كسب الحكمة أمس جولة مفصلية في حربه القضائية ضد الاتحاد اللبناني لكرة القدم، إذ إن قاضي الامور المستعجلة في بيروت نديم زوين قبل الدعوى التي رفعها النادي البيروتي ضد الاتحاد. جلسة الاستدعاء حضرها أمين سر نادي الحكمة ووكيله المحامي جان حشاش وأمين سر الاتحاد جهاد الشحف والمحامي فادي جمال الدين كموكل عنه. الجلسة استغرقت حوالى ساعتين لاستماع رد الاتحاد على شكوى الحكمة، حيث اعتبر جمال الدين أنه لا يحق للقضاء اللبناني النظر في القضية لكونه غير مختص بأمور كهذه، فردّ القاضي بأن القانون اللبناني يجيز لأي شخص معنوي أو مادي اللجوء إليه وقبول الشكاوى ما دام الحدث على الأراضي اللبنانية.
القاضي زوين منح شرعية لقرار لجنة الاستئناف وفض النزاعات بعد محاولات منه لتقريب وجهات النظر والوصول الى تسوية تبعد «الكأس المرّة» عن الأطراف كافة وتطيل في أمد الأزمة، إذ طالب زوين الاتحاد بالاحتكام إلى قرار لجنة الاستئناف، فكان رد الشحف بأن الاندية الثلاثة الخيول والارشاد والفجر عربصاليم التي لجأت الى اللجنة قد سحبت مراجعاتها، بينما نادي الحكمة لم يلجأ إلى اللجنة أصلاً، وطلب القاضي الاطلاع على كتاب عودة الأندية عن الشكوى ليتبين ان الفجر عربصاليم وحده قد سحب الدعوى ليبقى الناديان الآخران ضمن الدائرة ولم يتراجعا عن دعواهما. وسيعلن القاضي زوين قراره في القضية يوم الخميس المقبل.
ودخلت القضية في أتون أقوى مما كانت عليه، لأن الحكمة مستمر بما هو مقدم عليه والاتحاد عليه التراجع، خصوصاً ان النادي الأخضر تقدم باستدعاء لدى وزارة الشباب والرياضة يطالب فيها بحل الاتحاد بسبب مخالفته النظام الداخلي، واستند النادي الى المادة 15 من المرسوم 213 وتعديلاته، والتي تقول إن كل اتحاد يخالف نظامه الداخلي يحلّ، لتتحول المعركة بين الحكمة والاتحاد الى معركة «الشطب والحل».
الأمور لم تنته عند هذا النحو، إذ إن الاتصالات لا تزال مستمرة وعلى أكثر من صعيد، مع تدخلات من وزارة الشباب والرياضة إضافة الى لجنة الشباب والرياضة البرلمانية، إذ أشارت بعض المصادر لـ«الأخبار» إلى أن النائب سيمون أبي رميا يسعى مع المعنيين لإيجاد صيغة تسووية.
ورأى المصدر أن الاتحاد بات أمام خيارين إذا صدر قرار القاضي لصالح الحكمة: الاول شطب النادي ما يؤدي الى حل الاتحاد، أو العودة الى قرار لجنة الاستئناف وفض النزاعات بعد إلغاء مفاعيل الجمعية العمومية غير العادية التي انعقدت في 25 تموز الماضي لكونها غير قانونية.
ورأى المصدر أيضاً أن ما جرى اليوم (أمس) يعد تراجعاً إلى الوراء من الاتحاد، وهذا استبقته اللجنة العليا بعدم عقد الجلسة الاسبوعية، لأنه لو عقدها لكان عليه أخذ قرار بشطب النادي، وهذا الامر هو بمثابة «ورقة نعوة»، وأرجأت الجلسات الى أجل غير مسمى وذلك للتباحث أكثر مع المعنيين والسياسيين لحل القضية، خصوصاً أنها وصلت إلى مرحلة حساسة ومعقدة غير قادر أحد على تحمّل تبعاتها.
وكانت جلسة الإفطار السنوي لأعضاء الجمعية العمومية التي يقيمها نائب رئيس الاتحاد ريمون سمعان هادئة، حيث لم يتطرق الحديث الى ما آلت اليه الأمور، خصوصاً في ظل غياب الشحف الذي لم يحضر.
وفي سياق متابع، أشار أحد المهتمين والمتابعين للقضية الى ان الأمور بدأت تأخذ منحى تصعيدياً أكثر من اللازم، وأن الغطاء السياسي للاتحاد سينكشف، لأنه ليس من مصلحة أحد العودة الى أزمة «مياومي الكهرباء» مجدداً، لكن في كرة القدم، لأن التداعيات لن تطاول الرياضة وكرة القدم فحسب بل من الممكن ان تمتد الى أبعد من ذلك.
وفي مقلب نادي الخيول، فإن النادي أكد أنه ماض في ما بدأ به منذ أشهر ومستمر في رفع الصوت لتحصيل حقه وهو لم يتراجع يوماً لا في لجنة الاستئناف ولا في الفيفا.