الأحد عصراً صدر بيان عن نادي الجزيرة يهاجم فيه الاتحاد اللبناني للسباحة على خلفية حرمان السباحين وائل قبرصلي وكاتيا بشروش المشاركة في بطولة العالم، مع كلام عن «اتحاد قاموسه مليء بمصطلحات مثل انتخابات غير قانونية، وحقد، وكيدية، منع مشاركة الأبطال، لاوطنية...».
صباح الاثنين كتاب مفتوح من« أهالي سباحين لبنانيين إلى نادي الجزيرة المحترم» يتضمن بدوره عبارات كالطائفية والحقد «وتدعون الحرص على مستقبل السباحة في لبنان، لكنتم تواضعتم ونزلتم من أبراجكم الطائفية والسياسية وقدمتم تنازلاً وضيعاً بتراجعكم عن الدعوى المقامة على الاتحاد، وخاصة أن مصير حوالى خمسمئة سباح وسباحة لبنانيين، ونشدد على لبنانيين، بمن فيهم سباحا ناديكم مجهول ريثما يبت القضاء هذه الدعوى».
هذا بعض ما وصل إليه المستوى في لعبة السباحة التي تدفع الثمن يوماً بعد آخر نتيجة الصراع «الأزلي» بين الطرفين، الذي يبدو أن لا أفق له، نظراً إلى تداخل عناصر عدة فيه، من الشخصانية إلى الطائفية إلى السياسة... والمؤسف أن هذه اللعبة التي رفعت رأس لبنان في البطولة العربية عبر السباحة كاتيا بشروش (إحدى ضحايا الصراع) هي اليوم مجمدة وخارج الخدمة بسبب قرار قضائي بتجميد الاتحاد بعد طعن من عدة أندية بقانونية انتخاباته، وتحديداً تصويت نادي ديكاتلون فيها. والغريب أن أهل اللعبة غير سائلين عن ابتعاد أفضل سباحة حالياً، أو عدم وجود نشاط رسمي ما عدا بعض الدورات بتنظيم شخصي من أندية دون اتحاد. فالحديث ما زال دائراً حول كيفية إعادة توزيع المناصب. وآخر الأخبار عن العروض المقدمة كان قبول الاتحاد الحالي باستقالة عضو من الأكثرية لمصلحة رفع حصة الأقلية إلى عضوين، وهو أمر رفضته أندية الجزيرة، أوركا، النجاح، و«فور بي» متمسكين بطلبهم السابق بتمثيلهم بثلاثة أعضاء، لتصطدم مساعي أمين سر نادي العهد محمد عاصي بحائط مسدود نتيجة تعنّت الطرفين.
ما هو الحل؟
أمين سر نادي الجزيرة عادل يموت، يحسمها قائلاً: «لا نرضى بأقل من ثلاثة أعضاء في الاتحاد. وهذا الأمر ليس الحل، بل بداية الحل، إذ إن هناك أموراً كثيرة مطلوبة من الاتحاد. لكن الخطوة الأولى هي إعادة الحق للأندية المعترضة والعودة إلى العرف السابق الذي يقضي بوجود ثلاثة أعضاء مسلمين في اللجنة الإدارية من أصل 9 أعضاء يتكون منهم الاتحاد. نحن لطالما كنا وسنبقى مع الوفاق والحوار والتفاهم، لكن ليس على حساب حقوقنا. ولا يمكن أي ناد من الأندية الأربعة وحتى نادي العهد أن يرضوا بالظلم».
من جهته، يرى أمين سر الاتحاد فريد أبي رعد أن الاتحاد يرغب في حل أزمة السباحة، بدليل أنه قدم تنازلاً وعرض رفع الحصة الى اثنين «لكن المشكلة لدى نادي الجزيرة الذي يحرف الأحداث وحتى التصاريح. فما قيل عن تشكيك اتحاد السباحة بنتائج قبرصلي في دورة النورماندي ليس صحيحاً. فاتحاد السباحة أشار إلى أن هذه الدورة هي ليست دورة النورماندي المعروفة بل دورة أندية».
رغم الأجواء السوداوية التي تخيّم على الأزمة، إلا أن بعض الوسطاء يسعون إلى حلحلة الأمور، وخصوصاً أن اللعبة لا تتحمل أن تنتظر حتى يبت القضاء الموضوع؛ فهو قدي أخذ سنتين حتى يصدر حكمه.