفضل ألا يلعب البعض على الوتر الطائفي، ولا يوجد أحد مسيحي أكثر منّا أو ماروني أكثر منّا أو يزايد في الغيرة على الحكمة أكثر منّا».
توافق اتحادي لا ينحصر فقط في موضوع الحكمة، إذ تبدو الأمور متماسكة داخل اللجنة العليا أكثر من أي وقت مضى، حيث ينفي أكثر من عضو أن الاتحاد مهدد أو هناك نية لإسقاطه.
في المقابل، يتمسّك الطرف الآخر بحقه في اللجوء الى القضاء، فمسؤول الشباب والرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة يرى أنه «مسؤول في أكبر تيار مسيحي في لبنان ومن واجبي أن أقف مع الأندية المظلومة. ولا دخل للجنة الأولمبية في الموضوع. وحتى لا يفسّر وجود خلفيات أولمبية للمشكلة عقدت اجتماعاً مع رئيس مجلس أمناء الصفاء بهيج أبو حمزة وأمين سر الأنصار وضاح الصادق قبل الجمعية العمومية لإيجاد حل لا يؤذي الاتحاد ولا يكون على حساب نادي الحكمة. ولا يوجد صبغة طائفية للموضوع، فالحكمة توجّه الى القضاء لتحصيل حقه، لكونه لا يملك الوقت للتوجه الى الفيفا، خصوصاً أنه لم يخالف قرار الاتحاد وشارك في مباريات إعادة الإياب لكونه تحت القانون، لكن مشكلته أن الاتحاد لم ينفذ قرار لجنة الاستئناف وفض النزاعات».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الاتحاد يشطب نادياً مسيحياً في حال طبق القانون يجيب سلامة «لا. الاتحاد يكون يشطب نادياً منضماً الى عائلته، لكن هل الوضع القانوني ومخالفات الاتحاد العديدة تسمح له بأن يشطب الحكمة؟».
حكماوياً، عقدت اللجنة الادارية للنادي اجتماعاً أمس لم تقرر فيه سحب الدعوى، في وقت أشار فيه مصدر حكماوي الى أن الأمور محسومة لعدم سحب الدعوى، خصوصاً أن الاتحاد ارتكب مخالفة جديدة يوم الاثنين حين جمّد الحكمة شهراً وطلب منه سحب الدعوى خلال ثلاثة أيام. فنص المادة 20 - 10 الذي يمنع الأندية من التوzجه الى القضاء ينص على أنه «إذا قامت جمعية تعاقب بالإيقاف عن اللعب ومزاولة أي نشاط حتى آجال محددة من شهر إلى ستة أشهر في مرحلة أولى، وبالشطب من عضوية الاتحاد في مرحلة تالية إذا ما امتنعت عن سحب مراجعتها القضائية بعد توجيه الاتحاد إنذاراً لها بهذا الخصوص». ويشير المصدر الحكماوي الى أن كلمة «مرحلة تالية» واضحة في النص، أي إن الشطب يأتي لاحقاً وليس مباشرة كما حصل في قرار الاتحاد.