أزمة اقتصادية صعبة كانت ولا تزال تمر بها القارة الأوروبية والعالم أجمع، ومما لا شك فيه أن هذه الأزمة ستؤثر على نحو مفاجئ في كرة القدم في مرحلة من المراحل. فالديون التي تغرق كرة القدم في أوروبا في الفترة الحالية، حجمها هائل، مع ذلك فإن الأندية الأوروبية الغنية مثل مانشستر سيتي وتشلسي الإنكليزيين، وباريس سان جيرمان الفرنسي، تنفق أكثر من ضعف مبالغ الفرق الأخرى خلال الأزمة، على صفقات اللاعبين، كأنه لا شيء يؤثر فيها على الإطلاق.
هذا الإنفاق، دعا مدرب أرسنال، الفرنسي أرسين فينغر إلى التشديد على ضرورة تصرف الأندية بمسؤولية تجاه الإنفاق، لأن هذا قد يسبب معاناة لكرة القدم، بسبب عدم الكفاءة المالية بين الأندية، التي تملك موارد محدودة، والأندية التي تملك موارد غير محدودة.
فالمنافسة غير المتكافئة حالياً بين نوادي كرة القدم على المستوى العالمي، تؤدي في النهاية إلى خلق سوق من المنافسة الاحتكارية في اللعبة على المستوى الدولي، حيث تتمكن النوادي العملاقة، التي لديها ميزة نسبية، لكونها تمتلك علامة دولية، أن تحجز لنفسها مكاناً بين أفضل العروض للبث التلفزيوني، وبالطبع لها إيرادات أخرى من خلال مبيعاتها السلعية. هذه المنافسة تؤدي بالطبع إلى نتيجة واحدة هي الارتفاع الهائل في أسعار اللاعبين على المستوى الدولي، الذي أربك الكثير من النوادي المحلية غير القادرة على إبقاء لاعبيها في مواجهة العروض السخية التي تأتيهم على المستوى العالمي، وأصبح بقاء أي لاعب متميز في ناديه مسألة شبه مستحيلة، وخصوصاً إذا كانت مهاراته الكروية عالية.
وليس غريباً في ظل هذه الظروف أن تتبدل معطيات الإنفاق المالي لدى بعض الاندية، وخصوصاً في حرصهم على أن لا يكون المال هو السبب الرئيسي في تقدم اللعبة، ولعل أول هذه الأندية في هذا الإطار هو أرسنال بقيادة فينغر، الذي يؤمن بأن المال يفسد كرة القدم، وهو كان أول الداعمين لسياسة وضع سقف للإنفاق في سوق الانتقالات، ما جعله، ينفرد بهذه الخطوة على نحو مدروس جداً لعدم تبديد الأموال فيما لا طائل منه.
فينغر في هذه المبادئ التي يعيش فيها أكد أنه يعيش وحده في عالم مثالي بعيد عن جنون سوق الانتقالات والرواتب الخيالية. فعلى الرغم من توافر المال الذي يمكن من خلاله شراء العديد من النجوم، كان دائماً يعمل على ضم اللاعبين الموهوبين المغمورين وصغار السن، ليبني فريقه على نحو تدريجي. إلا أن هذه الخطة التي عمل عليها لم تجعله يفوز بالبطولات منذ عام 2005، لكن المشكلة لا تقع على عاتقه وحده، لأن اللاعبين الموهوبين الذين بناهم فينغر ليصبحوا نجوماً، أغرتهم أموال الأندية التي ترى في سياسة الإنفاق غير المحدود على شراء النجوم، أملها في تحقيق البطولات. فينغر يدرك أنه الوحيد الذي يعمل على نحو منطقي وعقلي في هذا العالم الكروي المجنون، لكن عندما تكون الحالة الشاذة قد شملت معظم الأندية، يصبح العاقل متهماً بالجنون.
أصبحت قوة الأندية تقاس الآن بثمن اللاعبين المحترفين الذين تمتلكهم، وبالميزانية المخصصة لشراء اغلى اللاعبين للاستفادة منهم فى مجال الدعاية للشركات والمؤسسات الكبرى. يبدو أن كرة القدم تسير نحو الهاوية بدخولها فى مجالات كثيرة، سواء كانت دعائية او اقتصادية، حيث أصبح وجود كرة قدم مرتبطاً بقوة بالوضع الاقتصادي العام. وفي ظل ركود الاقتصاد الذي تئن منه جميع البلدان، يبدو أن كرة القدم تغرق على نحو بطيء، حالها كحال سفينة الـ «تايتانيك»، التي كانت من أجمل وأمتن سفن العالم، إلا أن إدارة دفتها لم تكن على قدر الحمل.



إنتقاد دخل «إيبرا»

انتقد وزير الموازنة الفرنسي، جيروم كاويزاك، الراتب الضخم لمهاجم باريس سان جرمان، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي يبلغ نحو 15 مليون يورو بعد الضرائب في العام الواحد، ليصبح الأعلى دخلاً في العالم.




يونايتد الأكثر قيمة

حافظ مانشستر يونايتد على صدارته كأكثر الأندية الرياضية قيمة في العالم
بـ 2.23 مليار دولار، متفوقاً على ريال مدريد الذي جاء في المركز الثاني بـ 1.88 مليار دولار في القائمة التي تضم أفضل 50 نادياً.



كرة القدم سلعة

يتنافس أغنى رجال العالم، أمثال الإماراتي منصور بن زايد، مالك مانشستر سيتي الإنكليزي، على أن يكون لهم حصة كاملة أو مؤثرة في ملكية النوادي المشهورة، وذلك لاكتساب شهرة كبيرة ونفوذ واسع.