هدف يذكره كثيرون سجله النجم الانكليزي غاري لينيكر في مرمى تشلسي في شباط عام 1990، مانحاً توتنهام هوتسبر فوزاً عزيزاً (2-1) على غريمه اللندني. إلا أن هذا الفوز كان نقطة تحوّل في تاريخ مواجهات الطرفين، إذ ابتعد تشلسي بمستواه عن توتنهام، وبقي الأخير من دون فوز على «البلوز» في 32 مباراة متتالية حتى تمكن من كسر هذه السلسلة عام 2006. هذه المسألة كانت حاسمة في تحويل بوصلة الكره عند جماهير توتنهام باتجاه تشلسي مجدداً، وقد بادلهم مشجّعو الفريق الأزرق التحية لتصبح لندن ملتهبة مع تطوّر أداء توتنهام في الفترة الاخيرة، ومحاولة تشلسي استقطاب أحد نجومه الكرواتي لوكا مودريتش الذي رحل الى ريال مدريد الاسباني في الصيف، ثم ردّ النادي الابيض مجدداً باستقطابه البرتغالي أندريه فياش - بواش الذي طُرد في منتصف الموسم الماضي من تدريب بطل أوروبا ومتصدر ترتيب الدوري الانكليزي الممتاز حالياً.
طبعاً الأمور متشعبة، لكنها أكثر تعقيداً بين جمهورَي الفريقين، وهي تبدو أكثر سخونة من جانب تشلسي حالياً، الذي وزّع كرهه سابقاً على فرقٍ من لندن وخارجها بحسب مقتضيات المرحلة. وهنا الكلام عن تحديد جمهور «ستامفورد بريدج» لأرسنال على أنه العدو الرقم 1، في الوقت الذي وضع فيه قبلها ليدز يونايتد في هذه المنزلة عند سطوع نجم هذا الفريق، وحيث شهدت لقاءاتهما مشادات بين اللاعبين على أرض الملعب وبين المشاغبين خارجه. وعاش ليفربول هذه التجربة مع تشلسي، وحديثاً مانشستر يونايتد ضمن الصراع بين الفريقين اللندني والشمالي على الألقاب المحلية والخارجية.
وقد يقول البعض إنه لا مجال للمقارنة بين تشلسي وتوتنهام، إذ إن الأول كان بارزاً في العصر الحديث بتتويجه بطلاً لإنكلترا ثم لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي. لكن في نظرة تاريخية يتضح أنه في فترات عدة كان توتنهام أفضل من جاره، وهو ظفر بلقب كأس انكلترا العريقة عام 1967 على حساب تشلسي، ثم فاز عليه عام 1975 في مباراة حاسمة سقط على أثرها «البلوز» الى الدرجة الثانية. وفي الثمانينيات، وتحديداً عام 1982، خرج تشلسي أمام توتنهام في نصف نهائي الكأس في طريق الأخير للفوز بها. وامتداداً إلى التسعينيات، كان توتنهام أفضل من تشلسي على صعيد الفوز بلقب الدوري، إضافة الى نجاحات على صعيد الكأس، وتقديم نجومٍ خالدين في الكرة الانكليزية، أمثال لينيكر وبول غاسكوين وغلين هودل وسول كامبل وغيرهم.
إلا أن كل هذه الأمور تغيّرت في الألفية الجديدة مع وصول الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي حوّل تشلسي الى قوة عظمى في الكرة الاوروبية، فأصبح متهماً بشراء النجاح عبر استقدامه لنجومٍ كثيرين، وقد كان على لائحته أبرز نجم في توتنهام في الأعوام القريبة الماضية، أي مودريتش، حيث جوبه طلب إدارة «ستامفورد بريدج» برفضٍ قاطع ومماطلة، حتى وصل ريال مدريد وحمل الكرواتي الدولي الى العاصمة الاسبانية.
وما يزعج جمهور توتنهام حالياً هو تهكّم جماهير تشلسي على فريقهم بأنه يحتل المرتبة الثالثة في لندن بعد «البلوز» و«المدفعجية»، وهو ما لا يرضاه الجمهور الابيض الذي يتغنّى بتاريخه الذي يعتبره أهم من عظمة أي نادٍ آخر في «عاصمة الضباب»، إذ إنه خدم المصلحة الوطنية أكثر من أي نادٍ لندني آخر، على غرار تقديمه لينيكر الذي توّج هدافاً لمونديال 1986، إلى غيره من نجوم طبعوا الكرة الانكليزية وأصبحوا رموزاً لمنتخب «الأسود الثلاثة». ويرفض هذا الجمهور دائماً أن يصنّف ثالثاً استناداً الى ملعبه الأقل تواضعاً من «ستامفورد بريدج» الخاص بتشلسي ومن «استاد الامارات» الخاص بأرسنال، أو استناداً الى ثروة النادي، مبدياً فخره بالوضع المالي المستقر الذي لم يحوّل توتنهام الى ملكية أجنبية أو وضعه تحت رعاية خارجية.
هل سيعود توتنهام الى عيش حقبة الماضي بإحراز فوزٍ عزيز في مباراة اليوم؟
الحقيقة أن هذا الأمر قابل للحدوث، إذ إن فريق فياش - بواش يضم لاعبين رائعين من طراز الويلزي غاريث بايل والهداف التوغولي ايمانويل أديبايور وجرماين ديفو والاميركي كلينت ديمبسي والمدافع البلجيكي يان فرتونغن ومواطنه موسى ديمبيلي. والفوز في مباراة كهذه سيعطي الفريق دفعة معنوية هائلة في سعيه الى المنافسة على اللقب، إذ للمرة الاولى منذ فترة طويلة يطفو حلم في «وايت هارت لاين» يختصر بحمل كأس الـ«برميير ليغ».
طبعاً هو حلم يراه جمهور تشلسي بعيداً عن الحقيقة التي تبدو أقرب إليهم، إذ إن فريقهم يبدو في وضعٍ مميز منذ بداية الموسم الجديد، وهو ليس مستعداً أبداً للتنازل عن قمة الترتيب العام.



