مصر | بعد طول عناء وشد أعصاب على مدار يوم كامل، قرر اتحاد الكرة المصرية إقامة مبارة كأس السوبر بين انبي والأهلي على ملعب «برج العرب» في الإسكندرية، وذلك عقب اعتراض جماهير «ألتراس» على إقامة المباراة قبل عودة حق الشهداء لجماهير الأهلي والقصاص لهم، من الذين لقوا مصرعهم في ما عرف «بمذبحة بور سعيد» في شباط الماضي خلال مباراة الأهلي ومضيفه المصري والتي قتل فيها 74 مشجعاً.
وأخّر الاتحاد المباراة مدة ساعة، وسط تشديدات أمنية حولت منطقة الاستاد والفندق الذي ينزل فيه لاعبو الفريقين إلى ثكنة عسكرية، حيث احتشدت قوات الشرطة والجيش لتأمين الطريق المؤدي الى الملعب والفندق، فضلاً عن الآلاف من القوات وحضور القادة الأمنيين، على الرغم من إقامة المباراة بدون جمهور. وتعود هذه الإجراءات الأمنية المشددة إلى تهديد الألتراس باقتحام الاستاد لمنع إقامة المباراة، قبل القصاص لزملائهم وأشقائهم في الألتراس، مطالبين أيضاً بمنع إقامة الدوري المصري، الذي من المقرر أن يبدأ في 17 الجاري. وتجمعت الجماهير الغاضبة للتوجه الى ملعب المباراة، لكن سائقي الأجرة رفضوا أن يقلوهم بتعليمات من الأمن وخوفاً من الاتهام بمساندتهم، وهو ما دفع الشباب الذي وصل عدده الى قرابة 500 مشجع إلى السير على الأقدام مسافة طويلة، وصولاً إلى الفندق، وطالبوا اللاعبين بالاقتداء بزميلهم محمد أبو تريكة الذي أعلن عدم خوضه اللقاء، الأمر الذي رفضه اللاعبون. واعتبر الالتراس قرار نجومهم خيانة لدماء الشهداء، مرجعين موقف اللاعبين وبعض القنوات الفضائية التي هاجمتهم واتهمتهم بالبلطجة، إلى رغبتهم في عودة دوران رأس المال الخاص بالإعلانات والمبالغ الخيالية التي ينتفع منها محللو المباريات والمعلنين.
وأعلن مصدر مطلع لـ«الأخبار» من داخل ألتراس الأهلي بالإسكندرية _ فضل عدم ذكر اسمه _ أن معركة الألتراس الآن مع اللاعبين، وأنهم لن يسمحوا بلعب الدوري، قائلاً: «إذا كان هذا حجم التأمين لمباراة واحدة فقط وبدون جمهور، فماذا سيفعلون معنا في المباريات المقبلة».
وأضاف: «المحاكمات التي تتم للمتهمين في المذبحة لم تقدم شيئاً، ونحن نعلم أن هذه المذبحة دبرت لنا لأننا ساندنا الثورة ورفضنا أن نكون أداة للنظام السابق في تغييب عقول الناس، متهماً قادة في المجلس العسكري السابق والشرطة بالاشتراك في جريمة بور سعيد، عبر تسهيل فتح الممرات للبلطجية في استاد بور سعيد».