لعل أن لا تكون بطلاً أو قريباً من الأبطال في اللعبة الشعبية الأولى في العالم يعني أن لديك نقصاً في التكامل من الناحية الرياضية. هذه هي حال الولايات المتحدة الأميركية اليوم، التي تعد من القوى العظمى في العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وفي معظم الألعاب الرياضية، لكنها ترى نفسها ضعيفة في كرة القدم، التي لا يختلف اثنان على أنها اللعبة الرياضية الأولى في العالم.
من هنا، ومنذ فترة قصيرة بدأت أميركا بالنمو كروياً، محاولة الاستفادة من خبرات الأوروبيين، أسياد اللعبة في هذا المجال.
فبدون شك أن كرة القدم ليست الأولى ولا حتى الثانية هناك، إذا ما نظرنا الى اهتمام الشعب الأميركي بلعبة كرة السلة وكرة القدم الأميركية «أن أف أل» والـ «بيسبول» ...
لكن ما بدا لافتاً هو التقدم في هذه الرياضة على نحو ملفت وسريع. فالبلاد التي تسمي لعبة كرة القدم بالـ«سوكر» على عكس جميع البلدان الأخرى، التي تسميها «فوتبول»، أصبحت تتقدم نحو الارتقاء بمستوى هذه اللعبة، لكي تحاول أن تكون قريبة من مصاف مستويات البلدان الأوروبية. وهذا الارتقاء والتحسن، لم يكونا وليدي الصدفة، فالاتحاد الأميركي لكرة القدم عمل على نحو جاد نحو التحسن في هذا المجال. ولعل أهم أهداف هذا العمل هو أي يصبح اسم المنتخب الأميركي له ثقله في كرة القدم، كثقله في الرياضات الأخرى، لكن هذا العمل لا يمكن أن يكتمل من دون جذب الخبرات الكروية من اللاعبين المحترفين والمدربين المخضرمين الى الدوري الأميركي. فالمنتخب القوي دليل على وجود دوري قوي، يشارك فيه نجوم من أفضل اللاعبين في العالم. وهذا ما بدأ بالحصول فعلاً، فسياسة الدوري الأميركي في استقطاب أسماء لامعة من أوروبا بدأت عن طريق التعاقد مع النجم الفرنسي تييري هنري، الذي انتقل الى فريق نيويورك ريد بولز، الى لاعب الوسط الدولي الأوسترالي تيم كاهيل، الذي انتقل من إفرتون إلى الفريق ذاته، الى النجم الإنكليزي ديفيد بيكام، الذي انضم إلى صفوف لوس أنجلس غالاكسي مقابل 250 مليون دولار، حتى وصل الامر إلى نجم ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي فاجأ الجميع بأنه من الممكن أن ينتقل للعب في الدوري الأميركي مستقبلاً.
الأمور لم تتوقف هنا، فبوجود مدربين ينمون المواهب الأميركية على نحو احترافي، أمثال الألماني يورغن كلينسمان، مدرب المنتخب الأميركي الحالي، لا شك أن بخبرته، سيساعد اللاعبين ذهنياً وبدنياً، كما يستفيد المدربون أنفسهم من خبرات المدربين المخضرمين، حيث حاضر، على سبيل المثال، مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو بـ 150 مدرب من الرابطة الوطنية للمدربين في أميركا. ولعل الجملة التي ختم بها مورينيو محاضرته تدل على تقدم كرة القدم في بلاد «العم سام»: «كل هذا الدعم والتشجيع للعبة يبدو إيجابياً جداً. هنا ستظهر قدرة كرة القدم».
كذلك، فإن ما تقوم به الكرة الأميركية في مواجهتها لأكبر الأندية الأوروبية، مثل ريال مدريد وميلان، التي أصبحت رحلاتها الى أميركا ضمن أولوياتها في الصيف، سيرفع تلقائياً من مستوى الفرق هناك.
المنتخب الأميركي الذي شارك 9 مرات في نهائيات كأس العالم، بدأ يستنهض قواه من جديد، ولعله ينتظر المونديال المقبل لكي يحقق نتائج مميزة، كتلك التي حققها ذات مرة عام 1930 بحصوله على المركز الثالث. من يدري؟ قد يحصل على مركز ممتاز وقد لا يحصل، لكن ما يبدو متوقعاً أن أداءه سيكون أكثر تطوراً من ناحية الانضباطية والأداء الفني والتكتيكي.



مدريد يكتسح ميلان 5-1

اكتسح ريال مدريد، بطل الدوري الاسباني ميلان وصيف بطل ايطاليا 5-1 في الجولة الاميركية الاستعدادية للموسم المقبل. وسجل لمدريد الارجنتيني انخل دي ماريا (24)، والبرتغالي كريستيانو رونالدو (49 و66)، وسيرجيو راموس (81)، وخوسيه كايخون (89). في المقابل سجل لميلان البرازيلي روبينيو (33).