لا ضغائن عند فياش - بواش

أشار مدرب توتنهام الحالي البرتغالي أندريه فياش - بواش أنه لا يحمل أي ضغائن لناديه السابق تشلسي الذي طرده سريعاً من منصبه، وهو قال: «المباراة ليست تصفية حساب بالنسبة إليّ. ما حصل قد حصل، لا يمكن تغيير التاريخ. أنا هنا لكتابة صفحة جديدة، وبالطبع إحراز نقاط المباراة الثلاث سيكون أولوية بالنسبة إلي».



برنامج البطولات الأوروبية الوطنية في عطلة نهاية الأسبوع

انكلترا (المرحلة الثامنة)

- السبت:
توتنهام - تشلسي (14,45)
فولام - استون فيلا (17,00)
ليفربول - ريدينغ (17,00)
مانشستر يونايتد - ستوك سيتي (17,00)
وست بروميتش البيون - مانشستر سيتي (17,00)
وست هام يونايتد - ساوثمبتون (17,00)
سوانسي سيتي - ويغان اثلتيك (17,00)
نوريتش سيتي - ارسنال (19.30)

- الاحد:
سندرلاند - نيوكاسل يونايتد (15,30)
كوينز بارك رينجرز - افرتون (18,00)
اسبانيا (المرحلة الثامنة)

- السبت:
ملقة - بلد الوليد (17,00)
ريال مدريد - سلتا فيغو (19,00)
فالنسيا - اتلتيك بلباو (21,00)
ديبورتيفو لا كورونيا - برشلونة (23,00)

- الاحد:
خيتافي - ليفانتي (13,00)
اسبانيول - رايو فايكانو (17,00)
غرناطة - ريال سرقسطة (18,50)
اوساسونا - ريال بيتيس (20,45)
ريال سوسييداد - اتلتيكو مدريد (22,30)
- الاثنين:
اشبيلية - ريال مايوركا (22,30)

ايطاليا (المرحلة الثامنة)

- السبت:
يوفنتوس - نابولي (19,00)
لاتسيو - ميلان (21,45)

- الاحد:
كالياري - بولونيا (13,30)
اتالانتا - سيينا (16,00)
كييفو - فيورنتينا (16,00)
انتر ميلانو - كاتانيا (16,00)
بارما - سمبدوريا (16,00)
اودينيزي - بيسكارا (16,00)
باليرمو - تورينو (16,00)
جنوى - روما (21,45)