جوزيه مورينيو. قيل الكثير وكتب الكثير وحُلل الكثير عن هذا الرجل. عن مقدراته الفنية والتكتيكية. البعض يراه مدرباً عظيماً، فيما البعض الآخر يقلل من شأنه، معتبراً أن الضوضاء التي يثيرها «السبيشيل وان» هي سر نجاحه. بخلاف ما يقوله هذا وذاك، لا بد من الإقرار بأن ثمة ما يملكه مورينيو لا يبدو متوافراً بكثرة في مدربي العالم. يكفي التوقف عند لقطته في مباراة أول من أمس بين ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، عندما لم يتمالك مورينيو نفسه، وراح يركض ويقفز فرحاً لينتهي به الأمر راكعاً على ركبتيه في الملعب، على غرار ما يحتفل اللاعبون عند تسجيلهم الأهداف.
في لحظة واحدة، خطف «مو» الأضواء حتى من احتفال مواطنه كريستيانو رونالدو بالهدف الذي سجله، بعد أيام كان غارقاً فيها بالحزن. في لحظة واحدة، أصبح مورينيو هو الحدث. نعم الحدث بذاته. يكفي فقط التوقف عند الاهتمام العالمي، وإن كان سلبياً في بعض منه، بطريقة احتفاله بالهدف، إذ لم يتوان البعض في برشلونة عن اعتبار أن فرحة مورينيو بالهدف كاللاعبين جاءت كتعويض عن فشله في أن يكون لاعباً ناجحاً!
ما يجدر قوله هنا، إن مورينيو من نوعية المدربين الذين لا تملّ منهم. فكم نصادف من مدربين لا يفقهون سوى متابعة المباريات بنظراتهم غير متفاعلين مع ما يدور على بعد أمتار قليلة منهم، فكما يدخلون الملعب يخرجون.
مورينيو مذهل في هذا الجانب. ذكي. يعرف كيف يضرب «على الوتر الحساس»، فهو من جهة يلهب حماسة الجماهير ويحفز لاعبيه ويستفز الخصوم. كما فعل ذلك سابقاً في ملاعب إنكلترا عندما كان مدرباً لتشلسي؟ اسألوا الفرنسي أرسين فينغر، مدرب أرسنال، والاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، مدرب مانشستر يونايتد.
مدهش هو مورينيو، في داخل الملعب كما في خارجه. ليس في العالم من يجيد الحروب الإعلامية مثله أو يستطيع توظيف الإعلام للوصول الى أهدافه. فلنتوقف مثلاً عند تصريحه الأخير الناري بأنه لا يملك فريقاً بعد الخسارة أمام إشبيلية في الدوري المحلي. هكذا، وبجملة واحدة قضى «مو» على حاضر وماضي فريق سمّي يوماً فريق القرن العشرين. غير أن مورينيو لعب لعبته بدهاء، أوصل الرسالة إلى لاعبيه قبل غيرهم بطريقة جارحة. لم يأبه لأسعارهم ونجوميتهم. بجملة واحدة أفهمهم بأنه لا معنى لهم إن لم يكونوا على قدر القميص الذي يرتدونه. لم يلتفت مورينيو عندما قال كلماته هذه لشماتة الأعداء، كان همّه أن يستفز كبرياء لاعبيه ليخرج أفضل ما لديهم في الموقعة الحساسة أمام مانشستر سيتي (والتي كانت الخسارة فيها كفيلة بأن تطيح رؤوساً كبيرة، وفي مقدمها مورينيو)، وهكذا كان.
بتعبير آخر، لا يوجد مدرب في العالم بإمكانه أن يخرج لاعبيه من حالتهم النفسية السيئة كما يفعل مورينيو.
إنه مورينيو الذي لم يتوانَ قبل فترة عن استبدال لقبه من المدرب «الفريد» إلى المدرب «الأوحد». البعض انتقد غرور الرجل واعتزازه بنفسه، لكن البعض الآخر يرى أن «مو»، بما يملك من مقدرات قيادية، يستأهل لقبه الأخير، على الأقل حتى يظهر المنافس له في حنكته ودهائه.



استعاد فريقه

أثنى جوزيه مورينيو على لاعبيه بعد الفوز على مانشستر سيتي بفضل هدف مواطنه البرتغالي كريستيانو رونالدو، معتبراً أنه «استعاد فريقه». وقال «مو»: «لقد استعدت فريقي أخيراً، أتمنى ألا يختفي مجدداً». كما نفى مورينيو أن يكون قرار إبعاده سيرجيو راموس «تأديبياً»، بل هو «قرار فن