رغم أن التعاقدات المليونية لباريس سان جيرمان الفرنسي جعلته الأكثر جذباً للأضواء ليس في أوروبا فحسب بل في العالم بأسره، إلا أن تشلسي الإنكليزي لم يقل شأناً عن نادي العاصمة الفرنسية من خلال التعزيزات التي أقدم عليها لتضاف إلى كتيبته المدجّجة بالنجوم. ففي الوقت الذي فقد فيه تشلسي لاعبَين على قدر من الأهمية هما العاجيان النجم ديدييه دروغبا وسالومون كالو، فإنه أقدم على التعاقد مع الألماني ماركو مارين والبلجيكي إيدين هازار والبرازيلي أوسكار. ثلاثة تعاقدات ذات نفحة شبابية، ما يعطي فكرة واضحة بأن إدارة الـ«بلوز» بدأت تعتمد سياسة جديدة عنوانها تكوين فريق شاب بعد وصول العديد من لاعبيه الى سن «الشيخوخة» الكروية. ولا يخفى أن هذه السياسة بدأت بشائرها منذ التخلي عن خدمات جو كول والألماني ميكايل بالاك والبرتغاليين ديكو وريكاردو كارفاليو وجوزيه بوسينغوا والبرازيليان جوليانو بيليتي وأليكس والفرنسي نيكولا أنيلكا.
فضلاً عن ذلك، فإن هذه التعاقدات جعلت دكة تشلسي على قدرٍ عالٍ من الكفاءة وهذا ما يحتاج إليه فريق في بطولة كإنكلترا يُعتبر موسمها الكروي الأطول، اضافة الى أن العين أصبحت اكبر على هذا النادي بعد نجاحه في الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الاولى في تاريخه.
وبقدر ما كانت تعاقدات باريس سان جيرمان ضخمة، فإن صفقات تشلسي جاءت على قدر كبير من الأهمية، حيث إن النادي كسب 3 لاعبين موهوبين يتوقع لهم مستقبل باهر في عالم الساحرة المستديرة. ثلاثة لاعبين يتمتعون بمواصفات متشابهة كالسرعة والمهارة الفنية والذكاء وايجادة اللعب على الجناح او في مركز صانع الألعاب. لكن السؤال الذي قد يتبادر إلى أذهان البعض سريعاً، هو: كيف سيوفّق المدرب الايطالي لتشلسي، روبرتو دي ماتيو، بين هؤلاء اللاعبين وكيف سيوظفهم في الميدان نظراً لتشابه ادوارهم هذا فضلاً عن وجود الموهوب الآخر الإسباني خوان ماتا الذي أصبح ركناً أساسياً من أركان الفريق بسرعة قياسية اضافة الى دانيال ستاريدج، حيث سنجد أن هنالك 5 لاعبين يؤدون الوظيفة نفسها.
الجواب عن هذا التساؤل يزداد صعوبة عندما نجد أن اللاعبين الخمسة هم ذوو نزعة هجومية بحتة وهذا ما يتناقض مع فلسفة دي ماتيو التي تعتمد على الأسلوب الدفاعي على غرار ما كان عليه الأمر في الموسم الماضي وتحديداً في مباراتي نصف النهائي والنهائي في دوري أبطال أوروبا. من هنا، يبدو أن دي ماتيو سيقدم على تغيير فلسفته باعتماد أسلوب هجومي، وهو قادر على فعل ذلك نظراً لما يمتلك بين يديه. والتغيير المطلوب في هذه الحالة قد لا يطال الخطة بحدّ ذاتها التي اعتمدها دي ماتيو في الموسم الماضي وهي 4-5-1 بل في إضفاء نفحة هجومية عليها. فما هو مسلَّم به أن الاسباني فرناندو توريس سيكون في قلب الهجوم، وهنا يفترض ان يدفع الثمن ستاريدج في مركز الجناح وقد يكون مارين على الأرجح بمثابة ورقة رابحة في دكة البدلاء.
في المحصلة، كسب دي ماتيو لاعبين جدداً موهوبين وخيارات أكثر. بإمكان جماهير الـ«بلوز» ان تنتظر موسماً نارياً لفريقها.