انتهت مرحلة الاستعداد والتدعيم لفرق الدوري اللبناني مع انطلاق دوري الدرجة الأولى اليوم عند الساعة 15.30 من بحمدون. بطولة تعد أن تكون تنافسية على صعيد الصراع على اللقب الذي يبدو أنه سيكون محصوراً بين أربعة فرق هي الصفاء والنجمة والعهد والأنصار، دون استبعاد الإخاء الأهلي عاليه وإن كان بحظوظ أقل.
لكن يبقى الهاجس الأكبر أن لا يكون التنافس يدور حول النتائج والمراكز في الترتيب العام، مقابل مستوى متدنّ وأداء رتيب ظهرت بوادره في معظم مباريات كأس النخبة وفي لقاء الكأس السوبر. فالخوف أن تعاني اللعبة من انفصام بين أداء جيد لمنتخب لبنان وعقيم للفرق المحلية، ما قد ينعكس سلباً على عنصر الجذب والاهتمام بكرة القدم. هاجس آخر يطغى وهو الحضور الجماهيري ونوعيته. فتحدي الجمهور سيكون كبيراً بالنسبة لأضلاع البطولة الثلاثة: الاتحاد، القوى الأمنية والأندية. فهؤلاء سيتحملون مسؤولية رفع عدد الحضور الجماهيري وانضباطه على المدرجات كي يكون نسخة عن جمهور منتخب لبنان، ولمحو صورة جمهور مباريات النخبة.
فنياً، دعمت الفرق الأربعة صفوفها جيداً واستعدت ثلاثة منها لاستعادة اللقب في حين يسعى الصفاء الى الحفاظ على لقبه. وعملت الأندية الأربعة الكبار على جبهتين محلية وأجنبية وإن كان بنسب متفاوتة.
الصفاء من جهته اضاف أجنبياً ثلاثياً الى ثنائي الموسم الماضي حيث تعاقد مع السوري أحمد العمير هداف الشرطة، كما تعاقد محلياً مع علاء البابا وعمر الكردي واستعاد حمزة سلامي من العهد. أما النجمة فقد أعدّ العدة لكي لا يتكرر سيناريو الموسم الماضي حين خسر الدوري والكأس في الأمتار الأخيرة، فكانت التدعيم الأجنبي عبر البرازيلي فابيو والليبي أسامة سعد والفلسطيني محمد قاسم، الى جانب عودة خالد تكه جي وعباس عطوي وزكريا شرارة، وضم سامر زين الدين ومحمد الهادي رمال لتعويض انتقال بللال نجارين وأكرم مغربي الى الهند.
العهد يدخل البطولة بشعار واحد: استعادة كل ما ضاع منه وخصوصاً الدوري والكأس وكأس النخبة والسوبر لاحقاً. وهو الفريق الأقل تعاقداً أجنبياً إذ ضم الغيني أبو بكر ديالو فقط مقابل ترسانة من اللاعبين اللبنانيين بقيادة المدرب الجديد محمد الدقة ابن النادي وأكثر العارفين بكيفية استعادة الألقاب بشرط أن تساعده الظروف. لكن العهد حقق تعاقدات مهمة لبنانياً أبرزها ضم طارق العلي من المبرة وزميله حسن حمود وعودة مصطفى حلاق ومحمد أبو عتيق.
الأنصار بدوره سيكون فريقاً منافساً بقوة هذا الموسم، وهو كان نجم الأيام الماضية. فمن جهة، أحرز لقب الكأس السوبر، ومن جهة ثانية يعاني من أزمة مالية مؤقتة سيتم حلّها في الأسابيع المقبلة. فيوم أمس شهد عودة الحياة الى تمرين الفريق بعد مقاطعة اللاعبين للتدريب ليوم واحد كنوع من تسجيل موقف والتعبير عن الانزعاج من الوضع الراهن، إلا أن يوم أمس كان مغايراً مع حضور كامل للاعبي الفريق باستثناء علي ناصر الدين وسامي الشوم المصابين لكنهما حضرا في الاجتماع الذي عقد مع رئيس النادي كريم دياب. وكان لغط قد حصل حول مسألة مكافأة الـ 2000 دولار التي حصل عليها اللاعبون، إذ إنها تتعلق بكأس لبنان وكان أمين سر النادي وضاح الصادق يصرّ على تقاضيها، ومكافأة الكأس السوبر التي قال اللاعبون إنهم لم يتقاضوها، وهم أصلاً لم يوعدوا بها. وفي اجتماع أمس، وضع دياب اللاعبين في أجواء الخطة المالية للنادي التي لم يكونوا في صورتها، مع شرح لطريقة تمويل الفريق.
فنياً، يدخل الأنصار بلقب السوبر وعودة ناصر الدين واضافة الثنائي الأجنبي البرازيلي مارسيليو والغاني ويسدوم اضافة الى الفلسطيني وسيم عبد الهادي.
وستشهد البطولة منطقة أخرى، سيتصارع فيها الأندية الثمانية الآخرون على حجز مكان في المنطقة الدافئة والابتعاد عن دائرة الخطر. معظم تلك الأندية دعم صفوفه بلاعبين اجانب ومحليين وأبرزهم الراسينغ الذي ضم بول رستم وإيلي فريجي من الحكمة بقيادة المدرب محمد حسن «كاريكا». وكذلك الأمر بالنسبة للإخاء الذي كان مفاجأة الموسم الماضي، فأبقى على مدربه المحلي سمير سعد الذي دعم الفريق بالبرازيلي ادواردو كونسيساو والفرنسي من أصل لبناني أليكس خزاقة وأبقى على المدافع السوري علاء بيضون وضم لاعب الوسط هيثم عطوي من الصفاء.
وستشهد البطولة عودة الاجتماعي بعد طول غياب والذي دعم صفوفه بثلاثي أجنبي من غانا الذين يعرفهم المدرب فادي العمري، وكذلك عودة الشباب الغازية بقيادة المدرب عبد الأمير أحمد «الأموري».