ويلفريد زاها. اسم خرج إلى العلن على نحو مفاجئ في الآونة الأخيرة، حتى أصبح حديث الجميع من النقاد والمتابعين في إنكلترا حالياً. يصعب أن تفتح الصحف الإنكليزية قاطبة، من دون أن تقع يومياً على خبر عن هذه الموهبة الصاعدة. باتت أخبار زاها حتى تسبق أخبار نجوم كواين روني مهاجم مانشستر يونايتد أو ثيو والكوت جناح أرسنال.
بات الحديث في إنكلترا عن زاها يتخطى مجرد لاعب فرض نفسه بقوة في الدرجة الأولى الإنكليزية مع فريق كريستال بالاس، بل إن إنكلترا تنظر إلى هذا الشاب البالغ 20 عاماً كبطل قادم سيعيدها إلى خريطة الكرة العالمية. هذا ما يستطيع المتابع أن يستشفه من تقارير الصحف الإنكليزية.
من أتيح له متابعة بعض من لمحات زاها المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي سيفرك عينيه مرتين من دون شك للتأكد من حقيقة ما يشاهد من لاعب لم يتخطّ العشرين عاماً. نعم، ليس في الأمر مبالغة على الإطلاق.
زاها، واسمه الكامل دازيت ويلفريد أرميل زاها، ببساطة هو لاعب متعدد المواهب والأدوار، إذ فضلاً عن إجادته اللعب في مركز الجناح، فإنه قادر على شغل مركز قلب الهجوم، عدا عن امتلاكه ميزة المراوغة والفنيات العالية ممهورة بسرعة كبيرة وقدرة فائقة على التحكم بالكرة وسلاسة في إنهائها في الشباك. عندما يتخطى زاها المدافعين، الواحد تلو الآخر، لا يمكن إلا أن تشبهه بسيارة فورمولا 1 فائقة المواصفات. مدهش هو عندما يواصل انطلاقاته، رغم تعرضه لركلات من المدافعين من أجل إيقافه، وهذا ما جعل مدربه السابق في كريستال بالاس، جورج بورلي، يشبّهه في هذا الجانب بالأرجنتينيين: «الأسطورة» دييغو أرماندو مارادونا والنجم ليونيل ميسي، بينما يرى في فنياته نجم مانشستر يونايتد السابق الإيرلندي جورج بست. المدهش في زاها هو ثقته العالية الى أقصى الحدود بقدراته. هذا الأمر يمكن تلمسه من خلال أحد تصاريحه، والذي اعتبر فيه أن ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو ليسا أفضل منه، قائلاً: «لم أنظر أبداً إلى أحد ورأيت أنه أفضل مني، بما في ذلك ميسي ورونالدو. عندما أنزل الى الملعب تكون عندها ساعتي». كل هذا جعل من زاها المطلب الرقم واحد في إنكلترا. أندية أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي وتوتنهام ومانشستر يونايتد تتصارع للظفر بتوقيعه. هو مزاد علني مفتوح على مصراعيه في انكلترا بأغلى الأسعار، حتى إن ريال مدريد الإسباني لم يتوان عن الدخول فيه عندما أعرب البرتغالي جوزيه مورينيو، قبل أيام، عن إعجابه بخامته وقد بعث أحد كشافيه لمراقبته عن كثب.
القتال على زاها وصل إلى ذروته، إذ تستخدم فيه كل الأساليب. ولم يتوان مانشستر يونايتد، في محاولة لإقناع كريستال بالاس، عن اقتراح شراء زاها في الشتاء، ومن ثم إعارته حتى نهاية الموسم لفريقه الحالي!
وفضلاً عن ترقب الإنكليز لوجهة زاها المستقبلية، فإن الأنظار تتجه الى مسيرته مع المنتخب الإنكليزي، اذ إن في إنكلترا من لا يزال متخوفاً من إمكان أن يرتدي هذا الشاب قميص منتخب ساحل العاج (ولد في أبيدجان وسافر الى إنكلترا مع عائلته في الرابعة من عمره) انطلاقاً من الاتصال الذي تلقاه من النجم العاجي ديدييه دروغبا، والذي دعاه فيه إلى اللعب لساحل العاج، ذلك رغم أنه استدعي في مباراة أمس لتمثيل إنكلترا أمام السويد ودياً (لا يزال بإمكانه اختيار ساحل العاج لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يأخذ في الحسبان المباريات الودية)، غير أن روي هودجسون، مدرب إنكلترا، يبدو واثقاً وهو لم يتوان عن التأكيد: زاها سيلعب لنا.



موهبة محطّ إشادات

تنهال الإشادات على ويلفريد زاها من كل حدب وصوب، حتى إن أبناء جيله لا يتوانون عن توجيه الإطراء له. ويقول دانيال ستاريدج لاعب تشلسي: «إنه (زاها) مذهل. أنا سعيد لأنه يظهر بهذه الروعة».