نفّذت الأندية الخمسة في كرة السلة تهديدها وقاطعت مباريات بطولة لبنان اعتراضاً على طريقة إدارة العملية الانتخابية، فغاب فريق بيبلوس عن مباراته مع الحكمة السبت، مقفلاً أبواب ملعبه في جبيل بوجه الجميع كرسالة احتجاج. وهذا ما دفع اتحاد كرة السلة الى تعليق مباريات البطولة ابتداءً من الاحد 25 تشرين الثاني الجاري لمدة أسبوع، إفساحاً في المجال لمزيد من التشاور لما فيه مصلحة كرة السلة اللبنانية، كما جاء في بيان الاتحاد عقب جلسته الطارئة. وكلف الاتحاد رئيسه دعوة جميع رؤساء أندية الدرجة الاولى الى اجتماع كان من المفترض أن يعقد أمس عند الساعة الخامسة في مقر الاتحاد.
إلا أن الدعوة لم تلقَ صدى من الأندية الخمسة المعترضة، وهي الرياضي، المتحد، بيبلوس، عمشيت وهوبس. وجاء الرفض عبر بيان نتيجة فقدان عامل الثقة بين الأندية وأبو عبدالله بعد تجربة الاجتماع الشهير في عمشيت الأربعاء الماضي، وعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه بينه وبين الأندية بحضور الأمين العام غسان فارس.
واستمرت مهزلة حرب البيانات أمس، حيث صدر بيانان، الأول عن «أندية الجمعية العمومية»، وجاء في بيانهم استنكار لما تقوم به الأندية المعترضة، داعية إياها الى «تحكيم العقل والعودة إلى جنّة الشرعية الاتحادية حيث سعينا وصوتنا لحفظ مكان للجميع بمن ارتأوا أن يمثلهم لنمشي معاً درب النهوض باللعبة»، مطالبة الاتحاد المنتخب شرعياً بتطبيق القوانين.
هذا البيان استلزم بياناً من أندية أخرى فيه ردّ على الأندية الأولى، معتبرين أن بيانها لا يمثلهم، علماً بأن البيانين لا يحملان توقيعاً أو ذكراً للأندية التي أصدرت البيان، ما يشير الى استهتار بالرأي العام واستسهال إصدار البيانات.
وسبق البيانين واحد موقّع من رؤساء اللجان الرياضية للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، بعد عقد اجتماع ضمّ بودي معلولي (القوات) وإدي أبي زخم (الكتائب) وجهاد سلامة (التيار الوطني الحر)، حيث أكّد المجتمعون الدعم المطلق للجنة الادارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة برئاسة الدكتور روبير أبو عبدالله، مع التمني على الجميع وضع مصلحة كرة السلة فوق كل المصالح الشخصية أو المناطقية أو المذهبية والعودة الى المنافسة الرياضية الشريفة على أرض الملاعب.

أما ختامها فكان مسكاً مع بيان صادر عن الاتحاد اللبناني لكرة السلة عقب جلسته التي عقدها أمس وجاء فيه:
«استهل الاجتماع رئيس الاتحاد بكلمة شكر فيها الجمعية العمومية على ثقتها الكبيرة، مرحّباً بالأعضاء الجدد، ومنطلقاً من أن العمل الاتحادي سينتهج الطريقة المؤسساتية والنهج الاستيعابي.
وبعد إجراء جولة أفق عامة ومشاورات وآراء تقدم بها أعضاء اللجنة الادارية، انتهى الاجتماع الى الآتي:
- ان اللجنة الادارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة المؤتمنة على اللعبة لن تنزلق الى أي ردّ، بل تكتفي بأن عملها وشفافيتها سيكونان الرد الوحيد.
- التأكيد على قرار تعليق البطولة لمدة أسبوع واحد، والذي اتخذته اللجنة الادارية الاحد 25 تشرين الثاني وينتهي نهار السبت 1 كانون الاول 2012، مع التأكيد على مبدأ الحوار والانفتاح والتواصل والتخاطب الرياضي السليم تحت سقف القانون، لأن المهم والأهم هو التعالي والتضحية من أجل الحفاظ على هذه اللعبة الوطنية».
ولا يمكن أن تستمر الأمور بالشكل الذي بدأت فيه، حيث إن القرار الأول للاتحاد الجديد كان تعليق البطولة، وقد يكون القرار الثاني تخسير فريق. وهذا ما يوجب حواراً بين الأندية المعترضة وقطبي الجمعية العمومية جان همام وجهاد سلامة برعاية طرف محايد للوصول الى حل. وقد يكون وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي أفضل من يقوم بهذا الدور لإنهاء الأزمة التي يتحمل مسؤوليتها الجميع، وتعتبر كرة السلة اللبنانية الخاسر الوحيد فيها، مع الأمل بعدم زج الإعلام الرياضي في مشكلة لم يكن له دور فيها من الأساس.