مرة جديدة يتخذ اتحاد اللعبة قراراً بتغريم النجمة نتيجة هتافات جمهوره. مليون ليرة، ثم مليون ونصف، ثم ثلاثة ملايين، يضاف إليها حرمان حضور لقاء الاجتماعي الأحد المقبل. لكن هل هذا هو الحل للمشكلة القائمة؟ من حضر مباراة لقاء النجمة والعهد السبت الماضي على ملعب صيدا، استطاع أن يسمع معزوفات وشتائم مقززة بحق الأعراض وبحق شخصيات في نادي العهد، وتحديداً أمين السر محمد عاصي. نعوت مخجلة أطلقت بحق عاصي ومسيئة إلى أبعد حدود، وتضرّ بأهل النجمة قبل أي طرف آخر. كلام سُمع عبر شاشة التلفزيون، مشين شوّه سمعة نادي النجمة وصورة جمهوره الناصعة. وتبدو هذه الحملة على عاصي مستغربة، حيث طالما يجاهر بعظمة جمهور النجمة باستثناء بعض «الزعران منهم»، كذلك فإن العهد قادر على حشد ألوف لو أراد ذلك، والكل يعلم هذا الأمر، حتى لو لم يكن مشجعين للنادي، لكن توجه الإدارة هو عدم تحمّل مسؤولية أي نقطة دم تسقط في هذا الإطار.
الاتحاد تحرّك وعاقب النجمة، انطلاقاً من أن إدارة النادي مسؤولة عن جمهورها، وقد يكون سبب عدم القدرة على معاقبة الطرف الرئيسي في هذا الموضوع والمتقاعس الأكبر، أي القوى الأمنية. الاتحاد اعتبر أن إدارة النجمة ومكتب جمهوره لا يقوم بما هو مطلوب منه كي يمنع هذه الآفة، أو على الأقل يرفع المسؤولية عنه عبر الإعلان أو إبلاغ الاتحاد سراً بهذا الأمر.
النجماويون يقفون عاجزين وغاضبين في الوقت عينه. فهم غير قادرين على ضبط هذه «الشلة» الفلتانة، وحين حاول بعض أعضاء مكتب جمهورهم القيام بذلك وإبلاغ القوى الأمنية بهوية بعض المشاغبين، لم يستطع الأعضاء العودة إلى منازلهم ليلاً بعد لقاء النجمة والتضامن صور في الأسبوع الثاني من الدوري.
فإدارة النجمة ومكتب جمهورها لا يملكان القدرة على سجن المخالفين ومنعهم من الدخول، وهم غير مسؤولين عمّا يحصل على المدرجات في ظل غياب القوى الأمنية. فأمين سر النادي، سعد الدين عيتاني، يعبّر عن استيائه من العقوبات بحق ناديه، في حين أن إقامة أي مباراة لها شروطها، وفي طليعتها الأمن. فهل الأمن متوافر في الملاعب؟ يسأل عيتاني، ويجب فوراً بأنه لا توجد قوى أمنية على المدرجات.
أمر يمكن أن تشاهده بوضوح في لقاء النجمة والعهد، فالضباط والعناصر وأفراد مخابرات الجيش المعروفون، أي الذين يلبسون سترات مكتوب عليها «الجيش اللبناني ــ مديرية المخابرات» أو «السريون» منهم الذين يحملون مسدسات يخفونها تحت قمصانهم كي يظنها الناظر هواتف خلوية، هؤلاء موجودون في المنصة، حيث بعض الإداريين. أما المدرجات حيث يجلس المشجعون، المشاغبون منهم وغير المشاغبين، فلا يوجد عليها عناصر أمنيون، إلى درجة أن خمسة مشجعين نزلوا إلى الملعب بعد تسجيل هدف التعادل للنجمة واحتفلوا بجولة على اللاعبين، وقام بعضهم بشتم لاعبي العهد وهم خارجون ثم عادوا إلى مقاعدهم على المدرجات مكملين اللقاء من دون أن يتعرضوا للاعتقال من قبل القوى الأمنية.
المشكلة ليست لدى نادي النجمة، ولا لدى اتحاد اللعبة، بل هي لدى القوى الأمنية المتقاعسة عن القيام بدورها، وهو رأي يجمع عليه عدد كبير من المتابعين للعبة، وهو ما جرى تأكيده في المؤتمر الذي نظمه تلفزيون «الجديد».



مصالحة بين الحكمة والسلام

في وقت تبدو فيه الأمور متشنجة على المدرجات، تعمل إدارات بعض الأندية على حلحلة الإشكالات العالقة بينها. وهذا ما حصل بين الحكمة والسلام زغرتا بمسعى من الزميل فارس كرم، حيث عادت الأمور إلى مجاريها بعد فترة من التوتر سابقاً. وسيحصل اجتماع بين رئيسي الناديين الأب إسطفان فرنجية وإيلي مشنتف السبت لفتح صفحة جديدة.