«يا رايح كتّر القبايح». مثلٌ شعبي كان يمكن أن يُوصّف حال اتحاد كرة السلة، لكن المشكلة أن «ذهابه» ليس محسوماً في الانتخابات المقبلة، وخصوصاً أن معظم أعضائه متمسكون بكراسيهم ويعرقلون عملية التغيير عبر اتحاد تكنوقراط. فأول من أمس، صدر بيان عن اتحاد اللعبة يحدد فيه موعد مباراة الكأس السوبر بين الشانفيل، حامل لقب البطولة، وأنيبال زحلة، حامل الكأس. لكن الاتحاد عاد وأجّل المباراة أمس الى موعد يحدد لاحقاً، من دون أن يعلن سبب التأجيل الذي ظهر لاحقاً أنه نتيجة عدم وصول لاعبَي أنيبال الأجنبيين: تشادني غراي ولاري كوكس، وبالتالي عدم مشاركتهما في اللقاء، علماً بأن هذا الأمر معروف مسبقاً وكان يمكن التأكد منه عبر التنسيق مع إدارة أنيبال، فغراي يصل اليوم الخميس عصراً، وكوكس الجمعة (لن يحضر بسبب عدم قدرته على فسخ عقده في اليابان). ولم يكن الاتحاد مجبراً على تحديد موعد مباراة ثم تأجيلها، والتي أصبحت بحكم الملغاة نظراً الى انطلاق البطولة بعد غدٍ السبت.
هذه البطولة التي تبشّر بأن تكون مشتعلة بعيداً عن الاتحاد الذي يديرها، إذ تبدو اللعبة أكبر منه برأي أكثر من متابع سلّوي. فالمنافسة ستكون قوية بين ثلاثة فرق بشكل أساسي، وهي: الرياضي والحكمة والشانفيل من دون استبعاد المتحد.
عشرة فرق ستتنافس في الموسم الجديد، أولها الشانفيل الذي سيدافع عن لقبه في مهمة ستكون صعبة، في ظل عملية التدعيم الكبيرة التي قام بها الحكمة من جهة، وتربص الرياضي من جهة أخرى. الشانفيل يعتمد بشكل رئيسي على قائده فادي الخطيب، الى جانب نديم حاوي وكارل سركيس، مع انضمام نديم سعيد وحسين الخطيب وأنيس فغالي وسيفاك كاتنجيان، إلا أنه سيفتقد جهود الثنائي: محمد ابراهيم وإيلي إسطفان اللذين توجها الى الحكمة. ويعلم مدرب الفريق غسان سركيس مدى حراجة الموقف، إلا أن هذا لا يقلل من حظوظه في المحافظة على لقبه نظراً الى خبرة لاعبيه وتجانسهم بعد سنوات من اللعب معاً، إضافة الى وجود الأجنبيين: غرانيت طومبسون ومواطنه الجديد رايشون تيري الذي يلعب في المركز 3 - 4.
المنافسة الأساسية للشانفيل ستكون من الرياضي بقيادة مدرب جديد هو السلوفيني سلوبودان سبوتيتش، الذي نجح في الحفاظ على لقب دورة الحريري وأوصل الفريق الى نهائي كأس الأندية الآسيوية، قبل أن تُؤجَّل المباراة النهائية. مدرسة جديدة في التدريب بعد انتقال المدرب فؤاد أبو شقرا الى الحكمة، ستقود تشكيلة متكاملة بقيادة المصري اسماعيل أحمد والأميركي لورين وودز، إلى جانب الأسماء السابقة، يضاف إليهم أحمد إبراهيم وميغيل مارتينيز.
لكن الأنظار ستكون موجهة نحو الحكمة الآتي بقوة هذا الموسم بعد عملية «تغيير جلد» كاملة، بدءاًَ من الجهاز الفني وانتهاءً باللاعبين. أسماء كبيرة دخلت الى الحكمة تبشّر بعودة «الأخضر» الى سكة البطولات: من إيلي رستم وإيلي إسطفان ورودريغ عقل، إلى محمد إبراهيم وفيليب وشارل تابت وباتريك بوعبود مدعمين بلاعبين أجنبيين دايشون سيمز وأرون هاربر. أما الأبرز فهو اللبناني جوليان قزوح الذي أثار مجيئه الى الحكمة ردود فعل كثيرة لن تخفت قريباً نظراً الى مشاركته موسماً واحداً في إسرائيل. ودخلت وزارة الشباب والرياضة أمس على الخط مع إرسال مدير عامها زيد خيامي كتاباً طلب فيه عدم تسجيل اللاعب جوليان قزوح على كشوفات الاتحاد، أو إصدار بطاقة لاعب له. وتضمّن الكتاب تذكيراً بالقرار السابق لوزير الشباب والرياضة فيصل كرامي الصادر في الموسم الماضي، والذي يمنع اللاعب الأجنبي الذي سبق له أن لعب في إسرائيل من اللعب في لبنان، ويعتبر أن اللاعب اللبناني الذي قام بدوره في هذا الفعل يجب أن يخضع للمحاكمة في المحاكم المختصة، وليس عبر إصدار قرار لدى قاضي الأمور المستعجلة.
لكن اللاعب حصل على بطاقته الاتحادية بعدما حصلت إدارة ناديه على أمر من قاضي الأمور المستعجلة في المتن، وحضر مباشر المحكمة الى الاتحاد حيث حصل على تعهّد من الأمين العام غسان فارس بإصدار البطاقة فور جهوز آلة الطباعة المخصصة للبطاقات. وبالفعل، تسلّمت إدارة الحكمة بطاقة اللاعب أمس، ما ينذر بتصاعد الأزمة وخصوصاً بعد طلب الوزارة. إلا أن مصادر حكماوية قللت من أهمية تحرك الوزارة كونها مدعومة بقرار قضائي هو أقوى من أي قرار.
وقد وصل قزوح الى بيروت أمس، برفقة مدربه فؤاد أبو شقرا بعدما اتخذ المسؤولون في النادي قراراً بمجيئه الى لبنان في ساعة متأخرة من الليل، بعدما كان رئيس النادي إيلي مشنتف قد أبلغ «الأخبار» أن قزوح لن يحضر. إلا أن مشنتف أوضح أنه حتى الساعة العاشرة ليل أول من أمس لم يكن مقرراً مجيء قزوح، إلا أن المتابعين لملفه قضائياً طلبوا حضوره سريعاً.
وفي ظل تنافس الثلاثي: الرياضي، الشانفيل والحكمة على اللقب، لا يمكن استبعاد المتحد وإن كانت حظوظه بدرجة أقل. فالفريق الطرابلسي دعّم صفوفه بروني فهد وحسن دندش وروي سماحة وبشير عموري، إلا أنه سيفتقر الى لاعبه إيلي رستم وكذلك باسم بلعة، الى جانب الأجنبيين مارك سيلرز الذي يلعب في المركز رقم 4، وكان أفضل لاعب في فرنسا عام 2008، وكيفن هيوستن في مركز رقم 1 بقيادة المدرب الفرنسي بانيس شولييه.
فريق خامس من المنتظر أن يقدم مستوى جيداً هذا الموسم، هو الصاعد حديثاً من الدرجة الثانية، فريق عمشيت الذي شكّل فريقاً منافساً لهذا الموسم بقيادة صباح خوري، ومجيء محمد فحص ومات فريجي وكرم مشرف وغالب رضا وجاد بيطار ومحمد همدر وأنطوني يمين، اضافة الى الثنائي الأجنبي أوستن جونسون لاعب المتحد السابق وبابا سو لاعب مهرام الإيراني. وسيقود الفريق في هذا الموسم المدرب البوسني ألن أباز.
وفي جبيل أيضاً، هناك ناديا بيبلوس بقيادة المدرب جو مجاعص، مع تشكيلة لبنانية مطعمة بلاعبين جدد هم: مازن منيمنة، حسن صفي الدين، عمر الأيوبي، جيمي سالم، شربل السخن وطوم عمار. أما النادي الثاني فهو بجة، بقيادة المدرب باتريك سابا، والذي شهد عملية تدعيم بسيطة مع انضمام رامي عقيقي الى الفريق، لكنه خسر نديم سعيد وباتريك بوعبود.
بقي فريقان هما: أنترانيك، بقيادة المدرب رزق الله زلعوم، الذي تعاقد مع فؤاد عيناتي وجورج غانم وطارق مرعبي، ونادي هوبس الذي ضم حسين توبة وحسن اللقيس وكوستي قدسي، مع الأجنبيين مونتينيغري أرسيد لوكا في المركز رقم 5 لتعويض انتقال محمد همدر الى عمشيت، وأندريه سميث مبدئياً، وسيقوده المدرب السوري عمر حاسينو.



مشكلة الجمهور

سيواجه الاتحاد اللبناني لكرة السلة برئاسة جورج بركات مشكلة الحضور الجماهيري وعدم تكرار الفلتان الذي كان حاصلاً في الموسم الماضي. وقد تكون فكرة حضور جمهور صاحب الأرض فقط حلاً لمنع التصادم بين الجمهورين، لكن تبقى مشكلة الهتافات السياسية والطائفية




6 أندية ضد قزوح


تتفاقم قضية لاعب الحكمة جوليان قزوح يوماً بعد آخر، وقد اجتمعت 6 نوادٍ أمس، هي: الشانفيل، الرياضي، المتحد، هوبس، عمشيت وبيبلوس، وأصدرت بياناً يخص المسألة، جاء فيه:
أن لعبة كرة السلة مستهدفة ضمن استهداف كل شعور وطني، كما اعتبارنا أن النادي الذي أقدم على هذه الخطوة هو من النوادي المؤسسة والمشاركة والداعمة لكل وجود وطني لا يتعارض مع كل انتماء الى وطن وانتساب إلى نادٍ.
ومن خلال احترام وتأكيد وتأييد القرارات الصادرة عن وزير الشباب والرياضة، فيصل كرامي، المنسجمة والمكملة لمطالب المجتمعين وضمن الإطار الوطني، نطالب بضرورة احترام اتحاد كرة السلة وتنفيذ القرارات الصادرة عن وزارة الشباب والرياضة، واستطراداً سحب بطاقة اللاعب إن وجدت. أضف إلى ضرورة إبعاد النوادي عن كل تجاذب أو كل ما يتعارض مع الرأي العام.